دمشق — أعرب أحمد الشرع، رئيس الإدارة السورية الجديدة، عن اعتقاده بأن البلاد سوف ترحب بعودة 14 مليون نازح سوري خلال عامين بعد انهيار نظام بشار الأسد.
وجاءت تصريحاته خلال مقابلة واسعة النطاق مع مخرج الأفلام الوثائقية جو حطاب، بثت يوم الأحد.
وأعرب الشرع عن تفاؤله لأن السوريين، الذين نزحوا بسبب سنوات من الصراع في ظل نظام البعث الذي يبلغ من العمر 61 عاما، بدأوا بالفعل في العودة إلى وطنهم.
وأضاف: “أنا واثق من أن 14 مليون سوري سيعودون إلى بلادهم خلال عامين. وسيبقى في الخارج ما بين مليون إلى 1.5 مليون فقط”.
وأدان إرث القمع الذي خلفه النظام المخلوع، موضحًا بالتفصيل كيفية استخدام مؤسسات الدولة كسلاح ضد السكان من خلال تكتيكات مثل التعذيب والقتل المستهدف.
وتعهد الشرع بفصل جديد لسوريا يتمحور حول العدالة والإنصاف.
وحدد الشرع نهجا شاملا لإعادة بناء سوريا، مؤكدا على الحاجة إلى مؤسسات عامة قوية وتخطيط متسق عبر الأهداف القصيرة والمتوسطة والطويلة الأجل.
وأكد أن تعزيز الدولة ضروري لتمكين المواطنين وتحقيق الاستقرار الدائم.
واعترف الزعيم بأن الشفاء الاجتماعي سيتطلب وقتا وجهدا ولكن يمكن تحقيقه من خلال التعليم والمصالحة.
وأشاد بصمود الشعب السوري وتصميمه، قائلاً: “السوريون مرفوعون برؤوسهم في كل مكان. لقد غيرنا مجرى التاريخ”.
واحتفل الشرع بالوئام الاجتماعي الجديد في سوريا، ونسب إليه الفضل في خلق إجماع غير مسبوق.
وقال: “لأول مرة في سوريا، سيعيش الناس معاً بالحب”، مشدداً على أهمية الانتقال من الحماسة الثورية إلى بناء الدولة.
وبينما كان الشرع يدعو إلى المصالحة وسياسة العفو، فقد رسم خطوطاً حازمة فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة في ظل حكم الأسد. ولن يكون المتورطون في التعذيب أو البراميل المتفجرة أو المجازر مؤهلين للحصول على العفو. وأعلن أن “النصر بلا انتقام هو هدفنا”.
وفر الأسد، الذي حكم سوريا منذ ما يقرب من 25 عامًا، إلى روسيا بعد سيطرة القوات المناهضة للنظام على دمشق في 8 ديسمبر.
أنهى الاستيلاء السريع عقودًا من حكم حزب البعث، حيث استولى مقاتلو هيئة تحرير الشام على المدن الرئيسية في أقل من أسبوعين.
ويقود الشرع الآن إدارة جديدة، ويركز على تعزيز المصالحة الوطنية والعدالة والوحدة لإعادة بناء البلد الذي مزقته الحرب.
وأضاف: “الثورة اكتملت، وحان الوقت لإعادة بناء أمتنا”، معطياً الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً لجميع السوريين. — الوكالات