مكروهات الصلاة، هي الأمور التي تجعل الصلاة مكروهة، ولابد للمسلم أن يأخذ باله منها  ، هذه  الامور تجعل الصلاة مكروهة ولا تبطلها، وهي الأمور التي يعبث المسلم أثناء صلاته لغير حاجة مثل العبس باليد أو اللحية أو الحركة بدون داع، فرقعة أو تشبيك الأصابع مدافعة البول والريح والتلفت في الصلاة، قلة الخشوع، ومن الطرق الصحيحة التي نصح بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  في الصلاة في الحديث الشريف، ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: أوصاني خليلي بثلاثٍ ونَهاني عن ثلاثٍ، أوصاني بالوترِ قبلَ النَّومِ، وصيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ، ورَكْعتَيِ الضُّحَى، قالَ: ونَهاني عنِ الالتفاتِ، وإقعاءٍ كإقعاءِ، القردِ ونقرٍ كنقرِ الدِّيكِ”.

وويستحب للمصلي أن يضع شيء ساتر أمامه، قبل أن يدخل في الصلاة، وهناك 7 أماكن يكرها فيها الصلاة عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم- نَهى أنْ يُصلَّى في سبعَةِ مَواطِنَ: في المزبَلَةِ، والمَجزِرَةِ، والمقبرَةِ، وقارعَةِ الطَّريقِ، وفي الحمَّامِ، وفي مَعاطِنِ الإبِلِ، وفوقَ ظهرِ بيتِ اللهِ.
مكروهات الصلاة
مكروهات الصلاة، كما ذكرنا ولكن سنتحدث بالتفصيل عنها، ومنها الحركة الزائدة في الصلاة دون الحاجة لها، أو الإشارة بمعنى أن يشير الإنسان بيده لغير حاجة إلا لو مثلا لإبعاد المارة من أمامك في الصلاة، والبعد عن طريقة السجدة التي تكون فيها الجلسة كجلسة الكعب  قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ، ولا أكُفَّ ثَوْبًا ولا شَعْرًا، وإتمام قراءة السورة التي تقرأ بعد الفاتحة واستكمالها في الركوع 

وذكر أيضا في مكروهات الصلاة رفع البصر إلى السماء ، وقال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر حديثه المعروف: ما بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلى السَّمَاءِ في صَلَاتِهِمْ، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ في ذلكَ، حتَّى قالَ: لَيَنْتَهُنَّ عن ذلكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ.

ونشير إلى أن مكروهات الصلاة منها التنكيس أي قراءة سور القرآن الكريم بدون ترتيب في الركعات، أي قراءة سورة الفلق في الركعة الأولى ثم في الركعة الثانية قراءة آيات من سورة آل عمران، وعليه أن يسير حسب الترتيب الموجود في المصحف ، وأيضا الصلاة نحو النار الأمور التي فيها نار مثل الكانون أو الجمر، والصلاة في الأماكن التي فيها صور أي التي تشغل عقل المصلي وباله وتجعله يسرح في الصلاة، سواء رسومات حيوان أو أمور تلفت الانتباه.

قصر الصلاة على قراءة سورة الفاتحة فقط، وأجمع الفقهاء على أنه مكروه أي يجعل صلاته مقصورة على قراءة الفاتحة فقط، دون قراءة أي سورة م نسور القرآن الكريم ولو آيات يسيرة أو سور قصيرة، وأيضا أن يصلي المسلم ويكون قبالته أمرأة أو رجل مستلق أمامه سواء نائم أو مستيقظ أو يتحدث مع آخر وقال  النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تصلُّوا خلفَ النَّائمِ ولا المتحدِّثِ).
الصلاة في الطريق خاصة في الطرق التي يمرون فيها الناس ، وخاصة وأن على قارعة الطريق يكون هناك نجاسات أو قاذورات أو ضجيج وازعاج لمن يؤدي الصلاة وهنا الصلاة يفتقدها الخشوع ، كما أن إطالة التشهد الأول وطول مدة الاستراحة بين الجلستين في السجود مكروها عند الفقهاء الشافعية وارتداء ملابس تجعل العورة ظاهرة محددة خاصة الملابس الضيقة أواللاصقة على جسد المسلم سواء كان رجلا أو امرأة.

