في تحول لافت في الهجمات الإسرائيلية، لم تعد المسيرات والصواريخ تقتصر على الجنوب اللبناني، بل توسعت لتشمل أهدافًا في الشمال والشرق والغرب.

 وفي ضربة هي الأولى من نوعها، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية أوتوستراد جونية الحيوي الذي يربط بين بيروت وشمال لبنان، حيث قصفت سيارة دفع رباعي كان بداخلها قيادي في مخابرات حزب الله وزوجته، بحسب مصادر قناة العربية.

ورغم أن الشخصين تمكنا من الهروب بعد الغارة الأولى، إلا أن المسيرة الإسرائيلية لاحقتهما إلى موقع فرارهما بجوار الطريق، مما أدى إلى مقتلهما وإصابة شخصين آخرين، إضافة إلى اشتعال حريق في المكان وتحطم زجاج المباني والمحال التجارية المجاورة.

الاستهداف جاء في منطقة بعيدة عن معاقل حزب الله التقليدية في الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدات الجنوب، ولم تتوقف العمليات عند هذا الحد، ففي ساعات الصباح الباكر، عند الخامسة فجرًا، شنت إسرائيل هجومًا جديدًا على بلدة شتوره في محافظة البقاع شرقي لبنان، مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخًا على شقة سكنية في مبنى ببلدة قطايا، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين.

وتوسعت العمليات الإسرائيلية إلى مناطق بعيدة عن قواعد حزب الله المعروفة يشير إلى تحول في استراتيجيتها، حيث تعمد إلى توسيع نطاق أهدافها في لبنان، مما يثير تساؤلات حول مسار التصعيد في الفترة المقبلة.

نقلت صحيفة  نيويورك تايمز عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم: إن حزب الله يستطيع تعبئة قواته بسرعة تبعا لتطورات المعركة وإنه مازال يشكل  تهديدا قويا للاحتلال.

وذكرت المسؤولون العسكريون أن بعض المناصب الرئيسية في حزب الله أصبح يشغلها أشخاص لا تعرف إسرائيل أسماءهم ولا تعرف عنهم شيئ وهو ما يقول بتعاظم التهديد العملياتي حيث إن حزب الله لا يزال عدوا قويا رغم القصف الموسع لجنوب لبنان.

ومن خلال تكثيف عملياتها العسكرية ضد حزب الله وحماس، تريد إسرائيل ضمان عدم قدرة أعدائها على إعادة تنظيم صفوفهم وتهديد المواطنين الإسرائيليين مرة أخرى.

ومن المتوقع أن يستخدم الرئيس الأمريكي جو بايدن رحيل السنوار للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة.

لكن الزعيم الإسرائيلي قد يفضل الانتظار حتى نهاية ولاية بايدن والمجازفة بالرئيس المقبل، سواء المرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، أو منافسه الجمهوري دونالد ترامب، الذي تربطه علاقات وثيقة بنتنياهو.

قبل النظر في أي اتفاقات لوقف إطلاق النار، تعمل إسرائيل على تسريع حملتها العسكرية لدفع حزب الله بعيدا عن حدودها الشمالية، بينما تتوغل في مخيم جباليا للاجئين المكتظ في غزة، فيما يخشى الفلسطينيون ووكالات الأمم المتحدة أن يكون محاولة لعزل شمال غزة عن بقية القطاع.

وتخطط إسرائيل أيضًا للرد على هجوم الصواريخ الباليستية الذي نفذته إيران في الأول من أكتوبر، والذي كان ثاني هجوم مباشر لها على إسرائيل في ستة أشهر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version