3/12/2023–|آخر تحديث: 3/12/202307:28 م (بتوقيت مكة المكرمة)
عادة ما تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل حصر الأهداف وتجنب الأضرار الجانبية، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يكترث لهذه الميزة، بل ربما حرص على العكس، حيث يعتمد برنامجه لرصد أهدافه في قطاع غزة على الكم لا على النوع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن استخدامه تقنية الذكاء الاصطناعي في تحديد الأهداف التي يريد قصفها في غزة بوتيرة متسارعة، ووصف هذه التقنية بالمصنع الذي يعمل على مدار الساعة لتوليد الأهداف المحتملة.
وحدد البرنامج الذي يدعى “غوسبيل” بالإنجليزية و”الإنجيل” بالعربية ويستخدمه الاحتلال لرصد أهدافه في قطاع غزة، 40 ألف مشتبه بهم ليتم اغتيالهم.
ويعتمد البرنامج على معلومات وصور من الطائرات المسيّرة والمعلومات القادمة من اعتراض الاتصالات كما يستخدم بيانات أبراج المراقبة لرصد تحركات الأفراد المستهدفين، ثم يعطي إرشادات لأهداف يجب مهاجمتها، وعدد الأشخاص المحتمل قتلهم في القصف.
وأوضح مسؤول إسرائيلي لوكالة “بلومبيرغ” الأميركية منتصف يونيو/حزيران الماضي، أنه يجرى استخدام نموذجين لبناء مجموعة بيانات تعتمد على خوارزميات بشأن الأهداف المحددة، وذلك لحساب الذخيرة المحتملة، وتحديد أولويات، وتعيين آلاف الأهداف للطائرات، واقتراح جدول زمني للغارات.
وبحسب المسؤول ذاته فإن النظامين يخضعان لمشغلين بشريين يقومون بفحص الأهداف وخطط الغارات الجوية والموافقة عليها، ومن اللافت أن البرنامج لا يأخذ القرار بنفسه بل يتركه لقائد الوحدة الذي يضغط زر التدمير بعد أن تصله القائمة من وحدة الأهداف، التي تأسست عام 2019.
لا لتبرير الإبادة
وأثار استخدام الاحتلال للذكاء الاصطناعي في تحديد أهدافه تفاعلا واسعا رصد برنامج شبكات (2023/12/3) جانبا منه، ومن ذلك ما كتبه محمد السراي: “خطورة الذكاء تكمن في الاستخدام السلبي له من قبل أشخاص قتلة أو مجرمين أو ظالمين!! الرحمة والخلود للشهداء الفلسطينيين”.
وغرد يلمقة البراء: “لا لتبرير الإبادة الجماعة الحاصلة تحت أي مسمى.. أين الذكاء الاصطناعي وفيلق استخبارات الوحدة (8200) منذ بداية طوفان الأقصى؟! أين الذكاء الاصطناعي من القصف العشوائي على المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس؟! أين الشاباك من المجازر وقتل الأبرياء وأين وأين؟؟”.
ووافقته إيمان حسن، حيث كتبت: “لا هو ذكاء ولا تكنولوجيا ولا أي حاجة.. هم بيدكوا كل حاجة قدامهم. أميركا بتديهم قنابل وهم بيرموها في كل حته.. كام كيلوا رموا عليهم؟ كل قنابل العالم لدرجة أوكرانيا بتصوت مش لاقيه سلاح. غزه بيترمي عليها سلاح أكتر من روسيا ويقول لك ذكاء!”.
أما شادية سعداوي، فقالت “ما الذي سيغير الأمر، دائما صاحب الأرض هو المنتصر وصاحب الحق إذا كان مع الله الله معه فهو من فوق العرش وهم تحت العرش”.
واستهدفت هذه الوحدة حتى الآن أكثر من 15 ألف هدف في غزة خلال الـ35 يوما الأولى من الحرب، في حين كانت إسرائيل تحدد وسطيا 50 هدفا في السنة قبل استحداث هذه الوحدة، لكن بمساعدة التقنية الجديدة، تقصف الآن 100 هدف يوميا، وهو ما ضاعف عدد الضحايا 15 ضعفا عن عدوان الاحتلال على غزة عام 2014.