شهدت انتخابات البرلمان الألماني مفاجآت مدوية حيث أدت لصعود حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي يتبنى سياسة ضبط الحدود وترحيل المهاجرين غير النظاميين.
ووفقا لحلقة 2025/2/24 من برنامج “شبكات”، فإن هذه النتائج لن تحدد مستقبل ألمانيا فقط وإنما مستقبل أوروبا كلها، رغم أن الحزب الذي تقدم على 29 حزبا منافسا لن يشكل الحكومة منفردا.
وحصل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي على 29% من مقاعد البوندستاغ (البرلمان)، وهذا يعني أنه سيحتاج إلى تشكيل ائتلاف حكومي من الأحزاب المتوافقة معه في وجهات النظر.
وينادي الحزب -وفق ما ورد في حلقة شبكات- بضبط الحدود وتشجيع الهجرة الاقتصادية وترحيل المهاجرين غير النظاميين.
لكن المفاجأة الأكبر في هذه الانتخابات، كانت الفوز الكاسح لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، وهو حزب معادٍ للهجرة ومناهض لأوروبا ولليورو، فضلا عن تقاربه مع روسيا.
وبناء على هذه النتائج، سيتولى فريدريك ميرتس -زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي- منصب المستشار الألماني، وهو رجل معروف بموقفه الصارم من الهجرة.
وخلال السنوات الماضية، انتقد ميرتز سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل التي سمحت بموجة لجوء كبيرة عام 2015، ودعا إلى ترحيل المهاجرين غير النظاميين. كما أنه يؤيد تعزيز العلاقات مع إسرائيل، ويتبنى موقفا داعما لأوكرانيا.
وفي واشنطن، عبّر الرئيس دونالد ترامب عن سعادته بفور ميرتس، وكتب على منصة تروث سوشيال المملوكة له “إنه يوم عظيم لألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وكما هي الحال في الولايات المتحدة، سئم الشعب الألماني من الأجندة غير المنطقية، خصوصا في ما يتعلق بالطاقة والهجرة”.
اليمين يتوقع مزيدا من الصعود
كما أعربت أليس فايدل -زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)- عن سعادتها بالنتائج التي حققها حزبها في الانتخابات وقالت: “نعم، لدينا النتائج وقد حقق حزب البديل من أجل ألمانيا نجاحا تاريخيا”.
وأضافت “لقد حققنا أفضل نتيجة في تاريخ حزبنا ونحن سعيدون جدا بذلك. لقد ضاعفنا نتائجنا في 3 سنوات منذ الانتخابات الفدرالية الأخيرة وهذا نجاح مذهل بالنظر إلى أن حزبنا عمره فقط 12 عاما”.
كما قالت فايدل إن أحدا في أوروبا “لم ينجح في إثبات نفسه كحزب شعبي في وقت قصير كهذا.. نحن حزب الشعب، نحن مستقرون، ثاني أقوى حزب في ألمانيا، ونحن في صعود”.
وشهدت مواقع التواصل بعض التعليقات على هذه النتائج التي قالت سارة عثمان إنها “تعكس انفصالا في عقلية الألمان الشرقيين عن نظرائهم الغربيين، كأن البلاد لم تتوحد.
وكتبت سارة: “كأن المانيا ما اتحدت، عقلية الشرق ظلت شرقا والغرب ظل الغرب، الفارق الوحيد انو جدار برلين سقط بس العقلية لأ”.
كما قال ماهر دهمان: “إذا استمر الوضع هيك (هكذا) رح يشكل حزب البديل الحكومة لحاله (وحده) خلال الانتخابات القادمة بعد 4 سنوات، هذا إذا ما طلعت أحزاب يمينية أشد تطرفا منه”.
أما أحمد الشهابي فكتب: “حزب البديل لازم يشكر المجرمين جماعة السكاكين والدهس.. لولا هالمجرمين بحياتهم ما كان وصلوا إلى هذه النتيجة”.
تصويت لافت
وأخيرا، قال ياسر كفافي إن التحليل العمري لنتائج انتخابات ألمانيا هام جدا، مضيفا: “ما زال الأكبر سنا أكثر تقليدية وهذا طبيعي، لكن ضخامة تصويت جيل الوسط لليمين المتطرف إنذار شديد للمستقبل”.
لكن كفافي كتب أيضا أن الشيء الأكثر إيجابية في هذه الانتخابات “هو جيل الشباب بين 18 و24 عاما الذي انحاز يسارا بوضوح”.
وتفتح هذه النتائج أبواب التساؤلات واسعة بشأن أوضاع اللاجئين في ألمانيا وخصوصا السوريين؛ فقد علقت برلين منذ سقوط بشار الأسد أكثر من 40 ألف طلب لجوء لسوريين كانوا ينتظرون البت في طلباتهم.
واليوم، يبدو أن أوضاع طالبي اللجوء سيكون أكثر صعوبة بالنظر إلى الحكومة المقبلة التي سيتزعمها رئيس الحزب المسيحي الحر المناهض بقوة للمهاجرين غير النظاميين.