|

أفادت تقارير صحفية أميركية بأن تأييد المسيحيين المتدينين -وخصوصا الإنجيليين البيض- للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة دونالد ترامب ربما فتر قليلا، لكنه لا يزال مفتاحا مهما من مفاتيح الفوز للرئيس السابق.

وخلال برنامج حواري على قناة “إم إس إن بي سي”، أثيرت تساؤلات بشأن انصراف بعض الناخبين الإنجيليين عن ترامب، وقال القس الإنجيلي دوغ باجيت إن هذا الفتور يبين أن افتقار المرشح الجمهوري إلى “دماثة الخلق” جعل كثيرين في المجتمع المسيحي يعيدون النظر في تأييدهم له.

وذكر القس باجيت أن سلوك ترامب يبتعد أكثر فأكثر عن قيم الناخبين المهمومين بالدين، مشيرا إلى أن منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس قد تتمكن من استمالة شريحة كبيرة من الإنجيليين البيض في بعض الولايات الرئيسة المتأرجحة.

من ناحية أخرى، سعت شخصيات بارزة من الجمهوريين ورجال الدين إلى طمأنة قاعدة ترامب المسيحية بأنه ما زال وفيا لقيمهم وتطلعاتهم، حتى وإن رفض فكرة الحظر الشامل للإجهاض في الولايات المتحدة، وحتى إن كان سلوكه لا يرقى إلى صورة “المسيحي الملتزم” في ظل الاتهامات الجنائية التي يواجهها وادعاءات الخيانة الزوجية.

وشدد رئيس المؤتمر الجمهوري الوطني مايكل واتلي خلال تجمع انتخابي على أن الجمهوريين ما زالوا مخلصين تماما لقيم العائلة، بصرف النظر عما يثار بشأن تصرفات ترامب ومواقفه.

الإنجيليون البيض يشكلون قرابة ربع المقترعين في الانتخابات الأميركية (الأناضول)

كتلة مهمة

ورغم تلك التحفظات، تشير استطلاعات الرأي إلى أن تأييد الإنجيليين البيض لترامب ما زال قويا، كما كان في انتخابات 2016 و2020.

وتوضح الصحفية في الإذاعة الوطنية العامة (إن بي آر) سارة ماكامون أن الناخبين الإنجيليين البيض هم فئة سكانية منكمشة، لكنهم يقبلون على التصويت بأعداد كبيرة، وبإمكان الجمهوريين التعويل على ولائهم.

وتنقل الصحفية الأميركية عن معهد الأبحاث الدينية العامة (بي آر آر آي) أن الإنجيليين البيض يشكلون أقل من 15% من إجمالي سكان الولايات المتحدة لكنهم يمثلون قرابة 25% من الأميركيين الذين يشاركون في الانتخابات.

وفي آخر اقتراعين رئاسيين، صوّت حوالي 80% من هؤلاء الإنجيليين البيض لمصلحة ترامب.

الاستطلاعات تشير إلى أن الغالبية العظمى من الإنجيليين لا تزال تؤيد ترامب (غيتي)

إيمان ترامب

لم يقصّر ترامب في مغازلة الإنجيليين البيض، إذ يدرك أهمية هذه الكتلة. وعقد أخيرا مؤتمرا انتخابيا مع عدد من القساوسة في ولاية كارولينا الشمالية، إحدى الولايات السبع المتأرجحة التي ستحسم السباق إلى البيت الأبيض.

وقال المرشح الجمهوري للحاضرين المتحمسين إن إيمانه اكتسب معنى جديدا بعد نجاته من محاولة اغتياله في يوليو/تموز الماضي، معربا عن اعتقاده بأن الرب قد أنقذه من أجل غاية معينة.

من جهة أخرى، قال القس تشاد هارفي، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة، إن الأوساط الإنجيلية تدرك تماما “هَنات” ترامب، لكنه يرى أنه “ليس أحد صالحا”، كما جاء في الكتاب المقدس.

وتابع قائلا “ندرك تماما مواطن الخلل فيه. وأعتقد أنه يجد صدى لدى الإنجيليين -بعيدا عن هذا الخلل الذي نعرفه جميعا- بسبب المنهج الذي يؤيده. أحببت أم كرهت.. هو أقرب إلى رؤيتنا للكتاب المقدس من الفريق الآخر”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version