تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية مناقشة الجهود المستمرة للتوصل إلى صفقة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وسط تصاعد التعقيدات وغياب تقدم ملموس.

وكشفت النقاشات الإعلامية عن تصعيد في المطالب من الطرفين، مع تشدد حركة حماس في ما يتعلق بالأسرى واشتراطاتها لإنهاء الحرب.

ويرى يارون أبرهام، مراسل القناة الـ12، أن الأفق يبدو مظلما، إذ إن الاتصالات عبر الوسطاء شهدت تراجعا كبيرا مؤخرا، بينما يعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تصلب في موقفه، مؤكدا أنه سيستأنف القتال بعد المرحلة الأولى من الصفقة.

من جانبه، أكد اليئور ليفي، رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في قناة كان 11، أن حماس تصر على ضمانات إسرائيلية ودولية تلتزم بمراحل الصفقة، بما يشمل الانسحاب الإسرائيلي من غزة.

لكن هذه المطالب تقابَل حاليا برفض إسرائيلي، مما يجعل التوصل إلى اختراق مستبعدا في الوقت الراهن، حسب ليفي.

وفي سياق آخر، أوضح غاي عزرائيلي من قناة “آي 24” أن إسرائيل تحاول ممارسة ضغط دبلوماسي على حماس عبر الولايات المتحدة وتحذيرات من الإدارة المستقبلية لدونالد ترامب.

ونقلت القناة الـ13 تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي حذر فيه من أن حماس ستواجه ضربات غير مسبوقة إذا لم تفرج قريبا عن الأسرى الإسرائيليين وتوقف إطلاق الصواريخ، وهو ما يعكس تصعيدا في الخطاب الرسمي.

استحالة القضاء على حماس

وعلق المحلل العسكري ألون بن ديفيد من القناة ذاتها بأن إسرائيل تخسر أكثر مما تكسب في مواجهتها مع حماس، إذ وصف الإنجازات العسكرية بأنها محدودة ومحصورة في استعادة المخطوفين، مؤكدا استحالة القضاء التام على الحركة.

وكشفت تقارير إعلامية عن زيادة ملحوظة في وتيرة التجنيد داخل صفوف حماس، ووفقا ليارون أبراهام، فإن أرقاما حديثة أظهرت أن عدد المجندين الجدد يفوق المقاتلين الذين يتم القضاء عليهم، إذ يقدر عدد عناصر حماس والجهاد الإسلامي والتنظيمات الأخرى بنحو 20 إلى 23 ألف مقاتل.

إلى جانب القضايا العسكرية، سلطت وسائل الإعلام الضوء على التعاطي الحكومي الإسرائيلي مع أهالي الأسرى، وأبرزت حادثة وقعت في الكنيست، عندما غادر عضو الكنيست سيمحا روتمان اجتماعا مع عائلات الأسرى والثكلى بشكل مفاجئ، مما أثار انتقادات واسعة.

وعبر يورام يهوداي، والد أحد الجنود القتلى، عن استيائه من تصرف روتمان، معتبرا أن تجاهل مطالب العائلات يعكس انعدام الحس الإنساني لدى المسؤولين المنتخبين.

في حين اتهمت عيناف تسنغاوكر، والدة أسير إسرائيلي، رئيس الكنيست أمير أوحانا بخدمة مصالح نتنياهو على حساب عائلات الأسرى، ووصفت المعاملة التي تلقوها بأنها مهينة.

وفي ما يتعلق بجبهة لبنان، نقلت تقارير عن مسؤولين إسرائيليين أن حزب الله يواجه معضلة بين الحفاظ على الاتفاق الحالي والضغوط الشعبية للرد على ما توصف بانتهاكات إسرائيلية.

وأكدوا أن إسرائيل تواصل تنفيذ هجمات تستهدف مواقع الحزب رغم التزام الطرفين بوقف إطلاق النار.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version