تقرير الجريدة السعودية

الرياض – يرسم “إعلان الرياض” خارطة طريق للتعاون السعودي الأفريقي في مختلف المجالات، ويؤكد من جديد الروابط التاريخية والشراكات الاستراتيجية.

ويعد هذا الإعلان بمثابة البيان الختامي بعد القمة السعودية الإفريقية الأولى التي عقدت في الرياض يوم الجمعة. ويعرب القادة عن التزامهم بمعالجة القضايا الإقليمية والعالمية، مما يمثل لحظة محورية في العلاقات السعودية الأفريقية.

ويؤكد الإعلان على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والمساواة بين الدول، مع التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقد تم تحديد نهج شامل للتعاون السياسي والأمني ​​والعسكري ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الاستقرار الإقليمي. وتسلط الجبهة الاقتصادية الضوء على الدعم التاريخي، وحجم التجارة، والإمكانات المتنوعة، بما يتماشى مع رؤية 2030 وأجندة أفريقيا 2063.

ويبرز التعاون في مجال الطاقة، والمبادرات البيئية، والتنمية المستدامة بشكل بارز، مع التركيز على مبادرة السعودية الخضراء.

وينص الإعلان على التعاون الثقافي والتعليمي والإعلامي وتعزيز التعايش والتسامح. كما أنها تدافع عن تمكين المرأة والقيم الأسرية والحفاظ على التراث الثقافي. وتم الاعتراف بدعم العروض السعودية لاستضافة معرض إكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034. تحظى الجهود الإنسانية التي تبذلها المملكة في مجالات الصحة والأمن الغذائي والحد من الفقر بالاستحسان. وتشمل التوصيات تشكيل مجموعات عمل للمضي قدماً في جداول أعمال محددة.

ويعزز “إعلان الرياض” الشراكة الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والدول الإفريقية، مما يعكس الالتزام بتعزيز التعاون والازدهار المتبادل. وأكد القادة على عمق العلاقات التاريخية، مستشهدين بأكثر من 45 مليار دولار من الدعم التنموي الذي قدمته المملكة العربية السعودية إلى 46 دولة أفريقية على مدار الخمسين عامًا الماضية.

ويتم تسليط الضوء على العلاقات التجارية، حيث سيصل حجمها إلى 45 مليار دولار في عام 2022. ويؤكد الإعلان على أهمية تعزيز الجهود الرامية إلى زيادة تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتنويع التجارة البينية. يتم الاعتراف بالإمكانات الاقتصادية لكل من المملكة العربية السعودية والدول الأفريقية، مع التركيز على المواءمة مع رؤية 2030 وأجندة أفريقيا 2063.

ومن النتائج الهامة للقمة توقيع أكثر من 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف المجالات الاقتصادية، بما في ذلك السياحة والاستثمار والتمويل والطاقة والطاقة المتجددة والتعدين والنقل والخدمات اللوجستية والزراعة والمياه والاتصالات والمعلومات. تكنولوجيا. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التعاون وخلق سبل للنمو الاقتصادي.

ويتفق القادة على تكثيف التعاون في قطاعي الصناعة والتعدين، مع التركيز على زيادة الصادرات غير النفطية. وقد تم الاعتراف بالنمو الملحوظ في التبادل التجاري خلال السنوات الخمس الماضية، مما يظهر إمكانية تحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية. كما يرحب القادة بمشاركة المملكة العربية السعودية في مؤتمر التعدين الدولي، الذي يتناول أنشطة التعدين في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

ودعماً للشراكات الاقتصادية، تخطط المملكة العربية السعودية لاستثمارات كبيرة في القارة الأفريقية، حيث من المتوقع أن تصل الاستثمارات السعودية إلى حوالي 96 مليار ريال سعودي (أكثر من 25 مليار دولار) بحلول عام 2030. وسيقوم صندوق التنمية السعودي بتمويل مشاريع تنموية في القارة الأفريقية بقيمة إلى نحو 18.75 مليار ريال (5 مليارات دولار) حتى عام 2030. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تمويل الصادرات من السعودية إلى القارة الأفريقية حتى عام 2030 بتكلفة تبلغ نحو 37.5 مليار ريال (10 مليارات دولار).

ويؤكد الإعلان على أهمية استكشاف وتعزيز المصالح المشتركة، خاصة في مجالات مثل النقل والخدمات اللوجستية وتطوير الاتصال الجوي. ومن المتوقع أن تساهم هذه الشراكة الاقتصادية متعددة الأوجه في نمو وتنمية كل من المملكة العربية السعودية والدول الإفريقية، مما يعزز وضعًا مربحًا لجميع الأطراف المعنية.

وأعرب القادة عن امتنانهم للملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لاستضافة هذه القمة التاريخية، التي تعكس ريادة المملكة العربية السعودية في الشؤون الإقليمية والعالمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version