أقرّ قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي بتراجع قواته شرقا، وتوقع هجوما روسيّا في مقاطعة خاركيف شمال شرقي البلاد، بينما دعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي الشركاء الغربيين إلى التعجيل بتزويد كييف بالأسلحة التي تحتاجها لصد الهجمات الروسية.

وقال سيرسكي -في منشور بموقع فيسبوك مساء أمس الأحد- إن القوات الروسية تهاجم على طول خط المواجهة في مقاطعتي دونيتسك (شرق) وخاركيف (شمال شرق) وتحقق نجاحات تكتيكية في بعض المناطق، مؤكدا أن الوضع يتفاقم مع استمرار التقدم الروسي.

وأضاف أن الوضع الأكثر تعقيدا لقواته هو حول بلدتي مارينكا وأفدييفكا اللتين تسيطر عليهما القوات الروسية في دونيتسك، مشيرا إلى انسحاب القوات الأوكرانية من 3 بلدات في المنطقة.

وكانت روسيا أعلنت أمس أن قواتها سيطرت على قرية نوفوباخموتيفكا شمال غرب بلدة أفدييفكا، التي تقع على الطريق الدولي “إتش 20” (H 20) المؤدي شمالا إلى مدن رئيسية شمالي دونيتسك، وهو طريق يتصل أيضا بمدن إزيوم جنوب شرق مقاطعة خاركيف، وكوبيانسك في أقصى شرقها.

وبحسب محللين عسكريين، تقدمت القوات الروسية أكثر من 15 كيلومترا منذ استيلائها على أفدييفكا في فبراير/شباط الماضي، الأمر الذي مهّد لها التقدم أكثر باتجاه مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك أقصى شمالي دونيتسك.

وقال قائد الجيش الأوكراني إن بلدة تشاسيف يار وقرية إيفانيفسكي القريبة منها هما المنطقتان الأكثر سخونة في الجبهة حول مدينة كراماتورسك.

ومنذ أسابيع، تشن القوات الروسية هجوما للسيطرة على بلدة تشاسيف يار التي تقع على مرتفع، وتبعد من 30 كيلومترا جنوب شرق كراماتورسك، المدينة الرئيسية في المنطقة الخاضعة لسيطرة أوكرانيا، وتعد محطة مهمة للسكك الحديد والخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني.

هجوم في الشمال

وتحدث قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي عن مؤشرات على هجوم روسي قريب في مقاطعة خاركيف التي تقع شمال شرق أوكرانيا ولها حدود مشتركة مع مقاطعة دونيتسك ومع روسيا.

وقال سيرسكي إن هناك زيادة في عدد القوات الروسية سيرسكي بمقاطعة خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، مشيرا إلى أن مدينة كوبيانسك هي من بين المناطق التي يشتد فيها القتال بالمقاطعة وحقق فيها الروس نجاحات جزئية ولكن تم إيقافهم، بحسب تعبيره.

وأضاف أن الجيش الأوكراني عزز قواته على هذه الجبهة بوحدات من المدفعية والدبابات. وكانت القوات الأوكرانية استعادت خاركيف من قبضة الروس في خريف العام 2022.

وفي ما يتعلق بالجبهة الجنوبية، وصف قائد الجيش الأوكراني الوضع هناك بالمتوتر. وكانت القوات الأوكرانية بدأت في يونيو/حزيران 2023 هجوما مضادا في زاباروجيا وهيرسون، بالإضافة إلى دونيتسك، ولكنها لم تحرز سوى تقدم محدود.

وفي السياق، توقع رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف أن يتفاقم الوضع بحلول منتصف مايو/أيار ومطلع يونيو/حزيران، معتبرا أنها ستكون “فترة عصيبة” لأوكرانيا.

بطارية صواريخ باتريوت في بولندا (غيتي-أرشيف)

زيلينسكي يناشد

في غضون ذلك، ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شركاء بلاده مجددا الإسراعَ في تزويد بلاده بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي وبدء محادثات رسمية لانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي وتوجيه دعوة لها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وبعد محادثات أجراها مع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز، قال زيلينسكي إنه شدد مجددا على الضرورة الملحة لتسلم منظومات باتريوت المضادة للصواريخ “بأسرع وقت ممكن”.

وأضاف أن فرقا أوكرانية وأميركية تعكف على إعداد “نص محدد” لاتفاق أمني لمدة 10 سنوات سيشمل أسلحة ودعما آخر.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وقع قبل أيام على حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، ووعد نظيره الأوكراني بإرسال كميات كبيرة من العتاد بسرعة.

في المقابل، قللت روسيا من تأثير المساعدات العسكرية التي ستحصل عليها أوكرانيا، وتعهدت بتدمير الصواريخ الباليستية والأسلحة الغربية الأخرى التي قد ترسل إلى كييف.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version