وصل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني إلى الأردن اليوم الثلاثاء في أول زيارة رسمية له للملكة، وبحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي قضايا تهريب السلاح والمخدرات واللاجئين السوريين والتعاون الاقتصادي.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد الصفدي أن الأردن وسوريا اتفقا على تشكيل لجنة أمنية مشتركة لتأمين حدودهما ومكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات بالإضافة إلى التعاون لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال إن العبء على الإدارة السورية الجديدة ثقيل وعلى المجتمع الدولي والدول العربية معاونتهم في مهمتهم، مشيرا إلى أن استقرار سوريا وأمنها يعد استقرارا للأردن ولأمنه، وأن بناء سوريا مصلحة أردنية.

وأفاد الصفدي بأن بلاده تقف إلى جانب الشعب السوري وتؤكد على وحدة وسيادة سوريا.

وقال إن المباحثات المتبادلة عكست حرصا مشتركا على بناء علاقات تعاون تعكس العلاقات التاريخية بين البلدين.

ولفت إلى أن الإدارة الجديدة في سوريا تواجه تحديات كبيرة ويجب إعطاؤها الوقت لمواجهتها، قائلا إنها لا تتحمل مسؤولية بما يتعلق بتهريب المخدرات إلى الأردن.

وأبدى الصفدي استعداد بلاده لتوفير الكهرباء لسوريا بشكل فوري، مؤكدا العمل من أجل تحقيق ذلك بأسرع وقت ممكن، من خلال اجتماعات بين الأعضاء في وزارة النفط والطاقة السوريين ونظرائهم في الأردن.

وزير الخارجية الأردني: الأردن يحترم إرادة الشعب السوري ونقف إلى جانبه في إعادة بناء بلده

إجابة عن التساؤلات

من جانبه، قال الشيباني -خلال المؤتمر الصحفي- إن زياراته إلى دول المنطقة تأتي للإجابة عن أي تساؤلات بشأن الدولة السورية الجديدة، مؤكدا الحرص على القيام بمزيد من الزيارات للدول العربية لتأكيد استعادة سوريا دورها الفاعل.

كما تعهد ألا يشكل تهريب المخدرات تهديدا للأردن مجددا في ظل الإدارة الجديدة، قائلا إن الوضع الجديد في سوريا أنهى التهديدات التي كانت تواجه الأردن وعلى رأسها تهريب الكبتاغون.

وشدد على أن البلدين لديهما فرصة حقيقية لتحقيق تعاون مستدام ينعكس إيجابيا عليهما، وأضاف “نعمل على الوفاء بالتزامات سوريا وتحقيق سيادة شعبها وتحقيق الاستقرار للمنطقة بأسرها”.

خلال مباحثات بين الوفد السوري والجانب الأردني بخصوص شؤون الطاقة (مواقع التواصل)

الوفد السوري

ورافق الشيباني في زيارته وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب ووزير النفط والثروة المعدنية غياث دياب، ووزير الكهرباء عمر شقروق.

وأتت الزيارة في إطار جولة إقليمية استهلها وزير الخارجية السوري بالسعودية ثم قطر ثم الإمارات لتوطيد العلاقات.

وزار الصفدي في 23 ديسمبر/كانون الأول دمشق وأكد بعد لقائه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، مشيرا إلى أن “إعادة بناء سوريا أمر مهم للأردن وللمنطقة ككل”.

يذكر أن الأردن واجه تحديات وتهديدات كبيرة خلال السنوات الماضية نتيجة الوضع في سوريا، إذ عانى من عمليات تهريب السلاح والمخدرات لا سيما حبوب الكبتاغون.

وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومترا. وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، ووفقا للأمم المتحدة، هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن.

كما تمثل سوريا تاريخيا شريكا تجاريا مهما للأردن، ولكن الحرب فيها أدت إلى تراجع حجم التجارة بين البلدين من 617 مليون دولار عام 2010 إلى 146.6 مليون دولار عام 2023، لذا يمثل التغيير في سوريا فرصة للبلدين لاستعادة العلاقات التجارية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version