أثارت أعمال الشغب في أمستردام، التي استهدفت مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، موجة واسعة من التنديدات الدولية، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتداء بـ”المعادي للسامية” و”خطير على إسرائيل وهولندا”، مطالبًا بمزيد من الحماية للمجتمع اليهودي في هولندا.
جاء ذلك خلال اتصاله بنظيره الهولندي ديك شوف، الذي أعرب بدوره عن “صدمته” من الحادثة، مؤكدًا أن السلطات الهولندية ستلاحق المسؤولين.
استنكار أوروبي ودولي
في ذات السياق، استنكرت المفوضية الأوروبية، عبر رئيستها أورسولا فون دير لاين، “الهجمات الدنيئة ضد المواطنين الإسرائيليين”، فيما وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحادثة بأنها تذكير بـ”الحقب الأكثر ظلامًا في التاريخ”، مؤكدًا التزام فرنسا بمكافحة معاداة السامية.
من جانبها، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها على لسان الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان، جيريمي لورانس، مشددة على ضرورة حماية الأفراد من العنف والتمييز بناءً على أصلهم القومي أو الديني.
خطة عمل لاحتواء العنف
أعلن نتنياهو عن توجيهاته لرئيس الموساد ومسؤولين آخرين لإعداد خطة عمل للحد من أعمال العنف خلال الأحداث الرياضية، وذلك عقب اجتماع بوزارة الخارجية للإشراف على عملية إجلاء الإسرائيليين من أمستردام.
وأضاف في بيان: “وجهت بتطوير نظام إنذار للتعامل مع الوضع الجديد.”
تفاصيل الاشتباكات وأجواء التوتر
اندلعت أعمال الشغب عقب مباراة بين فريقي مكابي تل أبيب وأياكس أمستردام، حيث أظهرت مقاطع فيديو متداولة مشجعين إسرائيليين يرددون شعارات عنصرية، بحسب وكالة فرانس برس.
كما وثقت مقاطع أخرى مشاهد من مرافقة الشرطة الهولندية للمشجعين الإسرائيليين إلى الفندق.
كان المشجعون قد تجمعوا قبل المباراة في ساحة دام، في العاصمة الهولندية، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث طوقت الشرطة مكان تجمعهم قبل توجههم إلى ملعب يوهان كرويف.
وتم نقل مسيرة مؤيدة للفلسطينيين، كان من المقرر أن تقام قرب الملعب، إلى موقع آخر لضمان الأمن.
تصاعد التوترات على خلفية التضامن مع فلسطين
الجدير بالذكر أن هذه الأحداث جاءت في ظل تضامن متزايد مع القضية الفلسطينية في أوروبا، حيث رفع مشجعو نادي باريس سان جرمان الفرنسي قبل يومين لافتة “فلسطين حرة” خلال مباراتهم في دوري أبطال أوروبا.
وأدان وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، هذا التصرف، مؤكدًا على حظر الأنشطة السياسية في الملاعب.
ورغم تصاعد الدعوات لتأجيل مباراة مرتقبة بين فرنسا وإسرائيل ضمن مسابقة دوري الأمم الأوروبية، والمقرر إقامتها في 14 نوفمبر في ملعب “ستاد دو فرانس”، إلا أن السلطات الفرنسية أكدت التزامها بإجراء المباراة في موعدها.