|

قال خليل الحية – نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي، إن حماس تخوض مفاوضات جادة من أجل وقف دائم لإطلاق النار وصفقة تبادل جادة وحقيقية، مشيرا إلى أن عدم تحقيق تقدم في تلك المفاوضات يرجع إلى التعنت الإسرائيلي.

وشدد الحية -في لقاء مع قناة الجزيرة- على تمسك حماس بوساطة قطر ومصر، وعدم الموافقة على أي شيء يتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني، كما أكد التمسك بالحق التاريخي في كل أرض فلسطين من البحر إلى النهر، مع الإشارة إلى الموافقة المرحلية بإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة وعاصمتها القدس الشريف.

وقال الدكتور الحية إن حماس تريد الوصول لوقف إطلاق نار دائم وانسحاب شامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والذهاب لصفقة تبادل جادة وحقيقية يتم من خلالها الإفراج عن جميع ما لدى الحركة من أسرى إسرائيليين أحياء إضافة إلى جثامين القتلى، مقابل إطلاق ما يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.

ولفت إلى أن المقترح المقدم من أميركا -والذي يعد تعديلا لمقترح إسرائيلي- لم يكن يلبي المطالب الأساسية للفلسطينيين، وعلى رأسها ضمان وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة، مضيفا “إذا ضمنت التصريحات الأميركية مع الوسطاء إمكانية الوصول لوقف إطلاق نار دائم فنحن نرحب بذلك”.

وشدد الدكتور الحية على أن حماس لم تغلق باب المفاوضات، وأنها لا تزال في قلبها، وموقفها جاد لتبادل الأفكار والمقترحات حتى الوصول للهدف المنشود، وهو وقف إطلاق النار، والانسحاب الشامل، وصفقة تبادل جادة وقوية، والذهاب بشكل طبيعي لعودة النازحين بلا قيد، وإعادة الإعمار، وإنهاء الحصار.

ولفت إلى أن حماس سلمت ردها على التعديل الأميركي يوم 13 أبريل/نيسان الجاري، ولم يصلها حتى الآن رد، معتبرا الحكم الأميركي على موقفها الذي لم يتغير “مستعجلا” بينما تغير الموقف الأميركي.

وأكد نائب رئيس حماس في غزة أن التعنت والرفض الاسرائيلي لوقف إطلاق النار هو السبب في عدم تقدم المفاوضات، لافتا إلى أن الحركة قدمت تنازلات تثبت جديتها في المفاوضات الجارية.

تنازلات من حماس

وفي إطار توضيحه لتلك التنازلات، أشار نائب رئيس حماس في غزة إلى أن الحركة كانت قد عقدت صفقة التبادل عام 2011 بإخراج جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني، بينما قدمت تصورها في هذه الصفقة بأن يكون مقابل كل جندي إسرائيلي 500 من الأسرى الفلسطينيين.

وأضاف بأن حماس تجاوبت بعدها مع الوساطات وقدمت تنازلا بقبول الإفراج عن كل مجندة إسرائيلية مقابل 50 من الأسرى الفلسطينيين، من بينهم 30 من أصحاب المؤبدات و20 من أصحاب الأحكام العالية، إلا أن الاحتلال لم يقبل بذلك.

وعاود الدكتور الحية التأكيد على أن الإشكال الأساسي يكمن في عدم قبول الاحتلال بوقف إطلاق دائم للنار، والانسحاب من قطاع غزة، مؤكدا استعداد حماس للتجاوب مع موقف واضح يضمن تلك الأمور.

وحول الضمانات المطلوبة، قال القيادي في حماس إنه من الطبيعي أن يكون الاتفاق مكتوبا ويشهد عليه الوسطاء والضامنون، وعلى رأسهم قطر ومصر، ومعهم الأميركيون والأتراك، إضافة إلى دولة كبيرة وازنة وهي روسيا، مضيفا “نريد ضمانة دولية حقيقية لهذا الاتفاق تلزم الطرفين بمقتضياته”.

وأشار الدكتور الحية إلى أن بعض التصريحات الإسرائيلية والأميركية تعكس وجود ضغط كبير وتشويه لدور قطر، وذكر بأن ذلك يهدف لأمرين، الأول الضغط على الدوحة للضغط على حماس، والثاني رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعطيل المفاوضات وإطالة أمد الحرب.

وساطة نزيهة جادة

وشدد نائب رئيس حماس في القطاع على تمسك الحركة بالوساطة المصرية والقطرية باعتبارها “نزيهة وجادة” حتى وإن اختلفت المواقف داخل جلسات المفاوضات، مؤكدا في ذات الوقت أن الوسيط لا يمكن أن يلزم طرفا بغير ما يقبل، وأنه لا يمكن الموافقة على شيء يتعارض مع المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني.

وحول الموقف من تهديد الاحتلال باجتياح رفح، أكد الحية أن الشعب الفلسطيني متجذر في غزة، مشيرا إلى عودة المئات من الفلسطينيين عبر معبر رفح إلى القطاع رغم الأوضاع الصعبة، وأن الغزيين يشددون على عدم القبول بصفقة لا تتضمن مطالبهم الأساسية.

وحول ما أثير بخصوص دولة تقوم على حدود 1967، قال الدكتور الحية إن حماس متمسكة بالحق التاريخي في كل أرض فلسطين ولا تتنازل عن ذلك، لكنها في هذه المرحلة تشارك عبر توافق وطني بالقبول بإقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة وعاصمتها القدس تضمن عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وحول القبول بتسليم سلاح المقاومة في حال قيام تلك الدولة، قال الحية إن سلاح المقاومة يمكن حينها أن يتحول إلى سلاح للجيش الوطني، مضيفا “مقدراتنا كحركة مقاومة هي ملك لشعبنا في حال التحرر الوطني، فإذا ما تحولنا لدولة فهذه المقدرات العسكرية ستتحول لبنيان الجيش الوطني والأجهزة الأمنية التي ستدافع وتحمي الدولة”.

وتابع نائب رئيس حماس في القطاع “القضية اليوم أن العالم غير قادر على تنفيذ قراراته وإلجام العدوان الاسرائيلي” لكن طوفان الأقصى خلف “واقعا جديدا يجبر الاحتلال ويدفع العالم كله لعودة الهدوء بالمنطقة بإعطاء الشعب الفلسطيني حقه كاملا”.

هدنة 5 سنوات

وكان الحية أكد ، في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس،  إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة 5 سنوات أو أكثر مع إسرائيل.

وذكر الحية أن حركة حماس مستعدة لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967.

وكشف أن الحركة ستقبل بدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة في الضفة الغربية وغزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرارات الدولية على حدود إسرائيل ما قبل عام 1967.

وأشار إلى أن حركة حماس تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال الحية إن جميع تجارب المناضلين ضد المحتلين عند الاستقلال وحصولهم على حقوقهم ودولتهم تبيّن أنهم تحوّلوا إلى أحزاب سياسية، والقوات المقاتلة المدافعة عن شعوبها تحوّلت إلى الجيش الوطني.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version