تعرضت المملكة العربية السعودية، أمس، لصاعقة رعدية وطقس حاد مضطرب، أدت إلى تعطيل حركة المرور في الكثير من المدن السعودية، وأسفر عن سقوط بعض اللافتات، بالإضافة إلى انتشار البرق في سماء المملكة، والذي وصل لتلامسه مع برج الساعة فى مكة المكرمة.

المشاهد التي حدثت في المملكة العربية السعودية امس من امطار ورياح وبرق ورعد تذكرنا بالآية الكريمة التي قال عنها المولى- عز وجل-: { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا}.

جاء في تفسير الآية وما نرسل بالعبر والذكر إلا تخويفا للعباد، كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا ) وإن الله يخوّف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون، أو يذكَّرون، أو يرجعون، ذُكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود، فقال: يأيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا نوح بن قيس، عن أبي رجاء، عن الحسن ( وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا ) قال: الموت الذريع.

تفسير قوله تعالى وما نرسل بالآيات إلا تخويفا

أي ولا نبعث بالآيات إلا تخويفا للناس من نزول العذاب العاجل لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون، فإن لم يخافوا وقع عليهم. ذكر ابن كثير أن الكوفة رجفت (زلزلت) على عهد ابن مسعود رضي الله عنه، فقال: يا أيها الناس، إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه، وروي أن المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرات، فقال عمر: أحدثتم والله، لئن عادت لأفعلن ولأفعلن. أي ليعاقبن العاصي المجاهر به. 

وفي الحديث المتفق عليه بين الشيخين: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله عز وجل يخوف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره، ثم قال: يا أمة محمد، والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا».  

التخويف في قوله تعالى (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا)؟ الآيات الكبرى مثل الزلازل والبلابل والبراكين والفتن والنكبات العامة من الآيات الكونية، أو الآيات المنزلة على الأنبياء من المعجزات والدلائل، لا يرسلها إلى الناس إلا لتكون عبرة للمعتبرين وإنذارا للغافلين، فإن الله يخوف بها من يشاء من عباده. قال الطبري: وما نرسل بالعبر والذكر إلا تخويفا للعباد. عن قتادة، قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} [الإسراء: 59] وإن الله يخوف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون، أو يذكرون، أو يرجعون، ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود، فقال: يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه.

جاء في تفسير القرآن الثري الجامع: “قوله {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}: أي: ما نرسل بالآيات؛ آيات التنزيل، أو المعجزات، أو الكونية إلا حصراً، وقصراً؛ لتخويف العباد؛ كي يتذكروا، أو يتعظوا، أو يصحوا من سباتهم، ويتوبوا إلى الله، ويؤمنوا به، وبما أُنزل عليهم من الآيات وتشمل الآيات الكونية، والزلازل، والبراكين، والأحداث الجوية.

 {إِلَّا تَخْوِيفًا}: أي: إنذاراً؛ أي: وما نرسل بآيات القرآن إلا تحذيراً، وإنذاراً بعذاب الآخرة، والخوف: هو توقع الضرر المشكوك في وقوعه، وأما الحذر: فهو توقي الضرر سواء أكان ظناً أم يقيناً”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version