حذّر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان من توسع الصراع خارج البلاد، وفي حين شدد على أن المفاوضات هي المسار الأفضل لإنهاء القتال، اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بـ”نكث العهود”.
وقال البرهان -في مقابلة مع قناة الجزيرة الإنجليزية- إن ما وصفها بالمجموعات المتمردة أتت من دول كثيرة في الإقليم، وحذر من أن الصراع سينتقل إلى تلك الدول إذا انتهى في السودان أو توسع خارجه.
واتهم البرهان حميدتي بـ”نكث العهود”، مطالبا بتصنيف هذه القوات منظمة “إرهابية”.
وقال البرهان إن حميدتي لم يلتزم بالتفاهمات التي توصل إليها الطرفان في مفاوضات جدة بالسعودية، وإن قوات الدعم السريع واصلت القتال في مدينة الجنينة غربي السودان، ومدن أخرى، وقرب القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم.
واعتبر البرهان أن “ما فعلته قوات الدعم السريع بالشعب السوداني مرارا وتكرارا يجعلهم إرهابيين، ويجب معاقبتهم”. وأوضح أن “ما ارتكبته تلك العصابات هو في الحقيقة جريمة ضد الإنسانية، وأعتقد أن تصنيفهم كتنظيم إرهابي سيحد من قوتهم وسيحد من التعاطف معهم”.
وقال البرهان إن الجيش السوداني يلزم نفسه بأخلاقيات القتال، ولا سيما في المناطق الحضرية.
وفي حديثه لقناة الجزيرة في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب رئيس مجلس السيادة عن رغبته في التوصل إلى حل سلمي لإنهاء القتال الذي أودى بحياة الآلاف وتشريد ملايين المدنيين.
وأشار إلى أنه سيتم البدء في التحضير لعملية سياسية شاملة في السودان تمهيدا لإجراء انتخابات بمجرد توقف القتال.
وأضاف البرهان أن الشعب السوداني قام بثورة عظيمة في عام 2019، ولديه أحلام وتطلعات، ويريد التمتع بالحرية والسلام والأمن، مؤكدا أن الجيش لن يعيق تطلعات الشعب في أن يستعيد ثورته ويتمتع بدولة مدنية.
وفشلت محادثات وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع، حيث اتهم كل جانب الآخر بارتكاب انتهاكات. لكن البرهان قال إن المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في جدة لا يزال من الممكن أن تنجح.
ومنذ اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان، قُتل نحو 7500 شخص، بينما اضطر نحو 5 ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار خصوصا مصر وتشاد.