تقرير الجريدة السعودية

الرياض تتجه سوق الأسهم السعودية إلى تحقيق أعلى مستوى إغلاق سنوي لها منذ 18 عاما، بعد أن ارتفع مؤشرها الرئيسي، مؤشر تداول، بنحو 13.5 في المائة منذ بداية عام 2023 حتى نهاية العام.

ومحا السوق خسائر العام الماضي البالغة 7.1 في المائة، ويتجه إلى الإغلاق عند مستوى يتجاوز 11800 نقطة، وهو الأعلى منذ عام 2005 عندما وصل المؤشر إلى 16713 نقطة. وأغلق السوق التداول هذا العام يوم الأحد.

ودعمت السيولة التي تدفقت على السوق استمرار نشاط الطروحات، بالإضافة إلى إقرار مجموعة من التعديلات والإجراءات التنظيمية لرفع كفاءة بورصة المملكة وجذب الاستثمار.

ومن أبرز التعديلات التي تم تنفيذها هذا العام، تطبيق قانون الشركات الجديد ولائحته التنفيذية اعتباراً من بداية عام 2023، واعتماد القواعد المنظمة للاستثمار الأجنبي في الأوراق المالية، واعتماد قواعد الملاءة المالية المعدلة، وتعديل من اللائحة التنفيذية لنظام الشركات للشركات المدرجة، والسماح للأجانب بالاستثمار في القطاع العقاري بمكة المكرمة والمدينة المنورة. ألغت هيئة السوق المالية حصتها من عمولة تداول الصكوك والسندات، وأعلنت بدء تلقي طلبات الحصول على «قانون التداول البديل».

وتضاف التعديلات التنظيمية إلى إجراءات أخرى لزيادة كفاءة السوق، من بينها إطلاق أربعة مؤشرات جديدة، وهي مؤشر للشركات الكبيرة، ومؤشر للشركات المتوسطة، ومؤشر للشركات الصغيرة، ومؤشر للطرح الأولي. .

ويقول المحلل المالي محمد زيدان: «تعتقد الأسواق أن معدل النمو في السعودية للعامين المقبلين سيكون أفضل من الحالي، وهو ما سينعكس على أداء الشركات وبالتالي على السوق المالية». وقال إن أداء النفط خلال هذا العام لم يؤثر على المؤشر، مستشهدا بمعدل التقلبات في أسهم شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية، والتي كانت أقل بمقدار الثلث من تقلبات أسعار النفط.

كما يؤثر انخفاض أسعار الفائدة المعلنة في الأسواق العالمية على المستثمرين في السوق السعودية. وأضاف زيدان: “السوق تتوقع أيضًا خفضًا كبيرًا في سعر الفائدة بين البنوك (SIBOR) العام المقبل”.

لم يتباطأ نشاط الاكتتابات العامة الأولية في السعودية هذا العام بالوتيرة التي أثرت على معظم أسواق العالم، رغم الرياح المعاكسة التي عصفت بالأسواق المالية وأثارت العديد من المخاوف في الأسواق العالمية التي شهدت تراجعا كبيرا في حجم الاكتتابات العامة الأولية.

وبلغ إجمالي الطروحات الأولية للشركات في السوق السعودية هذا العام نحو 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار)، وهو ما يقل تقريباً عن ثلث قيمة الطروحات في السوق خلال العام الماضي، كما يعتبر الأدنى منذ العام الذي شهد تفشي جائحة فيروس كورونا، حيث بلغت قيمة الطروحات 5.3 مليار ريال.

وأشار ثامر السعيد، رئيس إدارة الأصول في رصانة كابيتال، إلى أن عدد الاكتتابات العامة الأولية خلال عام 2023 كان طبيعيا، وكانت نوعية الطروحات هي الأهم سواء من حيث الوزن أو القيمة أو التنوع القطاعي، حيث شهد السوق دخول قطاع جديد. وشهد تدفق السيولة من المستثمرين الأجانب أعلى المستويات، وستستمر الإقبال على الاكتتابات العام المقبل، بحسب السعيد.

ويتفق مازن السديري رئيس قسم الأبحاث في الراجحي المالية مع التوقعات السابقة، وقال إن مجموعة تداول قالت في نتائج أعمالها الربع سنوية إن أعداد المتقدمين للاكتتابات الأولية في تزايد، ويدعم ذلك حجم الوضع الحالي. التقييمات، وتوقعات نمو الأرباح، والاكتتابات العامة الأولية الناجحة الأخيرة، وهو ما يحفز على استمرار وتيرة العروض.

واعتبر أن التأثيرات المتعلقة بالتوترات الجيوسياسية تبقى لفترة محدودة، وتاريخياً فترة تأثيرها لا تتجاوز الأيام، وكذلك الأمر بالنسبة لتقلب أسعار النفط. وعلى الرغم من المقترحات التي أدخلت الشركات على قطاعات جديدة في السوق، يرى السديري أن القطاعات الحديثة مثل التكنولوجيا المالية والطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية هي من القطاعات التي يحتاجها السوق السعودي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version