تقرير الجريدة السعودية

الرياض – في لحظة تاريخية ومنتظرة بفارغ الصبر، برزت الرياض منتصرة باعتبارها المدينة المضيفة لمعرض إكسبو العالمي 2030، بعد تصويت سري في الجمعية العامة الـ173 للمكتب الدولي للمعارض (BIE) في باريس.

هذا النصر الضخم يجعل العاصمة السعودية مركزًا للابتكار العالمي والتبادل الثقافي والتقدم للحدث المقرر عقده في الفترة من أكتوبر 2030 إلى مارس 2031.

وبموافقة ساحقة من 119 دولة، تفوق عرض الرياض على منافسيه بوسان وروما.

وينسجم هذا القرار بعمق مع رؤية ولي العهد ورئيس الوزراء محمد بن سلمان، ويمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية والاجتماعية المنصوص عليها في رؤية السعودية 2030.

وهنأ رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول المملكة العربية السعودية على اختيارها لاستضافة المؤتمر، متعهداً بدعم كوريا الجنوبية “للدولة الشريكة الرئيسية” من خلال تقاسم مواردها وخبراتها وأصولها.

أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أن معرض إكسبو الرياض 2030 هو معرض للعالم. وقال: “نحن نقدم تجربة تحويلية حقيقية تعالج التحديات التي نواجهها جميعًا في المستقبل”.

وأضاف الأمير فيصل: “نحن فخورون للغاية في المملكة العربية السعودية بتحقيق هذا النجاح، وقد تم التعبير عن ثقة أعضاء المكتب الدولي للمعارض بحزم من خلال التصويت بأغلبية الثلثين لصالح معرض إكسبو 2030 في الرياض”.

إن نجاح عرض الرياض لا يعكس الثقة الدولية في قيادة المملكة فحسب، بل يؤكد أيضًا التزامها بالتقدم والتنمية.

وأكد وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان على دور المعرض كمنصة عالمية لمشاركة الثقافة السعودية الأصيلة والتنوع المذهل في مختلف القطاعات.

وأعربت مندوبة المملكة العربية السعودية الدائمة لدى اليونسكو، الأميرة هيفاء المقرن، عن ثقتها في أن الرياض ستجذب جميع المشاركين في إكسبو 2030 وتفي بالوعود التي قطعتها الدول المشاركة.

وقالت الأميرة هيفاء للصحافيين إن “الدول صوتت بأغلبية ساحقة لصالح الرياض لأنها تؤمن بها وبما ستقدمه للعالم”.

وأضافت: «نحن مستعدون لاستقبال العالم في عام 2030، وحتى قبل ذلك، سنكون مستعدين. ستبدأ المشاريع والشراكات قبل عام 2030.

وعن العوائد المتوقعة للسعودية، قالت الأميرة هيفاء: “المملكة تريد أن تفي بدورها الدولي في دفع عجلة التنمية، سواء على صعيد التنمية المستدامة بشكل عام أو من خلال محاورها المتخصصة مثل حماية البيئة والصحة والتعليم والبحث العلمي، وغيرها من المجالات التي تريد المملكة دعمها عالميًا.

وأكدت كذلك: “سيأتي إلينا العالم ليتعرف على ثقافة المملكة وشعبها وشبابها، ويصبح شريكًا للرياض في دفع عجلة التنمية. سيكون مفيدًا للجميع.”

واختتمت الأميرة هيفا بقولها: “الخطط جاهزة، ومن اليوم تبدأ رحلة التنفيذ”.

وأعرب جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لمجموعة هيئة تطوير بوابة الدرعية، عن سعادته بمعرض الرياض إكسبو 2030، قائلاً: “سيعمل معرض الرياض إكسبو 2030 على توحيد العالم بروح مشتركة من التعاون والتعلم. وفي مدينة مليئة بالتراث والثقافة الوفيرة، ستتاح للزوار الفرصة لاستكشاف تاريخ المملكة المذهل ومعرفة المزيد عن عاداتها وتقاليدها الفريدة.

وأضاف إنزيريلو: “تقع الدرعية، مهد المملكة، على بعد 15 دقيقة فقط من وسط مدينة الرياض، وكانت موقع تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727.

“إنه مثال رائد على النظام البيئي الرائع للمشاريع العملاقة في المملكة، وسيوفر للسعوديين والزوار الدوليين على حد سواء فرصة للتواصل مع ثقافة المملكة العربية السعودية الرائعة ومعرفة المزيد عن جذور مجتمعها الحديث والديناميكي.”

يعكس معرض إكسبو العالمي 2030 الرؤية الوطنية الطموحة للمملكة العربية السعودية، وسعيها الدؤوب لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، ودورها المؤثر في المجتمع الإنساني التفاعلي.

ويعزز فوز الرياض باستضافة المعرض مكانتها كمركز عالمي للتقدم في المعرفة والعلوم والتكنولوجيا والإبداع والابتكار.

ومن المتوقع أن يجعل هذا الحدث من الرياض وجهة سياحية عالمية، مما يساهم في تعزيز مكانة المملكة في استضافة المنتديات العالمية البارزة.

وتهدف خطط المملكة لتنظيم نسخة استثنائية من المعرض في عام 2030 إلى المساهمة بشكل فعال في تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا للإنسانية.

ومن خلال منصة عالمية تسخر أحدث التقنيات، يسعى المعرض إلى جمع ألمع العقول لتحسين الفرص واقتراح الحلول للتحديات العالمية.

بينما يترقب العالم معرض إكسبو 2030 بفارغ الصبر، تقف المملكة العربية السعودية على مشارف تحقيق قفزة كبيرة على المستوى الوطني.

وسيسلط المعرض الضوء على الإمكانات الاقتصادية والتجارية للمملكة، وخلق فرص استثمارية وترسيخ مكانتها كدولة تنافسية ومؤثرة على الساحة العالمية.

وفي إطار التقليد الكبير لمعارض إكسبو الدولية، يعد معرض الرياض إكسبو 2030 بأن يكون عرضًا استثنائيًا للقيم الثقافية والاجتماعية للمواطنين السعوديين، وهويتهم المتميزة، وتاريخهم الغني، وحضارتهم، وتمسكهم بالقيم المجتمعية النبيلة.

ولا يعد المعرض احتفالاً بإنجازات المملكة فحسب، بل هو أيضًا التزام بتشكيل حاضر ومستقبل العالم من خلال الحوار والتواصل والاستقرار والتنمية.

وتعتمد الرحلة نحو معرض إكسبو 2030 على السجل المتميز للمملكة في المشاركة في معارض إكسبو الدولية السابقة، حيث شاركت كنوزها التاريخية وعجائبها الطبيعية وأنظمتها البيئية المتنوعة مع العالم.

وتعد استضافة الرياض لمعرض إكسبو 2030 فرصة لا مثيل لها لمواصلة هذا الإرث وتقديم تجربة استثنائية تحت شعار “عصر التغيير: معًا من أجل غد مستنير”.

ومع استعداد الرياض لصنع التاريخ باعتبارها المضيفة لمعرض إكسبو العالمي 2030، يمكن للعالم أن يتطلع إلى تجربة تحويلية وثرية تُظهر التزام المملكة بالتميز والابتكار والحوار الثقافي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version