منذ لحظة قدومه إلى الدنيا عاش الأب على أمل أن يكون ابنه سندا له عند شيخوخته وكان يعمل ليل نهار ليؤمّن لقمة العيش و يخطف اللقمة من فمه لإطعام صغيره حتى أن اشتد عوده، ولم يكن الأب يدري انه في انتظار واقعا مريرا بعد أن خطفة المخدرات ابنه مبكرا ، فغيّرت ملامحه وسلوكه، وحوّلت أحلام الأسرة إلى كوابيس متكررة حتى ساقت الابن إلى جرائم السرقة لشراء الكيف .. جريمة شهدتها مدينة صدفا بمحافظة أسيوط.
حسرت الأب على ابنه
جلس الأب وعلى وجهه الحسرة يرى ابنه يتلاشى يومًا بعد يوم، يعود إلى المنزل بعينين غائرتين وجسد تأكله المخدرات، يطلب المال بعصبية، ويغادر غاضبًا إذا لم يجده. حتى أن وجد طريقا أخر بان سرق محتويات من المنزل وتكرر الأمر حتى ان اختفت مقتنيات بسيطة كانت تمثل تعب العمر، ومع كل واقعة كان قلب الأب ينكسر أكثر، بين خوف على ابنه وغضب من أفعاله.
مشادة كلامية بسبب طلب المال
في ذلك اليوم المشؤوم تملك الشيطان من عقل الأب وسخر له طريقا نهايتها مؤلمة، كان الأب جالسا في منزله وجاء إليه ابنه لطلب أموال وعندما رفض الأب إعطائه أموالا اشتعلت بينهما مشادة كلامية جديدة، كلمات قاسية خرجت من فم الابن، وغضب مكتوم انفجر في صدر الأب بعد أن وجد سنده المخدرات تخطفه من أمام عينيه، وتحول فيها القلق إلى عنف، والرجاء إلى جريمة.
رغبة التخلص من الابن
سخر الشيطان خطة إجرامية للأب معتقدا بذلك إنقاذ ابنه من المخدرات ولكن كانت نهايتها مأساوية أنهت حياة الابن وقادة الأب للسجن بعد أن تولدت لدى الأب رغبة في إنهاء حياة ابنه .
وأثناء جلوس الابن في الاريكه في منزله حضر الابن لطلب المال من والده ووقعت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى قيام الأب بالتعدي على نجله وترك الثاني والده وصعد إلى غرفته بالمنزل في الطابق الثاني وظل الأب يفكر وسيطر على رأسه شيطانه وسخر له فكرة التخلص من ابنه بدلا من السعي على علاجه فسرعا ما هم الأب من مجلس وصعد إلى غرفة ابنه حاملا في يده حبلا وما أن شاهده جالسا على سريريه انقض الأب على ابنه وجلس على صدره فافقده القدرة على الحركة وقام بتطويق عنق ابنه بالحبل بمساعدة شخص آخر سبق الحكم عليه حتى أن انقطعت أنفاسه وظل ممسكا بالحبل حتى أن انغمرت الدموع من عين ابنه فادر الأب وجهه بعيدا عن عيني ابنه حتى لا تحيى بداخله مشاعر الابوه ويستطيع استكمال خطة الشيطان التي سخرها له ولحظات وانقطعت أنفاس الأب وترك الأب الحبل وظل يبكي على ابنه بعد أن أنهى حياته وبعد لحظات حضرت الشرطة لتجد الأب جالسا بجوار جثمان ابنه واعترف بالواقعة بكل تفاصيلها حتى أن وجد نفسه بين قضبان قفص محكمة الجنايات.
وأمام هيئة الدائرة الثانية بمحكمة جنايات أسيوط وقف الأب داخل قفص المحكمة وتغمر عينيه الدموع معترفا بارتكاب الواقعة وبعد سماع المرافعات وقف حاجب المحكمة لرفع الجلسة للمداولة وبعد ساعتين خرج الحاجب قائلا ” محكمة ” ليخرج أعضاء المحكمة بحكمهم بسجن الأب بالسجن المشدد 3 سنوات.


