اختتمت فعاليات  قمة القاهرة للسلام، السبت والتي عقدت بمشاركة قادة وزعماء عرب ودوليين، وذلك استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف دعم القضية الفلسطينية وبحث مستقبل عملية السلام ووقف التصعيد في قطاع غزة.

وشارك في القمة، التي دعت إليها مصر، أكثر من 30 دولة بينهم قادة ورؤساء وزارات ووزراء خارجية ومسؤولون من قطر وتركيا واليونان وفلسطين والأردن والإمارات والبحرين والكويت والسعودية والعراق وروسيا وإيطاليا وقبرص وغيرهم.

اسرائيل

الرد الإسرائيلي على القمة

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، السبت، إنه “من المؤسف أن بعض المشاركين في قمة القاهرة للسلام واجهوا صعوبة في إدانة الإرهاب أو الاعتراف بخطورته”.

وأضافت الوزارة، في بيان نشره المتحدث باسمها عبر على منصة أكس- تويتر سابقاً: “من المؤسف أنه حتى عند مواجهة تلك الفظائع المروعة، كان هناك من يجد صعوبة في إدانة الإرهاب أو الاعتراف بخطورته”.

وتابعت أن “إسرائيل ستفعل ما يجب عليها أن تفعله وتتوقع من المجتمع الدولي أن يعترف بالمعركة العادلة”.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 أكتوبر2023 كانت بمثابة “نداء تنبيه للعالم لمحاربة الإرهاب معا”، وتابعت أن “تهديد الإرهاب الإسلامي لا يعرض إسرائيل للخطر فحسب، بل يعرض للخطر دول المنطقة والعالم أجمع”.

وقال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن بيان قمة القاهرة للسلام كان واضحا وحاسما، خاصة أنه كان هناك إجماع كبير من قبل الرؤساء والملوك والمشاركين على ضرورة التهدئة ومنع التصعيد بين الجانب الإسرائيلي والمقاومة مع التأكيد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع على وجه السرع وفتح معبر رفح بشكل مستدام، والأهم أنه تم الاتفاق على عدم التهجير لسكان القطاع ورفض العقاب الجماعى، لذلك فإن القمة أرسلت عدة رسائل مهمة وواضحة بشأن تعنت الجانب الإسرائيلي، ووضعت العالم والمجتمع الدولى أمام مسئولياته الأخلاقية تجاه ما يحدث في غزة من كوارث إنسانية ومن قصف جنونى وعشوائى يأتي في صورة انتقام لا يراعى لا قانون الحرب ولا المواثيق الدولية ولا المعايير الإنسانية.

وأضاف خلال تصريحات لــ”صدى البلد”: أعتقد أن هناك شيئا آخر مهم هو نجاح القمة في إحياء ملف القضية الفلسطينية بشكل كبير بعد طالها التهميش عقود، وتحذير العالم من أي مخططات تهدف إلى تنفيذ مخطط تهجير سكان غزة إلى سيناء أو أي مكان آخر، والاتفاق بشأن ضرورة إعادة طرح الحل السياسي العربي لإقامة الدولتين بحدود 1967.

وأكمل: أما فيما يخص استجابة الجانب الإسرائيلي من عدمه أعتقد أنه يتوقف على مدى الدعم المقدم لها من قبل الغرب والولايات المتحدة، لذلك فأرى أن الكرة في ملعب الولايات المتحدة، خاصة أنها تقدم دعما لا محدود وتنحاز بشدة إلى إسرائيل، الأمر الثانى هو صمود المقاومة والسكان بالتمسك بأراضيهم، الأمر الثالث يتوقف على عدم دخول حزب الله أو أي أطراف أخرى دائرة الصراع.. والأمر الرابع يتوقف على قرار إسرائيل بالاجتياح البرى لأن مؤكد دخول إسرائيل بريا سيزيد من زيادة التصعيد وتعقيد الأزمة.

