داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، مكتبتين فلسطينيتين بمدينة القدس المحتلة واعتقلت اثنين من أصحابهما بتهمة “الإخلال بالنظام”، في اقتحام هو الثاني لمكتبات مقدسية خلال أيام.

وقالت الشرطة الإسرائيلية على حسابها في منصة “إكس” باللغة العربية إنها “نفذت حملة تفتيش استهدفت مكتبتين في شرقي المدينة، يُشتبه ببيعهما كتبا تحتوي على مواد تحريضية”.

وأضافت أنها ضبطت خلال التفتيش، “كتبا ذات طابع قومي فلسطيني، بينها كتاب تلوين للأطفال يحمل عنوان من النهر إلى البحر”.

وأشارت إلى “توقيف شابين في الثلاثينات من العمر ونقلهما للتحقيق” وأنها ستطلب توقيفهما.

من جهتها ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية الاثنين، أن الشرطة الإسرائيلية داهمت الأحد، مكتبتين بمدينة القدس الشرقية وصادرت كتبا منهما، واعتقلت أصحابهما بتهمة بيع منشورات تتضمن “تحريضا على العنف”.

وأفادت الصحيفة بأن الشرطة قررت تغيير مسمى التهمة لأصحاب المكتبتين بدلا من “التحريض على العنف” إلى “الإخلال بالنظام”.

ونقلت عن أصحاب المكتبتين اللتين تتبعان سلسلة مكتبات معروفة -لم تذكرها- أن الشرطة استخدمت خدمة “غوغل للترجمة” وأخذت كل ما لا يعجبها من الكتب.

في حين أوضحت الصحيفة نقلا عن محامي (لم تسمه) أصحاب المكتبتين، أنه “لم يواجه من قبل حالة تم فيها احتجاز شخص طوال الليل للاشتباه في سلوكه غير المنضبط”، على حد تعبيره.

ومن جانبها، قالت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية في تغريدة جديدة لها على “إكس”، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت كلا من محمود وأحمد منى، وهما أصحاب المكتبة العلمية في شارع صلاح الدين بالقدس الشرقية.

وأكدت أن “سبب اعتقالهما يعود لبيعهما كتبا باللغة العربية، في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها على الشعب الفلسطيني بأكمله، من بينها ملاحقة واعتقال المثقفين”.

وأوضحت أن “محمود وأحمد منى، وهما شخصيتان معروفتان في المشهد الثقافي في القدس، يديران مكتبة تعليمية بالقدس الشرقية، وهي نقطة التقاء للنقاش الثقافي والسياسي في المدينة”.

في حين طالبت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية، إطلاق سراحهما فورا والكف عن اضطهاد المثقفين الفلسطينيين.

وتزامن ذلك مع احتجاج نشطاء من اليسار الإسرائيلي ضد قرار المحكمة، حيث تظاهر العشرات منهم أمام قاعة المحكمة اليوم حيث يجري النظر في تمديد اعتقال أصحاب المكتبتين.

وكانت قاضية محكمة الصلح بمدينة القدس أصدرت مذكرة تفتيش بناء على طلب الشرطة الإسرائيلية، إلا أن الأخيرة لم تجد أي دليل على التحريض، فوجّهت لأصحاب المكتبتين تهمة أخرى وهي الإخلال بالنظام.

من جهته قال مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في القدس إن شرطة الاحتلال اقتحمت أمس “المكتبة العلمية في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة، حيث قامت بتفتيشها وبعثرة محتوياتها، واعتقلت مالكيها الشقيقين محمود وأحمد مُنى، بزعم الإخلال بالنظام العام، كما صادرت جميع الكتب التي تحمل علم فلسطين”.

والأسبوع الماضي أغلقت قوات الاحتلال لمدة شهر، مكتبة القدس في سوق خان الزيت في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، واعتقلت مالكها هشام العكرماوي، بنفس الحجة وهي بيع كتب تعتبر “تحريضية”.

ووفق مركز معلومات وادي حلوة، تم اليوم الإفراج عن مالك المكتبة، “بشرط الحبس المنزلي وكفالة مالية”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version