لاشك أن الكثيرين يتساءلون عن ما هي السورة التي تحرق القرين ؟، حيث يعد القرين أحد المخلوقات التي تثير الكثير من المخاوف لدى عدد ليس بقليل من الناس، تمامًا مثل بقية عالم الجن والشياطين وما يخصه، فلا أحد يمكنه تجاهل هذا الأمر خاصة أن كل إنسان له قرين ، من هنا تأتي الحاجة لمعرفة ما هي السورة التي تحرق القرين وتخلصك من عفريتك الجني الذي يلازمك؟.

ما هي السورة التي تحرق القرين

ورد عن مسألة ماهي السورة التي تحرق القرين؟ ، أن الرقية الشرعية تكون بسورة الفاتحة ، وآية الكرسي ، وسورة الإخلاص ، والمعوذتين ، والآيات القرآنية ، والأدعية النبوية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم-.

وورد أن القرين هو شيطان مسلط على الإنسان بإذن الله عز وجل يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف كما قال الله عز وجل: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) ولكن إذا منَّ الله على العبد بقلب سليم صادق متجه إلى الله عز وجل مريد للآخرة مؤثر لها على الدنيا فإن الله تعالى يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه.

ولذلك ينبغي للإنسان كلما نزغه من الشيطان نزغ فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم كما أمر الله ، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الآية 200 من سورة الأعراف .

وورد أن المراد بنزغ الشيطان أن يأمرك بترك الطاعة أو يأمرك بفعل المعصية، فإذا أحسست من نفسك الميل إلى ترك الطاعة فهذا من الشيطان أو الميل إلى فعل المعصية فهذا من الشيطان، فبادر بالاستعاذة منه.

كيفية الوقاية من القرين

وإذا تعوذ المسلم من الشيطان، أو اشتغل بالذكر، انخنس الشيطان وتأخر عنه، فوقاه الله شره ووسوسته في ذلك الوقت، وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله من همزات الشياطين، وحضورهم: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون: 97-98].

وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله تعالى خنس، وإن نسي الله التقم قلبه. أخرجه أبو يعلى في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان من حديث أنس رضي الله عنه.

وقال القاري في المرقاة: فإذا ذكر الله، أي: ابْنُ آدَمَ بِقَلْبِهِ، أَوْ ذَكَرَ قَلْبُهُ اللَّهَ (خَنَسَ): أَيِ: انْقَبَضَ الشَّيْطَانُ، وَتَأَخَّرَ عَنْهُ وَاخْتَفَى، فَتَضْعُفُ وسوسته، وتقل مضرته. انتهى.

وهمزات الشياطين: نزغاتهم ووساوسهم، فالله يأمرنا بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانًا، ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم؛ لشدة العداوة بينه وبين آدم.

الاستعاذة من شياطين الإنس والجن

يقول ابن كثير في تفسيره: والاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى، والالتصاق بجنابه من شرّ كل ذي شرّ ، ومعنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني، ودنياي، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه، فإن الشيطان لا يكفّه عن الإنسان إلا الل.

ولهذا أمر تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته، بإسداء الجميل إليه؛ ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ؛ لأنه لا يقبل رشوة، ولا يؤثر فيه جميل؛ لأنه شرير بالطبع، ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه. انتهى.

وفي الحديث: أن الله أمر نبي الله يحيى أن يأمر بني إسرائيل بخمس خصال، ومن هذه: (وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدّو في أثره سراعًا، حتى إذا أتى إلى حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله.

وروى الإمام أحمد عن أبي تميمة يحدث عن رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم حماره، فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقل: تعس الشيطان، فإنك إن قلت: تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله، تصاغر حتى يصير مثل الذباب.

قال ابن كثير: فيه دليل على أن القلب متى ذكر الله، تصاغر الشيطان وغلب، وإن لم يذكر الله، تعاظم وغلب. اهـ.، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الشيطان يلتقم قلب العبد، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس .

و ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية ـ رضي الله عنها: أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ـ وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم، مما تواترت به الآثار سواء كان العبد مؤمنا، أو كافرا. اهـ.

وقال ابن القيم رحمه الله: فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة، لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى، وأن لا يزال لهجا بذكره؛ فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر.

 ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده، فإذا غفل وثب عليه وافترسه، وإذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله تعالى وتصاغر، وانقمع حتى يكون كالوصع وكالذباب، ولهذا سمي الوسواس الخناس، أي يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى خنس أي كف وانقبض. 

قال ابن عباس : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version