لعل مايمر به العالم الآن من بطش الدول الكبرى وغياب تطبيق التشريعات الدولية وحقوق الانسان يذكرنا بواقعة جرت منذ عقود طويلة عندما شاهد الناس الفيلسوف اليونانى الاشهر سقراط وهو يحمل مصباحا فى وضح النهار والكل ينظر اليه باستغراب ويسألونه عما يبحث ولماذا يستعين بمصباح ونور الشمس يعم المكان فكان رد الفيلسوف اليوناني القديم الذى أمسك الفانوس في وضح النهاروالناس ينظرون إليه ويضحكون .. فكيف بمثله يمسك فانوساً في ضوء الشمس و كأن نور الشمس لا يكفيه في البحث عن الذي يريد ولما سألوه: عن أي شيء تبحث؟
كان جوابه المشهور الذي لا يزال حكيماً :(( إنني أبحث عن إنسان ))إنه يبحث عن إنسان .. فما أكثر الناس وما أقل الإنسان، ومايفسر التوحش الاسرائيلى ضد الانسانية فى هذه المرحلة يرد عليه بهذه القصة التى تقول احداثها انه في إحدى الغابات أعُلِن عن وظيفة شاغرة لوظيفة أرنب ولم يتقدم أحد للوظيفة غير دب عاطل عن العمل، و تم قبوله وصدر له أمر بتعيينه.وبعد مدة لاحظ الدب أنّ في الغابة أرنبًا معيّناً بدرجة وظيفية هي (دب) ويحصل على راتب ومخصصات وعلاوة دب، أما هو فكل ما يحصل عليه مخصصات أرنب! حينها تقدم الدب بشكوى إلى مدير الإدارة وحُوِّلت الشكوى إلى الإدارة العامة، وتشكلت لجنة من الفهود للنظر في الشكوى، وتمّ استدعاء الدب والأرنب للنظر في القضية. فطلبت اللجنة من الأرنب أن يقدم أوراقه ووثائقه التى تثبت كينونته كأرنب إلا أن جميع الوثائق تؤكد أنّ الأرنب دب.ثمّ طلبت اللجنة من الدب أن يقدم أوراقه ووثائقه الثبوتية، فكانت كل الوثائق تؤكد أنّ الدب أرنب! فجاء قرار اللجنة بعدم إحداث أي تغيير، لأن الأرنب دب والدب أرنب بكل المقاييس والدلائل. وللعجب انه لم يستأنف الدب قرار اللجنة ولم يعترض عليه.
وعندما سألوه عن سبب موافقته على القرار أجاب: كيف أعترض على قرار لجنة “الفهود” والتي هي أصلاً مجموعة من “الحمير” وكل أوراقهم تقول أنهم فهود..هذا بالطبع ماتسجله المشاهد اليومية القادمة من الاراضى المحتلة ومن سوريا ومن قبلها العراق وليبيا فكل الشواهد تؤكد ان قوات الاحتلال تمارس بطشا وظلما ضد اهل الارض واصحابها ولكن من بيدهم السلطة والهيمنة يتحدثون عن امن المحتل وارساء دعائمه ضد اهل الحق والحقيقة .
فى هذا العالم غير العادل لاتتوقع الا مزيدا من الارهاب وامدا طويلا من هبوط كفة العدل واعلاء كفة الظلم والظالمين . الفيلسوف الباحث عن انسان منذ الاف السنين لازال مريديه يبحثون عما لم يجده هو والغابة لاتزال تحكم وحكامها انجلو امريكان يتحكمون فى موازين الدنيا وقيمها بما يروق لهم ويحبون ، الارانب على يقين بأنها دببة والعكس غير صحيح لان موازين الخبر اختلت وقيم الشر علت وتعالت .