تواصل الدولة المصرية كل جهودها الممكنة لدعم القضية الفلسطينية والتصدي لمخطط تصفيتها ودفع المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء، فموقف مصر راسخ وثابت من دعم ومناصرة القضية الفلسطينية على مدار عقود طويلة، حيث ضحت كثيراً وقدمت شهداء في سبيل دعم القضية، لتظل القضية الفلسطينية هى القضية الأم والأولى والأهم لدى الدولة المصرية والوطن العربي بشكل عام.
ماذا قال ترامب ؟
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، بخصوص سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى ردود فعل واسعة عبر العالم.
فقد دعا ترامب، قبل وبعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في واشنطن، إلى إعادة توطين سكان غزة في دول أخرى، بينها مصر والأردن.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتانياهو، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة.
وقال إن “هذه الخطوة قد تسهم في خلق آلاف فرص العمل في المنطقة، حيث ستشرف الإدارة الأميركية على عملية إعادة الإعمار”.
وأضاف: “أرى موقفا يُمكننا من ملكية طويلة الأمد”.
وتوقع الرئيس الأميركي أن يتحول القطاع، الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني، إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وأضاف: “ريفييرا الشرق الأوسط. هذا شيء يمكن أن يكون بالغ الروعة”.
وأعرب ترامب عن أمله في إمكانية نقل الفلسطينيين من غزة، وأن تتولى الولايات المتحدة إعادة إعمار القطاع.
وعبرت دول عدة وجهات مختلفة عن رفضها أي تهجيير للفلسطينيين خارج أرضهم، وطالبت بالعمل على تجسيد حل الدولتين ومنح الفلسطينيين فرصة العيش في دولتهم.
فعلى الجانب الأمريكى قال السناتور الديمقراطي كريس فان هولن، إن اقتراح ترامب بطرد مليوني فلسطيني من غزة والاستيلاء على الملكية بالقوة، إذا لزم الأمر، هو ببساطة تطهير عرقي تحت مسمى آخر، هذا الإعلان من شأنه أن يقوض شركائنا العرب في المنطقة.. ويجب على الكونجرس أن يقف في وجه هذا المخطط الخطير والمتهور.
وأكد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية أن غزة ملك للشعب الفلسطيني، وليس للولايات المتحدة، ودعوة الرئيس ترامب لطرد الفلسطينيين من أرضهم هي دعوة غير مقبولة على الإطلاق.
إذا ما طُرد الشعب الفلسطيني قسرا من غزة، فإن هذه الجريمة ضد الإنسانية من شأنها أن تشعل صراعا واسع النطاق، وتدق المسمار الأخير في نعش القانون الدولي، وتدمر ما تبقى من صورة أمتنا ومكانتها الدولية.
وأكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
وشدد الوزير عبد العاطي على ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأكد وزير الخارجية على دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، مشددا على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا، وتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
مخطط يسعى إليه ترامب
ذكرت القناة 12 العبرية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس تهجير سكان قطاع غزة إلى ثلاث مناطق في دول مختلفة، وهي أرض الصومال، وأرض البنط، والمغرب.
وبحسب القناة، فإن أرض الصومال وأرض البنط هما منطقتان في الصومال لم تحظيا باعتراف دولي حتى الآن، في حين أن المغرب يسعى للاعتراف الدولي بسيادته على أرض الصحراء الغربية.
وبحسب القناة فأن ما يجمع بين هذه المناطق الثلاث هو حاجتها الملحة للاعتراف الدولي من قبل الولايات المتحدة، إلى جانب حقيقة أن هذه المناطق تتمتع بأغلبية سنية متميزة.
تحويل قطاع غزة لمشروع استثمارى واقتصادى ضخم
في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدي وجودى للشعب الفلسطيني، وليست أزمة عابرة، ومهم للغاية التعامل معها بجدية، فى ظل نهج الولايات المتحدة للاستثمار فى الأزمات والصراعات، حتى ولو ارتكبت جرائم حرب فهى دائما لا تعبء بالقوانين الدولية ولا بمعايير حقوق الإنسان، رغم أنها تتشدق بها، وتتخذ منها مبررا وذريعة للتدخل فى شؤون الدول الداخلية وتحقيق مصالح ومشروعات اقتصادية واستراتيجية.
وأضاف خلال تصريحات لــ”صدى البلد ” دونالد ترامب قد تجاوز دعم الكيان الصهيونى إلى الحلم بتحويل قطاع غزة لمشروع استثمارى واقتصادى ضخم، ضاربا عرض الحائط لكل القوانين الدولية والمعايير الأخلاقية والإنسانية، لذا ليس أمام العالم العربي والإسلامي سوى موقف حازم وواضح، وأن يكون هناك إرادة عربية واسلامية موحدة فالعالم كله أمام لحظة اختبار حقيقية ضد هذه الأطماع الاستعمارية.
واكد: دونالد ترامب قد أطلق هذه التصريحات ، وينتظر رد الفعل ليحدد ماذا سيفعل، وهنا يحتم على الفلسطينيين التواحد والاصطفاف، وإعلان قيادة وطنية موحدة تقود الشعب الفلسطيني فى غزة والضفة لمواجهة هذه المخططات ومجابهة أحلام الرئيس ترامب.
واشار: يعلم العالم كله أنه أمام لحظة اختبار ومسؤولية أخلاقية، خاصة العالم العربي والإسلامي الذى يجب أن يتبنى موقفا موحدا، داعما للموقف المصرى والأردنى الرافض لتهجير الفلسطينيين، وفى حقهم بالدفاع عن وطنهم ومقدساتهم، ولا ننسى أن الرئيس ترامب يتبع سياسة التاجر، ويوظف القوة والتهديد والترهيب للوصول إلى التفاوض فى ظل سياسة الخداع الاستراتيجي التى تعتمد دائما عليها الولايات المتحدة فى السيطرة وبسط نفوذها وقيادتها للنظام العالمى.