وقد كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة بعد هجمات حماس التي شنتها عليها في 7 أكتوبر 2023 وهو ما ردت عليه إسرائيل بهجمات متواصلة حتى يومنا هذا تسبب في مقتل آلاف المدنيين في قطاع غزة ووقوع عدد كبير من الضحايا والمصابين، كما أن الأمر ازداد سوءا وتوتراً عقب استهداف مستشفى الأهلي المعمداني في غزة والتي أسفرت عن وقوع مئات الشهداء والمصابين وهو ما تسبب في غضب شعبي كبير على مستوى العالم حتى أنه تظاهر الآلاف في معظم دول العالم احتجاجاً على ما يقوم به الجيش الإسرائيلي واستهدافه مدنيين، ويشار إلى أنه كان قد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 9 أكتوبر 2023 إن “ما سنفعله بأعدائنا في الأيام المقبلة سيتردد صداه لأجيال”.

وكان قد دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى “الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين”.

وقال مخاطبا القيادة الإسرائيلية إنه “لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها .. وأن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين”.

إلى ذلك طالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ”الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية”، وقال “نعبر عن خيبة أملنا من عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن”.

وقال جوتيريش السبت إن “حل الدولتين هو الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار.. حان الوقت للعمل لإنهاء هذا الكابوس المروع والعمل من أجل بناء مستقبل يليق بأحلام أطفال فلسطين وإسرائيل”.

قمة القاهرة للسلام

ختام قمة القاهرة للسلام

كما طالبت رئيس الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بـ”تجنب تصعيد هذه الأزمة، لتجنب فقدان السيطرة على العواقب”، وأشارت إلى ضرورة “استئناف المبادرة السياسية لحل بنيوي للأزمة على أساس إقامة دولتين”.

كما أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في قمة السبت “حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والذي يشمل حل إقامة دولتين”.

وكانت قد أصدرت رئاسة الجمهورية فى مصر، بيانًا صحفيًا، قالت فيه :”بدعوة من جمهورية مصر العربية، اجتمع فى القاهرة يوم السبت 21 أكتوبر 2023 قادة ورؤساء حكومات ومبعوثي عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر فى سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني الذى راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة في 7 أكتوبر الجاري”.

ووفقًا للبيان، سعت جمهورية مصر العربية من خلال دعوتها الي هذه القمة، إلى بناء توافق دولى عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية، توافق محوره قيم الإنسانية وضميرها الجمعى، ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق، يدعو إلى وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء علي الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، يطالب باحترام قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، يؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات، ويعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غز، ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالى إلى مناطق أخرى فى الإقليم.

وأشار البيان، إلى أن مصر تطلعت أيضاً إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالمياً للسلام، يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولى مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية. وبحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة تُفضى خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود يونيو1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد البيان، أن المشهد الدولى عبر العقود الماضية كشف عن قصور جسيم فى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، لكونه سعى لإدارة الصراع، وليس إنهائه بشكل دائم، اكتفى بطرح حلول مؤقتة ومُسكنات لا ترقى لأدنى تطلعات شعب عانى على مر أكثر من ثمانين عاماً من الاحتلال الأجنبي ومحاولات طمس الهوية وفقدان الأمل.

كما كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نري هرولة وتنافس علي سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد تردداً غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطيني أقل أهمية من حياة باقي البشر.

ووفقًا للبيان، فإن الأرواح التى تزهق كل يوم خلال الأزمة الراهنة، والنساء والأطفال الذين يرتجفون رُعباً تحت نير القصف الجوى علي مدار الساعة…. تقتضى أن تكون استجابة المجتمع الدولى علي قدر فداحة الحدث. فحق الإنسان الفلسطينى ليس مستثناً ممن شملتهم قواعد القانون الدولى الإنسانى أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. والشعب الفلسطينى لابد أن يتمتع بكافة الحقوق التي تتمتع بها باقى الشعوب، بدءاً بالحق الأسمى، وهو الحق فى الحياة، وحقه فى أن يجد المسكن الآمن والرعاية الصحية اللائقة والتعليم لأبنائه…. وأن تكون له قبل كل شيء دولة تُجسد هويته ويفخر بالانتماء لها.

وذكر البيان، أن جمهورية مصر العربية، صاحبة المبادرة بالدعوة إلي قمة السلام، تعرب عن تقديرها العميق للدول والمنظمات التى استجابت لتلبية الدعوة رغم اعتبارات ضيق الوقت.