حكم مكروهات الصلاة
حكم مكروهات الصلاة، هي لا تبطل الصلاة ولكن مكروها ويفضل الابتعاد عنها منها على سبيل المثال الصلاة في حضرة الطعام، أي وقت إحضار الطعام خاصة عندما يكون المسلم جوعان وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إِذَا كانَ أَحَدُكُمْ علَى الطَّعَامِ، فلا يَعْجَلْ حتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ منه، وإنْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، بصاق المسلم أو تنخمه في الصلاة .

وفي مكروهات الصلاة  أنس بن مالك -رضي الله عنه-:(أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- رَأَى نُخَامَةً في القِبْلَةِ، فَشَقَّ ذلكَ عليه حتَّى رُئِيَ في وجْهِهِ، فَقَامَ فَحَكَّهُ بيَدِهِ، فَقالَ: إنَّ أحَدَكُمْ إذَا قَامَ في صَلَاتِهِ فإنَّه يُنَاجِي رَبَّهُ، أوْ إنَّ رَبَّهُ بيْنَهُ وبيْنَ القِبْلَةِ، فلا يَبْزُقَنَّ أحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، ولَكِنْ عن يَسَارِهِ أوْ تَحْتَ قَدَمَيْهِ ثُمَّ أخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ، فَبَصَقَ فيه ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ علَى بَعْضٍ، فَقالَ: أوْ يَفْعَلُ هَكَذَا).  
وتخصيص مكان معين للصلاة خاصة في المسجد ولكن يستحب أن يتنقل المسلم بين كل الأماكن في المسجد لأنه من الكراهة أن يظل الإنسان ثابت على مكان واحد عليه أن يصلي في كل الأماكن حتى تشهد على سجوده يوم القيامة، وأيضا التثاؤب لكثير فهو من الشيطان عليه أن يجتنبه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم” إذا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بيَدِهِ علَى فِيهِ، فإنَّ الشَّيْطانَ يَدْخُلُ” وصلاة من أكل ثوم أو بصل أو كراث مكروهة لأنه يؤذي المصلين برائحة فمه الكريهة صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن أكَلَ ثُومًا، أوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنا، أوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنا، ولْيَقْعُدْ في بَيْتِهِ).

إذا كانت صلاة نفل، فعليه أن ينام ثم يستيقظ ويصلي إلا لو صلاة فريضة عليه أن يؤديها في وقتها، وينتبه إلى ما يقرأ من القرآن الكريم ويكون في حالة مناسبة لأداء الصلاة حتى ينتبه لما يقرأ كما أن هناك مصلون يفرشون ذراعهم كجلسة الكلب وهي من الأمور المكروهة في الصلاة  قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ ولا يَبْسُطْ أحَدُكُمْ ذِراعَيْهِ انْبِساطَ الكَلْبِ، كما أن ترك تسبيح الركوع والسجود سبحان ربي الأعلى وسبحان الله العظيم أمور مكروهة والأفضل أن نقوم بها.

وتحدث بعض الأمور في المساجد أن يكون الإمام راكعا ويهرول بعض الناس للحاق بالركعة ويركعون ثم يسيرون وهم متركعين للحاق بالصف وهذا الأمر مكروه تماما، الطمأنينة أمر مهم في الصلاة حيث روى الصحابي أبو بكرة -رضي الله عنه- أنه فعل ذلك؛ ليُدرك الركعة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (أنَّه دَخَل المسجِدَ ونبيُّ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- راكعٌ، قال: فركَعْتُ دون الصَّفِّ، فقال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- له: زادكَ اللهُ حِرْصًا ولا تعُدْ).

ووما ذكر في مكروهات الصلاة أن يغمض المسلم عينيه، ولا يجوز هنا إلا في حالة واحدة وهي ظهور شيء يشغله عن الصلاة كما أنه يستحب في الركعتين الأخيرتين في الفريضة الاكتفاء بسورة الفاتحة فقط ويكره الزيادة عن ذلك، والجهر في موضع الإسرار في الصلاة والعكس الجهر في موضع السكوت حتى لا يزعج الآخرين.

ويشترط لصحة الصلاة أن تكون في مكان طاهر بعيد عن النجاسات أو الحمامات فهذا أمر لا يليق بالصلاة ، والصلاة في الأماكن التي تعيش فيها الإبل، أو تبرك فيها لنجاستها وما تسببه من تشويش وأذى أو  الصلاة في أماكن قريبة من القمامة أو المجازر أو النجاسات أو ذبائح ودماء تبطل صحة الصلاة خاصة وأن هذه الأماكن يعيش ويتغذى عليها الذباب ولا تكون سببا في الخشوع في الصلاة.
 

 

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version