في اليوم الـ77 من الحرب على غزة، احتدمت المعارك بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في أحياء مدينة غزة ومناطق شمال القطاع وجنوبه، بالتزامن مع تكثيف الاحتلال غاراته وقصفه المدفعي على معظم مناطق القطاع من جباليا شمالا مرورا بأحياء غزة وصولا إلى النصيرات والبريج في الوسط وكذلك رفح وخان يونس جنوبا، مما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.
وبالتزامن مع التطورات الميدانية وبعد تأجيل التصويت 7 مرات، اعتمد مجلس الأمن مشروع قرار وصف بالمخفف، يوسّع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عقب استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) الذي منع تعديلات روسية تدعو لوقف الأعمال القتالية.
ارتفاع حصيلة الشهداء
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 20 ألفا و57 شهيدا، و53 ألفا و320 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في حين أصيب المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش بجروح مع جميع أفراد عائلته، واستشهدت ابنته في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في جباليا مساء الخميس، في وقت أعلنت فيه الوزارة استشهاد عاملة صحية في مستشفى العودة شمالي القطاع قنصا.
خسائر إسرائيلية جديدة و3 آلاف جندي معاق
ومع إعلان كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس عن استهداف قوات إسرائيلية متوغلة في القطاع مع عدد من الآليات وناقلات الجند، قال الجيش الإسرائيلي إن ضابطا وجنديا قتلا، إضافة إلى إصابة 23 جنديا في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبهذا يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 145 منذ بدء التوغل البري في غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما أعلن جيش الاحتلال إصابة 179 جنديا وضابطا بجروح بالغة الخطورة و302 بجروح متوسطة.
من جانبها، قالت القناة 12 إن السلطات الإسرائيلية صنفت 3 آلاف من جرحى الحرب على أنهم أصحاب إعاقات دائمة في الجيش الإسرائيلي.
5 ألوية إلى خان يونس
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه عزز قواته في خان يونس جنوب قطاع غزة بخمسة ألوية جديدة، وذلك بعد ساعات من كشف وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال سحب الكتيبة الـ13 في لواء غولاني من غزة، بعد 60 يوما من القتال تكبدت فيها خسائر كبيرة.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن جنود الكتيبة في لواء غولاني، الذي يصنف ضمن قوات النخبة الإسرائيلية، غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم. وكان 42 من جنود وضباط غولاني، بينهم قائد الكتيبة الـ13، قد قتلوا في معارك حي الشجاعية بغزة.
تمهيد لمنطقة عازلة
وبينما يتحدث الجيش الإسرائيلي عن توسيع نطاق عملياته لتشمل مناطق في وسط غزة بينها دير البلح، رصد فريق الجزيرة جنوب شرق مدينة غزة، قرب معبر كارني-المنطار، تفجير قوات الاحتلال عددا من المباني الفلسطينية القريبة من السياج الأمني للمرة الثانية خلال أيام.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش الإسرائيلي تعمّد تدمير مئات المباني السكنية والمرافق العامة القريبة من السياج الأمني في الأسابيع الأخيرة، لا سيما شرق مدينة غزة وجباليا شمالا، في إطار خطة لإنشاء منطقة عازلة تمنح البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة عمقا أمنيا.
وكشف الإعلام الإسرائيلي النقاب عن خطة عسكرية لإقامة ثكنات عسكرية قرب كل البلدات الإسرائيلية القريبة من السياج الأمني.
قرار أممي لإدخال المساعدات
اعتمد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة بأغلبية كبيرة قرارا مخففا بشأن توسيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومراقبتها، لكن دون اعتماد مشروع القرار الخاص بتعليق فوري “للعمليات العدائية” بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وصوتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن لصالح القرار رقم 2720، في حين امتنعت الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت.
ويدعو القرار “كل الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق” إلى غزة، وإلى اتخاذ إجراءات “عاجلة” بهذا الصدد، و”تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية”.
الجبهة اللبنانية
على الجبهة اللبنانية، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة آخر في هجوم لحزب الله على الجليل الأعلى، ليرتفع عدد جنوده القتلى على هذه الجبهة إلى 10 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
بدوره نعى حزب الله اثنين من مقاتليه، وقال إنه قصف ثكنات ومستوطنات حدودية بعشرات الصواريخ.
وشن حزب الله الجمعة هجمات جديدة على مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة جنوبي لبنان، في حين شنت قوات الاحتلال غارات على بلدات لبنانية عدة.