تحت زخات المطر وفي سماء ملبدة بالغيوم وضباب سياسي يغمر المشهد العسكري والأمني في البلاد؛ عاشت اليوم النيجر ثاني أيام الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس عربي يحكم النيجر وأول رئيس يتولى حكم البلاد دون انقلاب عسكري.

وخلال هذا اليوم المشحون بالأحداث والتطورات المتسارعة، كان من اللافت أن البلد عاش يومه الثاني دون رئيس، فالانقلابيون لم يعينوا بعد رئيسا للبلاد، والرئيس المطاح به ما يزال متمسكا بالسلطة رافضا للتنازل عن منصبه، وسط دعوات دولية واسعة للإفراج عنه وتمكينه من ممارسة مهامه الدستورية وإنهاء الانقلاب.

وبالإضافة لحالة “التنازع” على السلطة بين المجموعة الانقلابية مؤيدة بقيادة الجيش، وبين الرئيس السابق، التي تمثل العنوان الأهم والأبرز لتطورات اليوم، برزت ملاحظات أخرى على هامش هذا الحدث من أهمها:

أعلام روسية وشعارات معادية لفرنسا

فقد خرجت مظاهرات في العاصمة نيامي داعمة للانقلابيين، عزف المشاركون فيها الموسيقى للتعبير عن تأييدهم للجيش، كما رُفعت خلالها أعلام روسية وشعارات معادية لفرنسا، في تعبير عن موجة متنامية من الاستياء تجاه باريس، القوة الاستعمارية السابقة ونفوذها في منطقة الساحل.

ووثّق المجلسان العسكريان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين العلاقات مع روسيا منذ توليهما الحكم في عامي 2020 و2022 على التوالي، وقطعا العلاقات مع الحلفاء الغربيين التقليديين.

إضرام نار بمقر الحزب الحاكم

وفي مشهد آخر من المشاهد التي ترافق أحيانا الحركات الانقلابية؛ نهب مؤيدون للانقلاب العسكري في النيجر مقر “الحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكية” الحاكم في العاصمة نيامي وأضرموا فيه النيران اليوم الخميس، بعد أن أعلنت قيادة الجيش دعمها لعملية الاستيلاء على السلطة التي نفذها جنود من الحرس الرئاسي.

وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود في السماء فوق المبنى، بعدما تحرك باتجاهه مئات من مؤيدي الانقلاب الذين كانوا متجمعين أمام الجمعية الوطنية، في حين استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

طائرة فرنسية بمطار نيامي

وفي تطور آخر، قال العقيد في جيش النيجر أمادو عبد الرحمن للتلفزيون الرسمي إن طائرة عسكرية فرنسية هبطت صباح اليوم الخميس في النيجر رغم إغلاق المجال الجوي بعد إعلان انقلاب عسكري الليلة الماضية، ولم ترد أي من وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسيتين ولا الجيش الفرنسي بعد على طلبات للتعليق بشأن هذا الموضوع.

وكان المجلس العسكري قد أعلن تعليق كلّ المؤسسات، وإغلاق الحدود البرية والجوية، وفرض حظر تجول من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة صباحا.

وتعدّ النيجر واحدة من آخر حلفاء الدول الغربية في منطقة الساحل، التي يجتاحها عنف الحركات المسلحة، بينما تحول اثنان من جيرانها هما مالي وبوركينا فاسو، بقيادة عسكريين انقلابيين، إلى شركاء آخرين من بينهم روسيا.

كما تعدّ النيجر خصوصا “شريكا مميزا” بالذات لفرنسا في الساحل حيث تحتضن نحو 15 ألف جندي فرنسي.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version