سيول — اشتعلت النيران في طائرة ركاب تابعة لشركة طيران جيجو، اليوم الأحد، بعد خروجها عن المدرج في مطار موان في كوريا الجنوبية، واصطدامها بجدار خرساني.
وأدى الحادث، الذي نتج عن فشل واضح في نشر جهاز الهبوط الأمامي، إلى مقتل 177 شخصًا من أصل 181 شخصًا كانوا على متن الطائرة، مما يجعله أحد أكثر كوارث الطيران فتكًا في تاريخ كوريا الجنوبية.
وكانت الطائرة من طراز بوينغ 737-800، وهي طائرة عمرها 15 عاما، عائدة من بانكوك وحاولت الهبوط في موان، على بعد حوالي 290 كيلومترا (180 ميلا) جنوب سيول، في الساعة 9:03 صباحا.
وتم إنقاذ اثنين من أفراد الطاقم وما زالا في حالة مستقرة، في حين لا يزال مصير اثنين من الركاب في عداد المفقودين.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الكوري الجنوبي، الطائرة وهي تنزلق عبر المدرج بسرعة عالية قبل أن تصطدم بجدار خرساني، مما يتسبب في انفجار هائل.
اجتاح دخان أسود كثيف حطام الطائرة، ولم يمكن التعرف إلا على الجزء الخلفي من الطائرة.
وعمل أكثر من 1500 مستجيب للطوارئ، بما في ذلك رجال الإطفاء وضباط الشرطة والعسكريون، على إطفاء الحريق وانتشال الضحايا.
وتم نشر 32 سيارة إطفاء والعديد من طائرات الهليكوبتر في موقع الحادث.
وأكدت وزارة النقل الكورية الجنوبية أن برج المراقبة بالمطار أصدر تحذيرا للطيار من اصطدام الطيور وسمح للطائرة بالهبوط في منطقة بديلة.
ومع ذلك، فشل جهاز الهبوط الأمامي للطائرة في النشر، مما أدى إلى تجاوز المدرج واصطدامها بالجدار.
وعثر المسؤولون على الصندوق الأسود ومسجلات الصوت في قمرة القيادة، والتي سيتم تحليلها لتحديد السبب الدقيق للحادث.
وأشار جو جونغ وان، المسؤول بوزارة النقل، إلى أن التحقيق قد يستغرق أشهرا حتى يكتمل.
اعتذر رئيس طيران جيجو، كيم إي باي، لأسر الضحايا، مشيرًا إلى أن الطائرة خضعت لصيانة دورية دون الإبلاغ عن أي مشاكل ميكانيكية.
وأصدرت شركة بوينغ، الشركة المصنعة للطائرة، بيانا يعرب عن تعازيه ويقدم الدعم لشركة جيجو إير.
كما أعرب رئيس الوزراء التايلاندي بيتونجتارن شيناواترا عن تعاطفه مع الضحايا وتعهد بتقديم المساعدة للمواطنين التايلانديين الذين كانوا على متن الطائرة.
ويعد حادث الأحد أسوأ كارثة طيران في كوريا الجنوبية منذ عام 1997، عندما تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الكورية في غوام، مما أسفر عن مقتل 228 شخصا.
ويمثل هذا أيضًا أحد أكثر حوادث الهبوط فتكًا على مستوى العالم منذ حوادث مماثلة في ساو باولو بالبرازيل عام 2007 ومانجالور بالهند عام 2010.
وقع الحادث وسط أزمة سياسية في كوريا الجنوبية بعد إعلان الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية وما تلا ذلك من عزل. تم إيقاف القائم بأعمال الرئيس هان داك سو، وترك نائب رئيس الوزراء تشوي سانغ موك للإشراف على استجابة البلاد للحادث.
أمر تشوي ببذل جهود إنقاذ شاملة وسافر إلى موان لتنسيق العمليات، بينما أعلن مكتب يون عن اجتماع طارئ لمعالجة الكارثة. — الوكالات