قالت زوجة المواطن الأميركي – الروسي راسل بنتلي (64 عاما)، الذي يقاتل بجانب الانفصاليين المؤيدين للروس في دونيتسك شرقي أوكرانيا، إن زوجها اختفى منذ 8 أبريل/نيسان الجاري، موضحة أن الشرطة المحلية تقوم بعملية تحقيق في محاولة الكشف عن مصيره.

وحول تفاصيل الاختفاء، قالت لودميلا بنتلي في مقابلة خاصة للجزيرة إنها وصلت مع زوجها راسل الساعة الثالثة والنصف مساء تقريبا إلى مبنى بلدية بيتروفسكي في مقاطعة دونيتسك التي تسيطر عليها القوات الروسية.

وسمعا حال وصولهما أنباء عن تحركات مكثفة إثر وقوع قتلى وجرحى بسبب عمليات القصف، مما “دفع راسل للتطوع ومساعدة الضحايا بعد ذلك بقليل، بينما خفت من مرافقته وبقيت أنتظره في المبنى حين غادر الساعة الرابعة والربع تقريبا”.

وأضافت لودميلا الأوكرانية المنحدرة من دونيتسك، إنها فقدت الاتصال مع زوجها، المعروف أيضا باسمه الحركي “تكساس”، بعد الساعة الخامسة بقليل وظنت أن هذا ناجم عن انشغاله بإخلاء الضحايا، لكن انقطاعه عنها حتى الساعة السادسة أصابها بالقلق، فقررت البحث عنه.

وحال وصولها إلى مكان القصف، أكد لها شهود على أن شخصا لا يتحدث الروسية جيدا ولا يملك وثائق تم اختطافه بالقوة، بعد وضع قطعة قماش سواء على رأسه وتقييد يديه، وأخذه لوجهة غير معروفة ولأسباب ودوافع غير واضحة.

وتابعت لودميلا إنها وجدت سيارتهما في منطقة آفتوبازا، وبجانبها هاتف راسل محطما تماما وقبعته ونظارته، ولعدم امتلاكها المفاتيح، قررت أن ترجع في صباح اليوم التالي لأخذ السيارة، إلا أن شهود عيان أخبروها حال وصولها بأن شخصين كانا يرتديان زيا عسكريا أخذا السيارة قبل ذلك.

وبجانب الهاتف، كان مع راسل حقيبة تضم كل وثائقه: جوازه الروسي، وهويته العسكرية، ورخصة القيادة، وبعض بطاقات البنك الشخصية، بجانب سلاحه الفردي ورخصة حمله، بحسب لودميلا.

وفي وقت سابق، نشرت لودميلا على قناة راسل التي كان يديرها قبل اختفائه أنه اختطف من قبل جنود روس يتبعون لكتيبة دبابات، مطالبة بإطلاق سراحه.

وكان راسل الذي يعد نفسه شيوعيا قد انضم لجانب القوات الروسية لقتال أوكرانيا عام 2014، إلا أنه بعد ذلك قرر الانتقال للعمل الصحفي، وعمل مع وكالة “سبوتنيك” الرسمية وحصل على الجنسية الروسية.

زوجة راسل تقول إنه اختطف من قبل جنود روس (الجزيرة)

مصير متضارب

وحول البحث عنه، قالت لودميلا إنها تواصلت مع الشرطة التي فتحت محضرا بقضية جنائية، نُقلت الآن إلى لجنة تحقيق عسكرية، كما سلمتهم هاتف راسل بعد إصلاحه واستعادة محتوياته بشكل كامل، مؤكدة أنهم لم يتواصلوا معها بعد وما تزال تنتظر معلومات حول مصير زوجها ومكانه الآن.

وأكدت لودميلا أن المنطقة التي اختفى بها راسل منطقة مدنية مع بعض الوجود العسكري بكونها واقعة في دونيتسك التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية وأصبحت أحد خطوط القتال الرئيسية في الحرب الروسية – الأوكرانية.

