توفيت رئيسة الوزراء السابقة لبنجلاديش ورئيسة الحزب الوطني البنجلاديشي، خالدة ضياء، عن عمر يناهز 80 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، في أحد مستشفيات العاصمة دكا، فجر اليوم الثلاثاء، بحسب ما أعلنه الحزب الوطني البنجلاديشي عبر منصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفادت صحيفة «ديلي ستار» المحلية بأن خالدة ضياء فارقت الحياة في نحو الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي، أثناء تلقيها العلاج داخل أحد المستشفيات المتخصصة، حيث كانت تخضع لرعاية طبية مكثفة منذ أواخر نوفمبر الماضي، عقب تدهور حالتها الصحية.
ووفق المعلومات المتداولة، عانت رئيسة الوزراء السابقة خلال السنوات الأخيرة من عدة أمراض مزمنة، من بينها مشكلات في القلب والتهاب رئوي حاد، إضافة إلى مضاعفات صحية أخرى أثّرت على قدرتها على الظهور العلني والمشاركة في النشاط السياسي.
مسيرة سياسية بارزة
وتعد خالدة ضياء واحدة من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ بنجلاديش الحديث، إذ انتخبت رئيسة للوزراء لأول مرة في فبراير 1991، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في البلاد، في مرحلة مفصلية أعقبت نهاية الحكم العسكري وبداية التحول الديمقراطي.
وعادت ضياء إلى السلطة مجددًا بعد فوزها في الانتخابات العامة التي جرت في أكتوبر 2001، لتقود البلاد لفترة ثانية، شهدت خلالها بنجلاديش تطورات سياسية واقتصادية وأمنية متباينة، وسط تنافس حاد مع حزب رابطة عوامي بزعامة الشيخة حسينة.
صراع سياسي وقضائي
وشكل الصراع بين خالدة ضياء والشيخة حسينة أحد أعمدة المشهد السياسي البنجلاديشي لعقود، حيث تناوب الحزبان الرئيسيان – الحزب الوطني البنجلاديشي ورابطة عوامي – على السلطة في أجواء اتسمت بالاستقطاب والانقسامات الحادة.
وفي فبراير 2018، أدينت خالدة ضياء في قضايا فساد، وصدر بحقها حكم بالسجن، في قضية أثارت جدلًا واسعًا داخل بنغلاديش وخارجها، واعتبرها أنصارها ذات دوافع سياسية، بينما أكدت الحكومة آنذاك استقلال القضاء.
وبسبب حالتها الصحية المتدهورة، أفرج عن خالدة ضياء في أغسطس 2024 بقرار من مكتب الرئيس البنجلاديشي، لتقضي فترة الإفراج تحت قيود صحية وقانونية، بعيدًا عن العمل السياسي المباشر.
ردود فعل مرتقبة
ومن المتوقع أن تشهد بنجلاديش خلال الساعات المقبلة بيانات رسمية وتعازي واسعة من قادة سياسيين محليين ودوليين، نظرًا لما تمثله خالدة ضياء من ثقل سياسي وتاريخي في البلاد، ودورها في ترسيخ التجربة الديمقراطية رغم الجدل الذي أحاط بمسيرتها.
وبرحيل خالدة ضياء، تطوي بنجلاديش صفحة إحدى أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للجدل في تاريخها السياسي الحديث، في وقت لا تزال فيه البلاد تواجه تحديات داخلية وإقليمية تتطلب توافقًا سياسيًا واسعًا.










