تقرير الجريدة السعودية

الرياض – في تعاون رائد، مهدت المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية الطريق للنجاح المستقبلي من خلال الابتكار والاستثمارات الاستراتيجية.

صدر بيان مشترك بمناسبة اختتام زيارة الدولة التي قام بها الرئيس يون سوك يول إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدا على الالتزام المشترك بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وسلط البيان الضوء على مجالات التعاون الرئيسية، مؤكدا العزم على توسيع التعاون في مختلف القطاعات.

تعميق الشراكة الاستراتيجية

وخلال الزيارة، أجرى ولي العهد ورئيس الوزراء محمد بن سلمان والرئيس يون مناقشات تفصيلية حول تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والشؤون العالمية.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للنتائج الإيجابية التي أعقبت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية في عام 2022. ولتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما، تم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية، بهدف تنسيق المشاريع المشتركة بشكل فعال.

وأكد الرئيس يون دعم كوريا الجنوبية الثابت لرؤية المملكة العربية السعودية 2030، معترفًا بالتقدم المحرز تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأكد البلدان التزامهما تجاه لجنة الرؤية السعودية الكورية 2030، مؤكدين على دورها الحيوي في تعزيز الأهداف المشتركة.

التعاون الاقتصادي والاستثمارات

احتفل الجانبان بالنمو الملحوظ في حجم التجارة والتعاون الاقتصادي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1962. وإدراكًا لإمكانية تحقيق المزيد من التوسع، اتفقا على استكشاف الاستثمارات المتبادلة في مجالات مثل اقتصاد الهيدروجين، والمدن الذكية، والتنقل المستقبلي، الشركات الناشئة.

خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس يون، انعقد منتدى الاستثمار السعودي الكوري 2023، مما عزز المناقشات المتعمقة وفرص التعاون. وتم تسليط الضوء على الاستثمارات في قطاع التصنيع، بما في ذلك مصنع السيارات وحوض بناء السفن، باعتبارها نتائج ناجحة.

ولدعم التعاون الاقتصادي، تعهدت الدولتان بتشجيع الشركات والمستثمرين من خلال توفير الفرص والتسهيلات ومعالجة التحديات التي يواجهها القطاع الخاص. وتمت الإشادة بمبادرات مثل الصندوق المشترك والتعاون في مجالات الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة لدورها في تعزيز الابتكار.

واعتبر إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية ودول مجلس التعاون الخليجي أمرا حاسما لتعزيز التجارة الثنائية وتسهيل التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات.

التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات

وشدد البيان المشترك على أهمية تعزيز التعاون في مجال البناء والبنية التحتية. وقد أبرزت المشاريع البارزة، مثل مشروع أميرال الذي حصلت عليه شركة كورية، عمق التعاون. تشمل المساعي المستقبلية جهودًا مشتركة في المشاريع العملاقة في المملكة العربية السعودية مثل القدية، ومشروع البحر الأحمر، وROSHN، والدرعية، ومشاريع البنية التحتية الأخرى ذات الصلة.

واعترفت الدولتان بالحاجة إلى استمرار التعاون في مجالات مثل الدفاع والصناعة الدفاعية ومكافحة الإرهاب. وأعرب البيان عن الالتزام المشترك بتعزيز التنسيق في القضايا الأمنية ومكافحة الجرائم والتطرف.

التعاون في مجال الطاقة وتغير المناخ

وإدراكا لأهمية استقرار الطاقة، أكد البلدان على تعاونهما الاستراتيجي في مختلف مجالات الطاقة. وتم التوقيع على عقد مشروع مشترك لتخزين النفط الخام خلال زيارة الرئيس يون، مما يعزز تعاونهما في قطاع الطاقة.

وشدد الجانبان على التزامهما بمعالجة تغير المناخ ودعم المبادرات مثل مبادرة واحة الهيدروجين (H2Oasis). وأعرب البلدان عن التزامهما بتحقيق أهداف الحياد الكربوني ورحبا بجهود بعضهما البعض في هذا الصدد.

التبادل الثقافي والسياحة والأجيال القادمة

وسلط البيان المشترك الضوء على نجاح التقدم الذي حققته المملكة العربية السعودية في ظل رؤية 2030 والشعبية المتزايدة للثقافة الكورية في المملكة. وأعرب الجانبان عن التزامهما بتعزيز التفاهم المتبادل بين الأجيال القادمة وتعزيز تعليم وتعلم اللغتين العربية والكورية.

وشدد البلدان على أهمية توسيع التعاون في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والسياحة. ورحبوا بتوقيع اتفاقية بشأن الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الإقامة القصيرة، وتسهيل التبادلات بين الأفراد.

– تنويع التعاون في مجالات جديدة

واحتفل البيان المشترك بعلاقة التعاون الوثيقة في مجال الملكية الفكرية والإحصاءات. وأعرب البلدان عن حرصهما على تعزيز التعاون والتنسيق في دعم المبادرات الصحية العالمية، بما في ذلك التصدي للأوبئة والتحديات الصحية.

وفي مجال البنية التحتية، تم الاعتراف بإنشاء مركز التعاون الكوري السعودي في مجال البنية التحتية باعتباره علامة فارقة للتعاون المستقبلي. كما أعرب الجانبان عن التزامهما بتوسيع التعاون في مجال الشحن والموانئ والزراعة الذكية.

السلام والأمن الدولي والإقليمي

وأكد البلدان من جديد التزامهما بالتنسيق وتكثيف الجهود من أجل السلام والأمن الدوليين. وتناول البيان المشترك مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، معرباً عن دعم المبادرات الرامية إلى تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط وحل النزاعات ودعم الجهود العالمية لمكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل.

وفي الختام أعرب الرئيس يون عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، وأشار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أهمية الزيارة في تعزيز التعاون الثنائي. وأكد الزعيمان التزامهما بعقد اجتماعات منتظمة لمواصلة تطوير الشراكة الاستراتيجية ذات التوجه المستقبلي.

ويعكس البيان المشترك الرؤية المشتركة والالتزام بتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version