اتفقت إيران و3 دول أوروبية (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) اليوم الجمعة، على مواصلة الحوار الدبلوماسي بعد محادثات “صريحة” في جنيف، وسط تصاعد التوترات بسبب برنامج طهران النووي وتعاونها العسكري مع روسيا، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

وجاءت المباحثات بمشاركة دبلوماسيين رفيعي المستوى من الدول الأربع، وناقشت قضايا رئيسة تتعلق بالنشاط النووي الإيراني، والتعاون العسكري الإيراني-الروسي، وتأثيرات الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط. ورغم عدم الكشف عن تفاصيل المحادثات، أكدت جميع الأطراف، في بيانات منفصلة على منصة “إكس”، التزامها بمواصلة الحوار الدبلوماسي في المستقبل القريب.

ووصف كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، المناقشات بأنها “صريحة” وشملت تقييم التطورات الثنائية والإقليمية والدولية. وقال إن إيران ملتزمة بالدفاع عن مصالح شعبها وتفضل طريق الحوار، وأنه “تم الاتفاق على مواصلة الحوار الدبلوماسي في المستقبل القريب”.

وسبق هذه المحادثات اجتماع مماثل في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي. وفي هذا السياق، شدد رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية ريتشارد مور خلال زيارة إلى باريس على أن طموحات إيران النووية تمثل “تهديدا أمنيا كبيرا” للعالم.

وأوضح مور أن “المليشيات الحليفة لإيران في الشرق الأوسط عانت من انتكاسات خطيرة”، لكنه أكد أن “الطموحات النووية لطهران تستمر في تهديد الجميع”.

وتتزامن هذه التطورات مع تحديات أخرى تواجه إيران، أبرزها عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ تبنى ترامب سياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران في بداية فترته الرئاسية السابق، وهذا يجعل عودته مصدر قلق إضافي لطهران.

الدفاع الأمريكية: برنامج إيران النووي تقدم بشكل ملحوظ بعد انسحابنا من الاتفاق

تصعيد نووي وتحذيرات غربية

وحذرت إيران من أنها قد تعيد النظر في عقيدتها النووية إذا فرضت الأمم المتحدة عقوبات جديدة. وجاء هذا التهديد بعد أن أدان مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر/تشرين الثاني، عدم تعاون طهران في الملف النووي. وردت إيران بإعلانها تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة لزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب.

وتخطط إيران -حسب تقرير سري- لتركيب 6 آلاف جهاز طرد مركزي جديد لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 5%، متجاوزة بذلك الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.

بدوره، أكد متحدث باسم الخارجية الألمانية أن هذا التصعيد “يسير في الاتجاه الخاطئ”، داعيا طهران إلى وقف التصعيد والتركيز على الدبلوماسية.

وفي سياق متصل قال رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية نيكولا ليرنر اليوم الجمعة إن الانتشار النووي الإيراني تهديد خطير في الشهور المقبلة، مضيفا أن فرنسا وبريطانيا تعملان على وضع إستراتيجيات للاستعداد لمثل هذا الأمر.

وأضاف في تصريحات أدلى بها في السفارة البريطانية في جنيف: “وكالاتنا تعمل جنبا إلى جنب لمواجهة ما يمثل -من دون شك- أحد أكثر التهديدات خطورة، ما لم يكن الأخطر على الإطلاق، في الشهور المقبلة وهو الانتشار النووي الإيراني المحتمل”.

يذكر أن الاتفاق النووي، الذي أبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، هدف إلى تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لمنعها من تطوير سلاح ذري. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق عام 2018 في عهد ترامب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، ما دفع الأخيرة إلى رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي نسبة قريبة من تلك المطلوبة لتطوير أسلحة نووية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version