في حادثة هزت المجتمع المصري والعربي، لا تزال ملابسات وفاة الشابة المصرية آية عادل مثار جدل واسع، بعدما سقطت من شرفة شقتها في الطابق السابع بمنطقة لواء الرصيفة شمال شرقي العاصمة الأردنية عمّان. 

منذ الإعلان عن مصرعها، تحولت القضية إلى محور اهتمام الإعلام والرأي العام، وسط تساؤلات متزايدة حول ما إذا كان الحادث انتحارًا أم جريمة مدبرة.

تصريحات صادمة من والدة الضحية

في تطور لافت، خرجت والدة آية عادل عن صمتها من مقر إقامتها في عمّان، لتكشف عن تفاصيل مؤلمة قد تضيف بعدًا جديدًا للقضية. 

نفت الأم بشكل قاطع فرضية انتحار ابنتها، مؤكدة أن آية كانت شابة مليئة بالحياة ومتفائلة بمستقبلها، وهو ما يجعل فكرة إنهائها حياتها أمرًا غير وارد على الإطلاق. ووفقًا لتصريحاتها، فقد كانت ابنتها تعاني من مشكلات زوجية متكررة مع زوجها كريم خالد، الذي كانت تشتكي من تعرضها للعنف الجسدي والنفسي على يديه.

شهادات الجيران ورسائل الأسرة

الأم لم تكن الوحيدة التي أشارت إلى وجود خلافات حادة بين آية وزوجها، إذ أكد العديد من الجيران أن أصوات المشاجرات بينهما كانت تتكرر باستمرار، مما يعزز فرضية وجود عنف منزلي. وأكدت والدة آية أن زوج ابنتها كان يظن أن منصبه الدبلوماسي قد يجنبه المساءلة القانونية، وهو ما زاد من مخاوف الأسرة حول إمكانية إفلاته من العقاب.

اعتراف غير مباشر يزيد الشبهات

ومن بين الأدلة التي تتمسك بها العائلة، ما ذكرته والدة آية حول اعتراف زوجها غير المباشر بتورطه في الحادث. 

ففي اتصال هاتفي مع زوج شقيقتها الثانية، قال كريم خالد: “لم أقصد ذلك”، وهو تصريح غامض ترى الأسرة أنه قد يكون اعترافًا ضمنيًا بحدوث أمر خطير أفضى إلى وفاة آية.

رواية رسمية متضاربة

في المقابل، قدمت السلطات الأردنية رواية مغايرة تمامًا، حيث أوضح مصدر أمني أن التحقيقات الأولية، التي استندت إلى مقطع فيديو يوثق الحادث، تشير إلى أن آية قامت بإلقاء نفسها من الشرفة بعد مشادة مع زوجها. وأكدت المصادر الأمنية أن النيابة العامة تواصل تحقيقاتها، وتقوم بتحليل الأدلة المتاحة بدقة للوصول إلى الحقيقة الكاملة.

الأسرة تؤكد وجود شبهة جنائية

من جهتها، رفضت شقيقة آية هذه الرواية، مؤكدة أن هناك دلائل قوية على وجود شبهة جنائية. وكشفت أنها كانت على اتصال هاتفي مع آية قبل الحادث بدقائق قليلة، وكانت الأخيرة سعيدة وتخطط للعودة إلى مصر، مما يعزز فرضية الأسرة بأن الحادث لم يكن انتحارًا.

ضغط شعبي ومطالبات بالعدالة

وسط هذه الروايات المتضاربة، يزداد الضغط الشعبي في مصر للمطالبة بكشف الحقيقة، حيث امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بمطالبات بتحقيق شفاف وعادل يضمن عدم إفلات الجاني من العقاب. كما يتابع الإعلام المصري القضية عن كثب، مما يشكل ضغطًا إضافيًا على الجهات المعنية لاستكمال التحقيقات بدقة وكشف الملابسات الحقيقية للحادث.

هل سيتم تحقيق العدالة؟

في الختام، تبقى قضية آية عادل غارقة في الغموض، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات الرسمية. وبينما تصر عائلتها على وجود شبهة جنائية، تحاول السلطات الأردنية التأكد من صحة جميع الفرضيات قبل إصدار قرارها النهائي. وبين هذا وذاك، يترقب الجميع ما إذا كانت هذه القضية ستشكل سابقة في محاسبة العنف الأسري، أم أنها ستنتهي بإغلاقها كحادثة انتحار غامضة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version