شهد قصر الأمير طاز، ندوة علمية وتاريخية رفيعة المستوى نظمتها “مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث”، تحت عنوان “رؤية جديدة حول فرعون الخروج وفق مصادر مصر والشرق القديم والكتب السماوية”.
مؤسسة زاهي حواس
وقد شهدت الندوة حضوراً لافتاً من خبراء الآثار، والمثقفين، ونخبة من الصحفيين والإعلاميين المهتمين بالشأن التراثي.
قدم المحاضرة الباحث في علم المصريات، الدكتور طارق فرج، الذي استعرض رؤية تحليلية معمقة حاولت فك التشابك التاريخي بين الروايات الدينية والحقائق الأثرية.
وأوضح فرج أن البحث في قضية “فرعون الخروج” يتطلب دمجاً دقيقاً بين فقه اللغة (الفيلولوجيا)، والقرائن الأثرية، والمقارنات التاريخية الدولية.
تضمنت الندوة طرحاً جريئاً لعدة قضايا جدلية، كان من أهمها:
هوية الفرعون: محاولة تحديد الشخصية التاريخية التي عاصرت خروج بني إسرائيل بناءً على المعطيات الأثرية المتاحة.
فرضية ثنائية الحكم:
ناقش الباحث احتمال أن يكون النبي موسى -عليه السلام- قد عاصر ملكين وليس ملكاً واحداً، وهو ما يفسر بعض الفجوات الزمنية في الروايات.
غياب الاسم عن النقوش: تناول اللغز الذي يحير الكثيرين حول عدم ظهور اسم النبي “موسى” صراحةً في الآثار المصرية حتى الآن، مرجعاً ذلك إلى طبيعة التدوين الرسمي في مصر القديمة التي كانت تركز على انتصارات الملك وإنجازاته.
المصادر الدولية:
استعرضت الندوة أصداء واقعة الخروج في المصادر اليونانية والرومانية، ومقارنتها بما ورد في نصوص الشرق الأدنى القديم.
تأتي هذه الندوة كجزء من البرنامج الثقافي المكثف لمؤسسة “زاهي حواس”، والتي تهدف من خلاله إلى تصحيح المفاهيم التاريخية ونشر الوعي بالتراث المصري القائم على البحث العلمي الرصين بعيداً عن التكهنات غير المدروسة.
وفي ختام الندوة، فُتح باب النقاش أمام الحضور، حيث أثرت المداخلات الرؤية المطروحة، وأكد المشاركون على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تربط بين العلوم الإنسانية والاكتشافات الأثرية الحديثة.
















