يتداول عدد كبير من الناس سؤالًا يتعلق بالحكم الشرعي لإهداء ثواب قراءة القرآن الكريم لأكثر من ميت، وهو أمر يشغل بال الكثيرين ويبحثون عن توضيحه. 

وقد تناول الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، هذا التساؤل خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع فيس بوك، حيث أوضح أن إهداء ثواب قراءة القرآن الكريم لأكثر من متوفى أمر جائز ولا حرج فيه شرعًا، مؤكدًا أنه بعد الانتهاء من القراءة يمكن للقارئ أن يدعو الله قائلًا: اللهم هب مثل ما قرأت إلى فلان أو إلى فلان وفلان، ففضل الله سبحانه وتعالى واسع.

كما بيّنت دار الإفتاء المصرية أن قراءة القرآن الكريم على الميت وإهداء ثوابها له أمر جائز باتفاق الفقهاء، سواء تمت القراءة عند قبر الميت أو في أي مكان آخر يوجد فيه قارئ القرآن.

 وأوضحت أن الحكم الشرعي جاء بالأمر بقراءة كتاب الله على الإطلاق دون تقييد بمكان أو زمان معين، وبذلك فإن الأمر المطلق يُحمل على عموم الأزمنة والأمكنة والأحوال والأشخاص.

وأكدت دار الإفتاء أن تقييد هذا الأمر لا يجوز إلا بوجود دليل شرعي صحيح، لأن تقييده بغير دليل يُعد تضييقًا لما وسّعه الله سبحانه وتعالى ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وفي إطار الاستدلال الشرعي على جواز قراءة القرآن الكريم عند القبور، أشارت دار الإفتاء إلى ما استدل به العلماء من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله.

وأضاف ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ عودًا رطبًا فكسره نصفين، ثم غرز كل واحد منهما على أحد القبرين، ثم قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا.

أدعية قضاء الحاجة وتيسير الأمور

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد كبير من الأذكار والأدعية التي تُقال بعد الصلوات المفروضة عمومًا، ولصلاة الفجر خصوصية عظيمة لما فيها من بركة وبداية ليوم جديد. ومن أجلِّ ما ورد في ذلك ما رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح، وحين يسلّم، يقول: «اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا».

كما روى الإمام الترمذي، وقال عنه: حديث حسن صحيح، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات؛ كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحُرس من الشيطان، ولم ينبغِ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله عز وجل».

وروى أبو داود وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد صلاتي الفجر والمغرب:«اللهم أجرني من النار» سبع مرات.
ويبقى للمسلم بعد ذلك أن يدعو بما شاء، وأن يختار من الدعاء ما يجمع الخير كله ويحقق أعظم النفع في دنياه وآخرته.

ومن أفضل ما يُلهَج به اللسان ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك:
اللهم صَلِّ على سيدنا محمد أصل الأصول، نور الجمال، وسر القبول، أصل الكمال، وباب الوصول، صلاةً تدوم ولا تزول.
اللهم صلِّ على سيدنا محمد أكرم نبي، وأعظم رسول من جاهه مقبول، ومحبّه موصول، المكرم بالصدق في الخروج والدخول، صلاةً تشفي من الأسقام والنحول، والأمراض والذبول، وننجو بها يوم الكرب العظيم من الذهول، صلاةً تشمل آل بيت الرسول، والأزواج والأصحاب، وتعم الجميع بالقبول، الشباب فيهم والكهول، وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version