تقرير الجريدة السعودية

الدوحة – ووقعت السعودية وقطر عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، منها تلك الخاصة بالتعاون المشترك بين البنكين المركزيين في البلدين، والتعاون في مجال شؤون الشباب والرياضة. وتم توقيع الاتفاقيات بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان لحضور اجتماع قمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاجتماع السابع لمجلس التنسيق السعودي القطري.

وفي بيان مشترك صدر في ختام زيارة ولي العهد، أعربت السعودية وقطر عن قلقهما العميق إزاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، والجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي. كما أكد البلدان مجددا عزمهما على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات الحيوية.

وعقد اجتماع مجلس التنسيق السعودي القطري برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأعرب ولي العهد والأمير عن ارتياحهما للنتائج والمخرجات والمبادرات الإيجابية والتوافق الذي توصلت إليه اجتماعات اللجان الفرعية للمجلس والتي أسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات. مجالات. كما أكدوا أهمية مواصلة دعم وتطوير أنشطة المجلس ولجانه الفرعية والتنسيق الدائم بين الجانبين للمساهمة في تعزيز فعاليته.

وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في كلمته، إن العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تطوراً وتعاوناً سريعاً على كافة الأصعدة. وأضاف أن مجلس التنسيق السعودي القطري سيكون أحد أهم وسائل الاتصال والتنسيق بين البلدين التي تجسد هذه العلاقات الراسخة، وأنه من الضروري أن نسعى بكل جدية لتعميق وتوسيع مجالات التعاون الثنائي بشكل بما يحقق النهضة المستقبلية والنمو المستدام للبلدين وشعبيهما. وهنأ الشيخ تميم في كلمته ولي العهد السعودي بمناسبة فوز المملكة العربية السعودية بترشيحها لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030، وترشيح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034. وأشاد الأمير بولي العهد، وأكد دعم قطر لاستضافة هذين الحدثين العالميين.

وأعربت السعودية وقطر، في البيان المشترك، عن قلقهما البالغ إزاء الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، والجرائم الوحشية التي يشهدها القطاع والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين العزل، بينهم أطفال ونساء وشيوخ. وشددوا على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وحماية المدنيين وفقا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وشدد البلدان على أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه المجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية والضغط على إسرائيل لوقف هجماتها الغاشمة ووقف التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرين أن ذلك انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. القانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية.

وشدد الجانبان على ضرورة تمكين المنظمات الإنسانية الدولية من القيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، وخاصة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ودعم جهودها. الجهود في هذا الصدد. وشدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفق مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وبما يضمن حل الدولتين. للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

من جانبه، ثمن الجانب القطري استضافة المملكة للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض، والقرارات التي أسفرت عن التوصل إلى موقف جماعي موحد للدول العربية والإسلامية تجاه التطورات الراهنة في فلسطين، مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة. جهود وقف العدوان على غزة. ثمن الجانب السعودي الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة قطر، بما في ذلك نجاح الوساطة التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق التهدئة الإنسانية في غزة، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة. قطاع غزة، والإفراج عن المعتقلين، ومواصلة سعيها للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان أهمية الدعم الكامل للجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وأعربا عن تقديرهما للجهود الدولية لتعزيز الالتزام بالهدنة. كما أكدوا أهمية انخراط جميع الأطراف المعنية بشكل إيجابي مع الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية.

وشدد الجانبان على أهمية التزام طرفي الصراع في السودان بوقف إطلاق النار. كما لفتوا إلى المبادرة السعودية التي توجت بالتوقيع على إعلان جدة في مايو 2023، والترتيبات الإنسانية في إطار القانون الدولي الإنساني الموقعة في الشهر نفسه من أجل إنهاء الصراع الدائر في السودان والعودة إلى الحوار السياسي. بين كافة الأطراف المعنية.

رحب الجانب القطري بالاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وأعرب عن أمله في أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. أمور. كما دعا الجانبان إيران إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالاستخدام السلمي لبرنامجها النووي.

وعلى الصعيد السياسي المشترك، قال البيان إن السعودية وقطر أعربتا عن ارتياحهما للمستوى المتقدم الذي وصلت إليه المشاورات السياسية والذي يعبر عن عمق العلاقة الأخوية القائمة بينهما. وشددا على أهمية مواصلة توطيد وتعزيز التعاون والتشاور السياسي بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي الشأن الأمني ​​والعسكري، أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الأمني ​​والعسكري بما يسهم في دعم أمن واستقرار المنطقة، بالإضافة إلى توطيد التعاون في مجالات التدريب والابتعاث العسكري وتبادل الخبرات والمساعدات. بناء شراكات في المجالين الأمني ​​والعسكري.

وعلى الصعيد الرياضي، أشاد الجانبان بالتنسيق الذي تم بينهما خلال استضافة قطر لكأس العالم 2022. وعلى الصعيد الثقافي والسياحي والترفيهي، أشاد الجانبان بالتنسيق والتعاون القائم بين البلدين في هذه المجالات، من خلال تبادل الخبرات والتنسيق في إعداد الملفات الثقافية المشتركة وتعزيز التعاون بين البلدين فيما يتعلق بالتسجيل على المستوى الثقافي والسياحي والترفيهي. قائمة التراث المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). كما اتفق الجانبان على المشاركة في المهرجانات والفعاليات الثقافية بين البلدين، وعقد الندوات الثقافية المشتركة، وتحسين طرق وصول السياح الدوليين إلى البلدين.

وفي المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، أكد الجانبان على أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية وتطوير العمل المشترك لتنويع وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. هذا بالإضافة إلى تسهيل انسيابية الحركة التجارية والتغلب على أية تحديات قد تواجهها، واستثمار الفرص المتاحة في إطار رؤية المملكة 2030 ورؤية قطر الوطنية 2030 وتحويلها إلى شراكات ملموسة في كافة المجالات لدول المنطقة. بما يعود بالنفع على اقتصاد البلدين وشعبيهما. كما أكدا أهمية رفع وتيرة التعاون الاستثماري ودعم فرص التكامل الاقتصادي في عدد من القطاعات المستهدفة في البلدين.

وفيما يتعلق بالاستثمار والطاقة والبنية التحتية، أكد الجانبان أهمية بحث سبل توسيع الشراكات الاستثمارية بينهما، والتعاون المشترك في تشجيع وتطوير الاستثمار وتمكين ريادة الأعمال والتكنولوجيا من خلال الجهات المعنية في البلدين، وإطلاق البرنامج السعودي- المبادرة القطرية للمهارات الرقمية بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية ونظيرتها القطرية.

كما أعربا عن رغبتهما في مناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، بما في ذلك الكهرباء وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، ومستقبل النقل وتقنياته الحديثة، والربط عبر السكك الحديدية بين البلدين، والزراعة والأمن الغذائي. المنفعة المشتركة لاقتصادي البلدين. وفي المجال الإعلامي اتفق الجانبان على إقامة شراكة استراتيجية بين وزارة الإعلام السعودية والمؤسسة القطرية للإعلام في كافة القطاعات الإعلامية ذات العلاقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version