الدوحة/القدس – توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لوقف حربهما المدمرة المستمرة منذ 15 شهرا في قطاع غزة، حسبما أعلن وسطاء يوم الأربعاء، مما يمثل لحظة محورية في الصراع الأكثر دموية وتدميرا بين الخصمين.

الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في صيغته النهائية بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة في الدوحة، قطر، يثير الآمال في نهاية محتملة للحرب ويوفر إطارا للإغاثة الإنسانية وجهود إعادة البناء في غزة.

وسوف يشمل وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة، إطلاق سراح تدريجي لعشرات الرهائن الذين تحتجزهم حماس ومئات السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.

ويسمح الاتفاق أيضًا بعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم ويمهد الطريق لتدفق المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى الأراضي المدمرة.

ومن المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار الأولي لمدة ستة أسابيع في الأيام المقبلة، في انتظار الموافقة النهائية من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وستبدأ الهدنة أيضًا مناقشات تهدف إلى حل دائم للصراع.

بموجب الاتفاقية:

– إطلاق سراح الرهائن: سيتم إطلاق سراح 33 من الرهائن الـ 100 الذين تحتجزهم حماس في المرحلة الأولى. ومن المقرر أن تحدد المفاوضات الإضافية مصير الأسرى المتبقين.

– تبادل الأسرى: ستطلق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ.

– المساعدات الإنسانية: سيتم السماح لمئات الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية والإمدادات الطبية وغيرها من الضروريات بالدخول إلى غزة يومياً.

– المدنيون النازحون: سيبدأ الفلسطينيون الذين نزحوا بسبب النزاع بالعودة إلى ما تبقى من منازلهم.

وبينما يوفر الاتفاق الأمل بإنهاء الأعمال العدائية، فإنه يترك أسئلة بلا إجابة حول مستقبل الحكم في غزة، وجهود إعادة الإعمار، ومصير حماس ككيان سياسي وعسكري.

لقد دمرت الحرب، التي بدأت بهجوم حماس المفاجئ عبر الحدود في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، غزة.

وقد قُتل أكثر من 46 ألف فلسطيني، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال، وتم تهجير أكثر من 90٪ من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين والمنظمات الدولية.

لقد تم تدمير عشرات الآلاف من المنازل، والمستشفيات بالكاد تعمل، ويحذر الخبراء من أن المجاعة قد تكون بدأت بالفعل في الظهور في شمال غزة.

ومن ناحية أخرى، تصاعدت الانتقادات الدولية للتكتيكات العسكرية الإسرائيلية، مع ظهور مزاعم عن وقوع إصابات مفرطة في صفوف المدنيين وارتكاب جرائم حرب.

ومن المتوقع أن يلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي لعب دورًا حاسمًا في التوسط في وقف إطلاق النار، بيانًا في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وقد وازنت إدارته بين المساعدات العسكرية لإسرائيل والجهود الرامية إلى الحد من الخسائر في صفوف المدنيين ومنع زعزعة الاستقرار الإقليمي.

وفي الوقت نفسه، أشاد الرئيس السابق دونالد ترامب بالصفقة على منصته Truth Social، فكتب: “لدينا صفقة للرهائن في الشرق الأوسط. سيتم إطلاق سراحهم قريبا. شكرًا لك!”

ويثير وقف إطلاق النار تساؤلات كبيرة حول مستقبل غزة بعد الحرب. وفي حين وافقت حماس على الانسحاب من المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية، فإنه لا يزال من غير الواضح من سيحكم غزة أو يشرف على إعادة إعمار بنيتها التحتية.

واقترحت الولايات المتحدة إشراك السلطة الفلسطينية بمساعدة منظمات عربية ودولية، لكن هذه الخطط تواجه عقبات سياسية ولوجستية كبيرة.

وتواجه حكومة نتنياهو، التي قاومت في البداية وقف إطلاق النار، ضغوطاً محلية ودولية لحملها على مساءلة ما بعد الحرب.

ومن جانبها، تظل حماس قوة راسخة في المجتمع الفلسطيني، وتتمتع بنفوذ كبير في غزة، والضفة الغربية، وأماكن أخرى.

ويحذر المحللون من أنه ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي مستدام، فقد يعيد التنظيم تشكيل قدراته العسكرية، مما قد يؤدي إلى صراعات مستقبلية.

ويأتي وقف إطلاق النار أيضًا وسط تحولات جيوسياسية كبيرة في المنطقة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، توصلت إسرائيل وحزب الله إلى هدنة بعد صراع دام عاما في لبنان. وبالإضافة إلى ذلك، أدت الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إلى إضعاف حلفاء إيران الإقليميين، بما في ذلك حماس.

وعلى الرغم من الهدنة الهشة، يواجه الجانبان تحديات هائلة في تحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم. وفي الوقت الحالي يراقب العالم إسرائيل وحماس والمجتمع الدولي وهم يبحرون على الطريق المعقد نحو إعادة بناء الحياة وضمان الاستقرار الطويل الأمد في المنطقة. — الوكالات

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version