اعتبرت الرئاسة الفلسطينية إقرار الكونغرس الأميركي السبت مساعدات عسكرية بالمليارات لإسرائيل، تصعيدا خطيرا و”عدوانا على شعبنا الفلسطيني”، في حين اعتبرته إسرائيل “رسالة قوية إلى أعدائنا”.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، إن الدعم الأمني الأميركي لإسرائيل تصعيد خطير وضوء أخضر لها لتوسيع رقعة الحرب”.
وفي وقت سابق السبت، وافق مجلس النواب الأميركي على حزمة مساعدات بقيمة 26.4 مليار دولار لإسرائيل بأغلبية 366 صوتا مقابل 58.
وتابع المسؤول الفلسطيني أن ما أقره مجلس النواب الأميركي أرقام تترجم على شكل آلاف الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة، وآخرهم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، واعتبر أن استقرار فلسطين هو المدخل الوحيد الذي يؤدي إلى استقرار المنطقة والعالم.
واستنكر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية حزمة المساعدات، مما يشكك في مصداقية الولايات المتحدة بالوصول إلى الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ترحيب إسرائيلي
في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أن تصويت مجلس النواب الأميركي هو بمثابة “دفاع عن الحضارة الغربية”، وذلك على خلفية الحرب في غزة وتصاعد التوتر بينها وبين إيران.
بدوره، رحب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالخطوة الأميركية، وكتب على منصة إكس أن هذا التصويت “يثبت العلاقات الوثيقة والشراكة الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويوجه رسالة قوية إلى أعدائنا”.
من جانبه، قال وزير الدفاع يوآف غالانت “بينما تواجه إسرائيل تهديدات من 7 جبهات بما في ذلك إيران، تقف الولايات المتحدة إلى جانبها”.
وتعليقا على التصويت، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: “عندما تكون الولايات المتحدة قوية، تصبح إسرائيل أقوى، وعندما تكون إسرائيل قوية، تصبح الولايات المتحدة أكثر أمنا”.
وتابع على إكس أن الدعم الساحق من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل يشكل شهادة مذهلة على حقيقة أنها ليس لديها حليف أقرب من الولايات المتحدة، وأن واشنطن ليس لديها حليف أقرب من إسرائيل.
وقالت صحيفة هآرتس العبرية إن حصة المساعدات لإسرائيل سيتم استخدامها من بين أمور أخرى، لتجديد أنظمة الدفاع الصاروخي، القبة الحديدية ومقلاع داود، وشراء أنظمة أسلحة متقدمة، وتحسين إنتاج وتطوير المدفعية والذخيرة.
فيتو أميركي
ويوم الخميس الماضي استخدمت الولايات المتحدة سلطة النقض (الفيتو) لمنع تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القول إن السلطة الفلسطينية ستعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة.
وقال عباس -في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)- إن الاستخدام الأميركي للفيتو في مجلس الأمن الدولي “موقف مخيب للآمال، ومؤسف ومخزٍ وغير مسؤول وغير مبرر”، وحمّل واشنطن المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في المنطقة.
ورغم تصويت 12 دولة من أعضاء مجلس الأمن لصالح مشروع القرار، بينها روسيا والصين وفرنسا التي تملك سلطة النقض، وامتناع سويسرا وبريطانيا (تملك الفيتو) عن التصويت، كان استخدام واشنطن للفيتو ضد مشروع القرار كافيا لإسقاطه.
وتأتي هذه التطورات بينما تواصل إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حيث شنت المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى”، وخلفت الحرب أكثر من 100 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.