شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أكبر هجوم على إسرائيل منذ سنوات يوم السبت مما أسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة المئات في هجوم مفاجئ جمع مسلحين عبروا الحدود إلى إسرائيل مع وابل من الصواريخ التي أطلقت من غزة.
وقالت إسرائيل إن الحركة، المدعومة من إيران – حسب بيان رسمي – أعلنت الحرب بعد أن أكد جيشها وقوع قتال مع نشطاء في عدة بلدات وقواعد عسكرية إسرائيلية قرب غزة، وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرد.
وقال نتنياهو: ‘سيدفع عدونا ثمنا لم يعرفه من قبل’ مضيفا ‘نحن في حرب وسننتصر فيها’
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن 40 إسرائيليا على الأقل قتلوا وأصيب المئات في هجوم حماس لكن العدد الإجمالي من المرجح أن يرتفع. ورأى مصور من رويترز عدة جثث ملقاة في شوارع بلدة سديروت الجنوبية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رد بغارات جوية على غزة، حيث أفاد شهود عيان أنهم سمعوا انفجارات شديدة ونقل العديد من القتلى والجرحى إلى المستشفيات.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن عشرات الأشخاص قتلوا في قصف على مدينة غزة مما أدى إلى تصاعد سحب من الدخان الأسود في السماء.
وقالت حماس إن الهجوم كان مدفوعا بما قالت إنها هجمات إسرائيلية متصاعدة على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وضد الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأعلن القائد العسكري لحماس، محمد ضيف، بدء العملية في بث عبر وسائل إعلام حماس، ودعا الفلسطينيين في كل مكان إلى القتال.
وقال ‘هذا هو يوم أعظم معركة لإنهاء آخر احتلال على وجه الأرض’، مضيفا أنه تم إطلاق 5000 صاروخ. حماس تدعو إلى تدمير إسرائيل.
وخاضت إسرائيل وحماس حربًا استمرت 10 أيام في عام 2021.
ويمثل هذا الهجوم تسللا غير مسبوق إلى إسرائيل من قبل عدد غير معروف من مسلحي حماس الذين يعبرون من قطاع غزة، وأكبر ضربة لإسرائيل في الصراع مع الفلسطينيين منذ التفجيرات الانتحارية في الانتفاضة الثانية قبل نحو عقدين من الزمن.
تقارير عن أسر إسرائيليين
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إنها انضمت إلى الهجمات واحتجزت عددا من الجنود الإسرائيليين، وأظهرت حسابات حماس على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات لما قيل إنهم أسرى إسرائيليون يؤخذون أحياء إلى غزة.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها حماس على حسابها على تلغرام مقاتليها وهم يسحبون جنودا إسرائيليين من دبابة.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق قائلا إنه سيتناول التقارير المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين في وقت لاحق.
وقالت قناة ريشيت 13 التلفزيونية الإخبارية الإسرائيلية إن نشطاء يحتجزون إسرائيليين كرهائن في بلدة أوفاكيم، وإن خمسة نشطاء فلسطينيين قتلوا في سديروت وأضرمت النيران في المنازل.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المقاتلين الفلسطينيين وقوات الأمن في بلدات بجنوب إسرائيل. وقال قائد الشرطة الإسرائيلية إن هناك ’21 مشهدا نشطا’ في جنوب إسرائيل.
وفي غزة، هرع الناس لشراء الإمدادات تحسباً لأيام الصراع المقبلة. وأخلى البعض منازلهم وتوجهوا إلى الملاجئ.
وأدان مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند الهجمات على إسرائيل، محذرا في بيان: ‘هذه هاوية خطيرة، وأناشد الجميع التراجع عن حافة الهاوية’.
كما أثارت أعمال العنف انتقادات من واشنطن وعواصم غربية أخرى.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، ‘إن الولايات المتحدة تدين بشكل لا لبس فيه الهجمات غير المبررة التي يشنها إرهابيو حماس ضد المدنيين الإسرائيليين. ولا يوجد أي مبرر للإرهاب على الإطلاق’.
‘الرجاء إرسال المساعدة’
وفي حديثها إلى Israel N12 News عبر الهاتف من نير أوز، وهو كيبوتز بالقرب من غزة، قالت امرأة تدعى دورين إن المسلحين تسللوا إلى منزلها وحاولوا فتح الملجأ الذي كانت تختبئ فيه.
وقالت: ‘لقد عادوا للتو مرة أخرى، يرجى إرسال المساعدة’ مضيفا ‘هناك الكثير من المنازل المتضررة… زوجي يغلق الباب… يطلقون الرصاص’.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت، إن ‘القوات تقاتل العدو في كل مكان’ وأذن باستدعاء جنود الاحتياط.
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي اشتباكات في شوارع المدينة بالإضافة إلى مسلحين في سيارات جيب يتجولون في الريف.
وقالت شابة تدعى دفير من كيبوتس بيري لراديو الجيش الإسرائيلي من ملجأها: ‘لقد قيل لنا أن هناك إرهابيين داخل الكيبوتس، ويمكننا سماع إطلاق نار’.
خلفية العنف المتزايد
ويأتي هذا التصعيد على خلفية تصاعد العنف بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية، التي تعد مع قطاع غزة جزءًا من الأراضي التي سعى الفلسطينيون منذ فترة طويلة إلى إقامة دولتهم عليها.
كما يأتي في وقت يشهد اضطرابات سياسية في إسرائيل، التي مزقتها انقسامات عميقة حول التحركات لإصلاح السلطة القضائية، وبينما تعمل واشنطن على التوصل إلى اتفاق من شأنه تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن وزارة الخارجية السعودية دعت إلى ‘وقف فوري للعنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين’.
وقالت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إن العملية كانت ‘ردا حاسما على الاحتلال الإسرائيلي المستمر ورسالة إلى أولئك الذين يسعون للتطبيع مع إسرائيل’.
وهنأ مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي المقاتلين الفلسطينيين على الهجوم.
وعرضت وسائل إعلام تابعة لحماس مقاطع فيديو لما قالت إنها جثث جنود إسرائيليين جلبها مقاتلون إلى غزة، ولمسلحين فلسطينيين داخل منازل إسرائيلية ويقومون بجولة في بلدة إسرائيلية في سيارات جيب يقال إن المهاجمين اقتادوها إلى إسرائيل.
ولم تتمكن رويترز على الفور من التحقق من اللقطات.
كما نشرت وسائل إعلام تابعة لحماس لقطات فيديو تظهر على ما يبدو دبابة إسرائيلية مدمرة.
وفي غزة، أمكن سماع دوي إطلاق الصواريخ، وأفاد السكان عن وقوع اشتباكات مسلحة على طول السياج الفاصل مع إسرائيل، بالقرب من بلدة خان يونس الجنوبية، وقالوا إنهم شاهدوا تحركات كبيرة للمقاتلين المسلحين.
وكان الفلسطينيون في غزة يستعدون للرد الإسرائيلي.
وقالت أمل أبو دقة الفلسطينية لرويترز وهي تغادر منزلها في خان يونس: ‘نحن خائفون’.
وجاء الهجوم بعد يوم من إحياء إسرائيل الذكرى الخمسين لحرب عام 1973 التي وضعت البلاد على شفا هزيمة كارثية في هجوم مفاجئ شنته سوريا ومصر.