أعلنت السعودية نجاح موسم الحج هذا العام وذلك بالتزامن مع أداء الحجاج المتعجلين طواف الوداع بالكعبة المشرفة أمس الجمعة بينما ينتهي من آثر إلقاء الجمرات في ثالث أيام التشريق اليوم السبت.
وقال وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل في بيان له أمس “يسرني أن أعلن عن نجاح خطط الحج الصحية لهذا العام، وخلوّه من أي تفشّيات أو مهددات على الصحة العامة، مع ما شهده هذا الموسم من عودة لأعداد الحجيج لما كانت عليه قبل الجائحة”.
وأرجع الوزير نجاح الخطط إلى “التكامل بين جميع الجهات الحكومية والاستعداد المبكر، والتميز في إدارة الحشود، والاستعداد لأي طارئ”، وأضاف أن المنظومة الصحية جهزت 354 منشأة صحية، شارك في تقديم الخدمات بها أكثر من 36 ألف طبيب وممارس صحي مدعومين بـ7600 متطوع.
وأوضح الجلاجل أن عدد الذين تلقوا الخدمات الصحية فاق 400 ألف حاج، كما تم إجراء 50 عملية قلب مفتوح، و800 قسطرة قلبية، إضافة إلى ما يزيد على 1600 جلسة غسيل كلوي.
وأشار إلى تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من 4 آلاف حاج، والتعامل مع أكثر من 8 آلاف إصابة متعلقة بأشعة الشمس والإجهاد الحراري، مثنيًا على دور جهود التوعية في تقليص عدد الحالات. وختم جلاجل بيانه بشكر كافة الجهات التي تعاونت في توعية الحجيج وتقديم الخدمات لهم، متمنيًا للحجاج رحلة عودة سعيدة إلى بلدانهم.
متعجلون ومتأخرون
ويواصل المتأخرون من حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت أداء مناسك الحج برمي الجمرات في مشعر منى غربي السعودية، تأسّيا برسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بينما أدى المتعجلون من الحجاج طواف الوداع حول الكعبة المشرفة بمكة المكرمة أمس.
ويستمر رمي الجمرات 3 أيام في أيام الحج، ويمكن أن يتم في يومين.
وسبق أن خصصت السعودية مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات لضمان انسيابية حركة الحجيج. وشيد مشروع الجمرات الذي أقامت السعودية في السنوات الماضية أدواره المتعددة بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي.
ويأتي رمي الجمرات وفق النصوص الإسلامية تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم عليه السلام في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه.
والاثنين الماضي، بدأت أول أيام الحج الستة بيوم “التروية”، وتلاها التوجه إلى مشعر منى ثم الصعود إلى جبل عرفات بالركن الأعظم في المناسك، قبل أن يبدأ الحجاج نحر الأضاحي والعودة لرمي الجمرات في أول أيام العيد لمدة 3 أيام.
وأعلنت السعودية أن إجمالي عدد حجاج هذا العام سجل أكثر من 1.8 مليون حاج بينهم أكثر من 184 ألفا من الداخل، من أكثر من 150 دولة.
ويعد موسم 2023 أول حج يشهد عودة كاملة للحجاج منذ جائحة كورونا، إذ بلغ عدد الحجاج في الموسم الماضي 899 ألفا و353، بينما اقتصر موسم الحج لعام 2021 على مشاركة 60 ألفًا فقط من داخل المملكة، وشهد موسم عام 2020 نحو 10 آلاف من داخل السعودية فحسب، مقارنة بنحو 2.5 مليون في 2019 من كل أرجاء العالم.