15/2/2025–|آخر تحديث: 15/2/202511:58 م (توقيت مكة)
قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف تلقى اتصالا من نظيره الأميركي ماركو روبيو، وسط حديث عن اعتزام مسؤولين أميركيين بارزين بدء محادثات سلام مع مفاوضين روس وأوكرانيين في السعودية قريبا، في حين تستضيف باريس وميونخ اجتماعين لقادة أوروبيين بشأن أوكرانيا.
وأضافت الخارجية الروسية أن لافروف وروبيو أعربا عن التزامهما بالتعاون في حل الصراع بأوكرانيا وفلسطين، وأنهما اتفقا على إجراء اتصالات منتظمة والتحضير للقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب.
من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي إن المفاوضات قد تبدأ قريبا إذا كانت مقترحات أميركا مناسبة لروسيا.
وعلى صعيد متصل، نقل موقع بوليتيكو -السبت- عن مصادر مطلعة أن مسؤولين بارزين في إدارة الرئيس ترامب يعتزمون بدء محادثات سلام مع مفاوضين روس وأوكرانيين في السعودية خلال الأيام المقبلة.
وذكر تقرير بوليتيكو أن مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف سيسافرون إلى السعودية، مضيفا أن المبعوث الخاص للمحادثات الأوكرانية الروسية كيث كيلوغ لن يحضر.
وقال عضو مجلس النواب الأميركي مايكل ماكول إن “ما نما إلى علمه” هو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدعو للمشاركة، مشيرا إلى أن المحادثات تهدف إلى ترتيب لقاء بين ترامب وزيلينسكي وبوتين “لإحلال السلام في النهاية وإنهاء هذا الصراع”.
وذكر موقع وول ستريت جورنال أن مسؤولين أميركيين سعوا إلى طمأنة أوكرانيا بأنها ستكون حاضرة في المفاوضات مع روسيا.
ونقل الموقع عن دبلوماسيين أن روبيو قال لنظيره الأوكراني إن واشنطن لا تنوي إبعاد كييف عن المحادثات.
رفض أوكراني
وفي وقت سابق السبت، قال زيلينسكي إن أوكرانيا لن تقبل أبدا أي اتفاقات سلام يتم التوصل إليها خلف ظهرها أو بدون مشاركة كييف.
وأفادت أوكرانيا مرارا بأنها تريد التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا لوضع إستراتيجية مشتركة قبل أي اجتماع بين ترامب وبوتين.
واستمرت اليوم مفاوضات موازية بشأن صفقة للمعادن الأرضية النادرة بين أوكرانيا والولايات المتحدة. وفي هذا الشأن قال زيلينسكي إن مسودة واشنطن لم تتضمن الشروط الأمنية التي تحتاجها كييف.
وذكرت 3 مصادر إن الولايات المتحدة اقترحت الاستحواذ على 50% من المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها -خلال مؤتمر ميونخ للأمن– إن بلاده مستعدة لأن تناقش “بعمق” مع الولايات المتحدة كيفية المضي قدما في إنهاء الحرب مع روسيا، مضيفا أن الأمن على جانبي الأطلسي وأمن أوكرانيا لا ينفصلان.
وأضاف أن هناك “وصفة بسيطة للغاية لكيفية إنهاء الحرب.. (تتمثل في) زعامة الولايات المتحدة”.
تصريحات أميركية
أما المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، فقال إنه من السابق لأوانه القول متى ستكون خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن أوكرانيا جاهزة، لأن إدارة ترامب لم تتول السلطة سوى منذ 25 يوما.
وأضاف -في مؤتمر ميونخ للأمن- أنه من المهم إشراك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا. وتابع “سواء رضيت ذلك أم لا، يتعين عليك التحدث مع خصومك”.
وأشار كيلوغ إلى أن المحادثات قد تركز على تنازل روسيا عن أراض، واستهداف عائداتها النفطية، مضيفا أن القوى الغربية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لفرض العقوبات على روسيا بشكل فعال.
وتابع الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة ترغب في قطع تحالفات روسيا مع كوريا الشمالية والصين وإيران.
وكشف كيلوغ عن أن أوروبا لن تشارك مباشرة في مفاوضات السلام المزمع عقدها، “لكن مصالحها ستتم مراعاتها”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ترغب في تجنب مشكلات عمليات التفاوض التي تشمل عددا كبيرا من المشاركين.
وذكر أن أحد أسباب فشل مفاوضات السلام السابقة بين أوكرانيا وروسيا كان إشراك عدد كبير جدا من الدول في المسار، مؤكدا “نحن لن نسلك هذا الطريق”.
اجتماعان أوروبيان
من ناحية أخرى، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قادة أوروبيين إلى اجتماع في باريس يوم الاثنين، وفق ما أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي.
وقال سيكورسكي -عبر منصة إكس- إن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك “سيتوجه، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى اجتماع لقادة أوروبيين الاثنين. يتعين علينا أن نظهر قوتنا ووحدتنا”.
وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى محادثات بين “قادة أوروبيين بشأن اجتماع غير رسمي محتمل”، من دون تأكيد موعده.
وكان وزير الخارجية البولندي أعرب -في كلمة ألقاها السبت في مؤتمر ميونخ للأمن- عن أمله في أن يعالج هذا الاجتماع “بطريقة جدية للغاية” التحديات التي يواجهها الأوروبيون بسبب رغبة ترامب في الدفع نحو مفاوضات مع فلاديمير بوتين بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا.
وأشار إلى أن “مصداقية الولايات المتحدة رهن بكيفية إنهاء الحرب، وليس مصداقية إدارة ترامب فحسب، بل مصداقية الولايات المتحدة”، محذرا الرئيس الأميركي من أنه إذا أراد “الحصول على جائزة نوبل، فإن السلام يجب أن يكون عادلا”.
وبالتزامن، دعت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الحاضرين في ميونخ الأحد “من أجل تقييم الاتصالات الأخيرة مع المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين”.
وتحدث موقع وول ستريت جورنال عن أن مسؤولين أوروبيين يصيغون ردا على إدارة ترامب مفاده أنه “لتحقيق سلام بأوكرانيا فأنتم بحاجة لنا”.
وأضاف الموقع أنه قد لا يقر أي برلمان أوروبي نشر قوات بأوكرانيا إن لم تشارك أوروبا بصياغة السلام.