لا تتوقف رسالة الأزهر عند حد تدريس العلوم الشرعية، حيث تحظى اللغة العربية بمكانتها أيضا في القلب منه باعتبارها لغة الدين الإسلامي والرسالة الخاتمة وأساس الفهم الصحيح لمقصدها. 

كان لمركز زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها،مبادرته «اللغة العربية.. حصن وحياة» بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية العام الماضي رسالة للتعريف بالمركز وهدفه في العناية بلغة العرب خاصة ولسان المسلمين عامة، وبيان أنها لغة تحصن من التطرف وتتطور كالحياة فلا تعرف جمودا ولا ترسخ لتشدد. 

روسيا تربي أبناءها في الأزهر

ومن خلال مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، سعى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين الطلاب سواء من أبناء الوطن العربي أو الوافدين إلى الأزهر للدراسة بكلياته المختلفة، فكان لأبناء المركز 7 مستويات تعينهم على فهم اللغة ودراستها بشكل يمكنهم من التفاعل مع المواد الدراسية والتعايش مع المجتمع العربي على حدٍ سواء. 

وفي حوار صدى البلد مع أصغر الوافدين بمركز زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، الطفل الروسي علي شارابودونوف من مواليد عام 2011، والذي يلقبه معلموه بـ «الأمير علي». 

«الأمير علي» هو أحد أبناء أسرة روسية تؤمن وتقدر مكانة الأزهر في دراسة علوم الدين والحياة، فالتحقوا به في سن مبكرة، ورغم ظروف الحياة التي جعلت من والده يعيش في العاصمة الفرنسية باريس إلا أنه أوكل لأمه مهمة المتابعة لتحقيق رغبته في أن يكون لأبنائه حظ من اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم. 

«علي» أشار في بداية حديثه الى أن هناك مكانة خاصة تحظى بها مصر في قلب أسرته والمحيطين به من أبناء البلدة وعموم الروسيين، فيقدرون لها تاريخها العريق ومناظرها الخلابة، ويؤمنون بعلماء الأزهر ووسطيتهم في تحصيل العلوم الشرعية وصحيح الدين الإسلامي، ما يجعله يطمح أن يكون في المستقبل أحد الدعاة والأئمة حينما يعود إلى وطنه. 

«الأمير علي» كما يُحب أن يطلق عليه المدرسون بالمركز، أكد أن رغبته بأن يكون إماماً تعود إلى ما يجده من انطباعات سيئة ضد الإسلام وإيمانه بأنه قادر على أن يساهم في تصحيح هذا حينما يعود إلى وطنه بعد التخرج من الأزهر، مشددا:«والدي ووالدتي قالا لي ولإخوتي الثلاثة الذين يدرسون معي هنا بمركز الشيخ زايد: هذا المركز جيد وعليك أن تتفوق في الأزهر». 

7 مستويات للدراسة 

يعد مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، أحد روافد الأزهر الشريف لتعليم اللغة للوافدين وغير الناطقين بها من كافة أقطار العالم، حيث يهدف إلى تعليم اللغة العربية الفصحى لغير الناطقين بها؛ طبقا لمعايير الجودة العالمية، وتوفير أفضل الإمكانات من الهيئة التدريسية والخبراء المؤهلين من خلال التوسع في استخدام الوسائط والتقنيات الحديثة، كما أنه مركز معتمد لتدريب وتأهيل معلمي اللغة العربية.

ونجح مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة الأزهر بمدينة نصر، في تحقيق عدد من الفعاليات والأنشطة بمشاركة قياداته ومعلميه ومعلماته خلال العام المنقضي 2022، بما يسهم في تطوير الأداء وإثراء العملية التعليمية وخدمة الطلاب والطالبات الدارسين بالمركز.

واستقبل المركز في عام 2021/2022 نحو 3000 طالب من 75 جنسية حول العالم، أبرزهم من تايلاند وماليزيا وإندونيسيا ونيجيريا، ويمر الطالب خلال دراسته بسبعة مستويات وهي كالتالي.: “المبتدئ الأول، المبتدئ الثانى، المتوسط الأول، المتوسط الثاني، المتقدم الأول، المتقدم الثاني، المستوى المتميز”، ويختص المستوى السابع بتدريس الطالب الموضوعات المرتبطة بدراسته الجامعية.

وتزامنًا مع اليوم العالمي للغة العربية والذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر الماضي، أطلق مركز الشيخ زايد حملة (اللغة العربية.. حصن وحياة) ،  تأكيدًا على أن اللغة العربية هي الحصن الذي يقف سدًّا منيعًا أمام الجماعات المتطرفة التي تفسر النصوص الدينية حسب أهوائها ولخدمة أغراضها، وبرهانا على أن اللغة العربية تعد من أهم الحصون التي تحمي مستقبلنا من فقدان الهوية وتحافظ على انتمائنا لديننا الحنيف وأمتنا العربية، وشارك بالحملة العديد من طلاب المركز من مختلف الجنسيات، وكذلك العديد من رؤساء فروع المنظمة بالخارج، والعديد  من علماء وأئمة العالم الإسلامي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version