وأكدت مصر بهذه المناسبة، أنها لن تدخر جهداً فى استمرار العمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق الأهداف التي دعت إلى عقد هذه القمة، مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع. وسوف تحافظ مصر دوماً علي موقفها الراسخ الداعم للحقوق الفلسطينية، والمؤمن بالسلام كخيار استراتيجى لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، اللتين تعيشان إلى جوار بعضهما البعض فى سلام.

وفى إطار سعي مصر نحو تحقيق تلك الأهداف السامية، شدد البيان:”لن تقبل أبداً بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية علي حساب أى دولة بالمنطقة…. ولن تتهاون للحظة فى الحفاظ علي سيادتها وأمنها القومى فى ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات.. مستعينة فى ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته”.

قمة السلام

لماذا لم يصدر بيان ختامي؟

تحدث المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عن سبب رفض الدول الأوروبية مسودة البيان الختامي لقمة القاهرة للسلام، والتي انعقدت أمس السبت، بالعاصمة الإدارية الجديدة.

أكد المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن انعقاد قمة القاهرة للسلام بمشاركة عدد كبير من قادة وزعماء دول العالم دليل قوي على قوة مصر ودورها المحوري إقليميا.

وحول عدم إصدار بيان ختامي مشترك، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في تصريحات تليفزيونية على قناة صدى البلد، إن عدم صدور البيان الختامي لا يعني فشل القمة، ومجلس الأمن في عدة مرات لم يصدر أي بيان ختامي للقمم التي عقدها، بل هناك توافق بين المشاركين قمة القاهرة للسلام في عدة نقاط.

وأضاف المستشار أحمد فهمي أنه لا يوجد تطابق في وجهات النظر السياسية، والهدف من قمة القاهرة للسلام هو حشد المجتمع الدولي بشأن ما يحدث في قطاع غزة.

وتابع: هناك العديد من نقاط التوافق بين المشاركين في قمة القاهرة للسلام، كما أنه لا يوجد أي خلاف بين المشاركين في قمة القاهرة بشأن دخول المساعدات لقطاع غزة، وأن احترام حقوق المدنيين وحل الدولتين كان من أهم نقاط التوافق بين المشاركين في قمة القاهرة للسلام، معقبًا: «القمة نجحت في العديد من النقاط المختلفة».

وأوضح، خلال المداخلة الهاتفية، أن من نقاط الخلاف بين المشاركين في قمة القاهرة للسلام وهو مستوى الإدانة لأحد الأطراف، مؤكدًا أن مصر أشهدت العالم على موقفها الواضح ورفضها لتهجير أهالي غزة إلى سيناء.

ولفت، إلى أن الرئيس السيسي أكد أنه لن يحدث تصفية للقضية الفلسطينية على حساب مصر، موضحًا أن هناك تقديرا كبيرا لدور مصر تجاه القضية الفلسطينية تحديدا بشأن المساعدات حيث حددت العريش لاستقبال أي مساعدات للأشقاء في غزة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة السبت أن حصيلة القتلى في غزة ارتفعت إلى 4385 شخصا وأن 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.

وعلى الجانب الإسرائيلي، قُت.ل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم حماس، بحسب السلطات الإسرائيلية.

و تم تدمير أكثر من 4800 مبنى سكني في قطاع غزة ، وإلحاق أضرار بأكثر من 120 ألف وحدة سكنية – حسبما يقول مسؤولون فلسطينيون بسبب الغارات الجوية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.

ونزح حوالي مليون شخص من المناطق التي تشهد عمليات حربية شمال قطاع غزة إلى جنوب القطاع بحثاً عن ملاذ آمن، حيث استشهد جراء الضربات المتواصلة ما يقرب من 4 آلاف مدني الغالبية منهم من النساء والأطفال، فيما قاربت الإصابات 15 ألف أو يزيد خاصة بعد عملية قصف مستشفى المعمداني الأهلي بحي الزيتون.

وفرضت إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة الذي يسكنه حوالي 2.3 مليون شخص ، وتم قطع جميع الإمدادات عن القطاع وسبل الحياة، حيث تم قطع الكهرباء والمياه والوقود كما أن هناك أزمة كبرى في الغذاء، فضلا عن وقوع الآلاف من الضحايا والشهداء ، ويقال إن كمية ما استخدمته إسرائيل من أسلحة عند شن هجمات داخل غزة في أيام قليلة فاق ما استخدمته أمريكا خلال عام في أفغانستان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version