تقرير جريدة سعودي جازيت

الرياض – تتمتع المملكة العربية السعودية بتراث ثقافي غني، حيث تتميز كل منطقة بتقاليد فولكلورية مميزة تنسجم مع البيئة الطبيعية.

ومن بين هذه الفنون العرضة السعودية، وهي رقصة جماعية فولكلورية شهيرة لا تشتهر فقط بعروضها الجميلة ولكن أيضًا بالأغاني المصاحبة لها والتي تحمل أهمية تاريخية وثقافية.

ترمز العرضة إلى الرابطة الدائمة بين القيادة والشعب، ويؤديها الرجال تعبيراً عن الولاء والحب لوطنهم.

تقليديا، كان يتم أداء العرضة استعدادا للحرب، حيث يقوم أمير الجيش بفحص جنوده لتقييم استعدادهم للمعركة. وقد تم تصميم هذا الأداء المهيب والمتوازن لتعزيز معنويات المقاتلين وإثارة العزيمة والشجاعة، وخاصة بين الفرسان. وفي وقت لاحق، أصبح عملاً احتفاليًا للترحيب بالجنود المنتصرين العائدين من المعركة.

وتحتل العرضة مكانة مهمة في تاريخ توحيد المملكة، الذي قاده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي أدرك أهميتها الثقافية قبل أن يطلق جهود توحيد الأمة. وتتميز العرضة السعودية بالجلال والوقار، حيث تصطف صفوفها بانتظام، وترفع أعلامها، وتتخذ سيوفها مشهداً بصرياً مذهلاً، وتوحدها الملابس التقليدية.

تشمل العناصر الرئيسية للأرداة العلم والمحراب وصفوف المؤدين والأبيات الشعرية التي تُلقى والطبول والأسلحة والأزياء المميزة. ومع انتقال المملكة إلى فترة من الأمن والأمان، تطورت الأرداة إلى تعبير بهيج ورمز ثقافي فخور، وغالبًا ما يتم أداؤها خلال المناسبات الرسمية وللترحيب بضيوف الدولة المهمين.

يتضمن أداء العرضة مجموعتين: منشدي قصائد الحرب والطبول، مع وجود حامل علم بينهما. يبدأ المنشدون بترديد أبيات شعرية حماسية، بينما يقدم الطبالون مرافقة إيقاعية بينما يرفع المشاركون سيوفهم. يبدأ الأداء بـ “الحوربة” أو “الشوباش”، التي يعلنها شاعر قوي يجمع المؤدين في صفين متقابلين، يتألفان عادة من 40 إلى 50 مشاركًا. يجب أن تكون الصفوف متوازنة، حيث يمسك المؤدون بأيديهم أو يشكلون دائرة أثناء تلاوة الأبيات معًا.

يبدأ الجانب المادي بـ”النظر”، حيث ينحني المؤدون يمينًا ويسارًا وهم ثابتون. ومع تلاوة النصف الثاني من القصيدة، تتدحرج الطبول، وتتأرجح الصفوف في حركة ثني الركب، في تزامن مع رفع أو خفض السيوف. يتم استخدام نوعين من الطبول: “التخمير” الكبير و”التثليث” الصغير، المغطى بجلد الإبل والمزين بخيوط ملونة. يؤدي عازفو الطبول حركات منسقة، مما يعزز المشهد البصري.

وتتضمن التقاليد أيضًا عرضًا للخيول يُعرف باسم “الحدوة”، حيث يقدم الفارس نفسه بالهتافات أثناء ركوبه، فيظهر الفخر والحماس قبل الانضمام إلى المؤدين. والملابس التي يرتديها السعوديون في العرضة السعودية نابضة بالحياة ومطرزة، وتتميز بملابس مثل الدقلة والسديري والزبون والشلهت، وغالبًا ما يتم تزيينها بالسيوف أو البنادق.

حظيت العرضة باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مما يعكس التزامه بتاريخ المملكة وتراثها الثقافي. وقد تأكد هذا الاهتمام من خلال إدراج العرضة في ديسمبر 2015 في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي وإنشاء المركز الوطني للعرضة السعودية في عام 2017 في دارة الملك عبد العزيز. ويهدف هذا المركز إلى تعزيز الثقافة والهوية الوطنية ودعم الفنون الشعبية في المملكة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version