وأضافت “أنا أنحدر من دونيتسك وعشت كل حياتي بها، وكان راسل يعيش معي منذ وصوله في ديسمبر/كانون الأول 2014، وقد عشنا في بيتروفسكي مرتاحين ومستقرين، وكان راسل يؤكد لي دوما على أن هذا وطنه ولا يريد أن يعيش بأي مكان آخر”.

من جانب آخر، قالت رئيسة تلفزيون “روسيا اليوم” التابع للكرملين مارغريتا سيمونيان إن “راسل بنتلي، المعروف بـ”تكساس”، الأميركي الحقيقي المنحدر من تكساس قد قتل في دونيتسك وهو يقاتل مع رجالنا”، دون أن تقدم أي معلومات إضافية حول تفاصيل مقتله.

بدورها، أكدت كتيبة “فوستوك” التي كان راسل يقاتل في صفوفها مقتل راسل، داعية “للانتقام من أولئك الذين قتلوه”، في إشارة إلى أنهم لم يكونوا من القوات الأوكرانية الذين كان “تكساس” يقاتلهم.

اختطاف المقاتل الأمريكي- الروسي وتضارب مصيره،
آخر ظهور لبنتلي كان في مبنى بلدية بيتروفسكي في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا (الجزيرة)

“يوميات مقاتل”

وكانت منصة الجزيرة 360 صورت وثائقيا مطولا مع راسل بنتلي ضمن برنامجها الجديد “يوميات مقاتل”، متتبعة مسيرته وتحولاته وأسباب اختياره القتال بجانب القوات الروسية.

وحول أسباب انضمامه للقتال في أوكرانيا، يقول راسل، الذي يصف نفسه بـ”الشاعر”، في الفيلم الذي تبلغ مدته ساعة تقريبا، إن الولايات المتحدة اليوم “محكومة بمجموعة من الفاشيين الأصليين والشركات الأوليغاركية، أعداء روسيا والإنسانية ككل”، ولذا كرس حياته للقتال ضدهم خصوصا بعد الغزو الأميركي في أفغانستان والعراق “بناء على كذبات، وارتكابهم جرائم ضد الإنسانية هناك”، بحسب تعبيره.

ويتتبع الفيلم حياة “تكساس” الصاخبة، منذ ولادته ونشأته في تكساس الأميركية لعائلة ثرية محافظة ومتدينة، وأثر التطورات التي مرت بها البلاد كحرب فيتنام واغتيال جون كينيدي، ثم قتاله مع الجيش الأميركي، وبعد ذلك سجنه لـ5 سنوات إثر عمله كمروج للمخدرات، وأخيرا وصوله إلى روسيا نهاية عام 2014، “لقتال الشر الحقيقي ونازيي القرن الحادي والعشرين” كما يقول.

من جانبه، قال ألكساندر كوروبكو، صديق راسل والمنتج في فريق التصوير، إنه تواصل مع راسل قبل اختطافه ببضعة أيام لتصوير مزيد من المشاهد معه ومع زوجته، مضيفا أنه -باستثناء الحرب المستمرة- لم يكن هناك تهديد محدد يحيط براسل.

وتابع كوروبكو بأن اختطاف راسل يظهر التحديات التي تواجه فرض النظام والقانون في منطقة دونيتسك التي اختطف بها بكونها “إحدى المناطق الرمادية” التي لا توجد بها سيطرة محددة، مؤكدا أنه وجميع من يعرف راسل يشعرون بالقلق الشديد تجاه اختطافه، بكونه “شخصية غير عادية”، ويحملون مشاعر الإعجاب والتقدير لـ”عمله الإنساني ومشاعره التي قام بها والأكثر الأهمية من عمله العسكري”.

ويأتي “يوميات مقاتل” ضمن البرامج الأولى الأصلية لمنصة “الجزيرة 360” الرقمية الجديدة، والتي تدخل بها عالم منصات “الفيديو تحت الطلب”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version