|

زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مدينة سوتشي الروسية اليوم الاثنين ليبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين العودة إلى مبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب والمبادرة الروسية لتصدير الحبوب إلى الدول المحتاجة.

ويأتي اللقاء الأول بين الرئيسين منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وسط توتر متزايد في منطقة البحر الأسود أعقب إنهاء روسيا العمل باتفاق أتاح لسفن شحن تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر بحري آمن، مشترطة أخذ مصالحها في الاعتبار لإعادة العمل بها.

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زار موسكو الأسبوع الماضي للتحضير لزيارة أردوغان ولقائه ببوتين، مؤكدا أهمية إعادة العمل بالاتفاقية لاستعادة الاستقرار.

في حين طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالحصول على ضمانات مع نتائج ملموسة تدخل حيز التنفيذ، مشيرا إلى أن بلاده لن تكتفي بالوعود بشأن صادراتها الزراعية.

دور تركي

وسمحت الاتفاقية التي تُوصّل إليها في صيف 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، بتصدير الحبوب من أوكرانيا، وتهدئة المخاوف عالميا حيال ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتأمل تركيا في إحياء الاتفاق بشكل يؤسس لمفاوضات سلام أكثر شمولا بين موسكو وكييف، معوّلة على العلاقة الوثيقة بين بوتين وأردوغان.

لا سيما أن تركيا رفضت فرض عقوبات على روسيا، وبقيت منفذا رئيسيا لها في مجال السلع والغذاء منذ الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، رغم أنها زودت أوكرانيا بأسلحة ودعمت طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وكان أردوغان قد قال الشهر الماضي إن بلده ستتمكن من إيجاد أرضية مشتركة لإحياء اتفاقية الحبوب، مؤكدا على ضرورة التزام الدول الغربية بوعودها لروسيا.

إذ اعتبر بوتين أن الدول الغربية لم تلتزم ببنود الاتفاقية لناحية السماح لروسيا بتصدير الأسمدة والمنتجات الزراعية، معتبرا أن الغرب سعى لاستغلال الاتفاقية من أجل “الابتزاز السياسي”.

حلول أوكرانيا

وكثّفت موسكو هجماتها على منطقتي أوديسا وميكولايف حيث موانئ ومنشآت لتصدير الحبوب منذ انهيار الاتفاقية المبرمة برعاية تركيا والأمم المتحدة.

لذلك لجأت كييف إلى الطرق البرية ومرفأ نهري غير عميق، مما يحد من كميات الحبوب المصدرة، بالإضافة إلى استخدامها ممرا جديدا عبر البحر الأسود، رغم التهديد الروسي بأنها ستعتبر أي سفينة تبحر من أوكرانيا أو إليها هدفا عسكريا محتملا.

وأعلنت أوكرانيا هذا الأسبوع أن 4 سفن شحن أبحرت عبر الممر الذي يتفادى بمعظمه المياه الدولية ويبقى ضمن نطاق سيطرة دول منضوية في حلف الناتو، مما يجعل السفن التي تستخدمه أقل عرضة لاستهداف روسي محتمل.

وبحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عمل هذا الممر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version