تقرير الجريدة السعودية

الرياض – أعلنت المملكة العربية السعودية عن إنشاء المركز الوطني لأشباه الموصلاتوالتي تهدف إلى جذب أكثر من مليار ريال سعودي (266.6 مليون دولار) رأس المال الاستثماري والأموال في التكنولوجيا العميقة. ويأتي ذلك في إطار الجهود المبذولة لإنشاء 50 شركة لتصميم الرقائق التي تشهد طلباً كبيراً مع نمو الذكاء الاصطناعي.

المركز الوطني لأشباه الموصلات تم إطلاقه خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى مستقبل أشباه الموصلات 2024 في الرياض يوم الأربعاء. المحور ويهدف إلى تعزيز التصميم المحلي للرقائق الإلكترونية، ودعم 50 شركة متخصصة في تقنيات تصميم الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات.

وتسعى المملكة العربية السعودية من خلال مبادرة المركز الوطني لأشباه الموصلات إلى استقطاب 25 خبيراً عالمياً في أشباه الموصلات بهدف تقديم الرؤية والمشورة والتوجيه. وتعمل المملكة على أن تكون مركز تجمع للأسواق العالمية، وأهم ما يميزها في مجال أشباه الموصلات هو موقعها الاستراتيجي، بحسب الرئيس التنفيذي لشركة رابيد سيليكون الدكتور نافيد شيرواني، الذي سيترأس المركز الجديد. يُشار إلى أن شركة العلات التي أطلقها ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان في فبراير 2024، هي الأساس الوطني لتصنيع أشباه الموصلات.

نظمت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، الملتقى على مدى يومين، تحت عنوان “تمكين ابتكارات السيليكون”.

حضر الجلسة الافتتاحية وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة المدينة م. عبدالله السواحه وزير الاستثمار م. خالد الفالح، ورئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي د.عبدالله الغامدي، ورئيسة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن د.إيناس العيسى. كما حضر الحفل عدد من المسؤولين وصناع القرار ونخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال أشباه الموصلات.

ويركز المنتدى على خلق بيئة عمل متكاملة للشركات المتخصصة في تصميم أشباه الموصلات، وتوفير فرص عمل عالية الجودة. وتم خلال المنتدى الإعلان عن العديد من المبادرات الطموحة لتعزيز مكانة المملكة العالمية في مجال أشباه الموصلات، وتعزيز الاقتصاد الرقمي، وتطوير المواهب المحلية في هذا المجال الحيوي، وإحداث تغييرات تحويلية في منطقة الشرق الأوسط.

أعلن الدكتور منير الدسوقي، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، عن إنشاء مركز القدرات الوطني لأشباه الموصلات (NCCS) خلال الجلسة الافتتاحية. يوفر هذا المركز للباحثين والخبراء إمكانية الوصول إلى مختبرات الغرف النظيفة المتقدمة التي تمتد على مساحة تزيد عن 3600 متر مربع في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. ويهدف إلى إنشاء شبكة بحثية للجامعات المحلية والعالمية والقطاعين العام والخاص لإجراء البحوث المتخصصة في صناعة تصميم الرقائق الإلكترونية. الهدف النهائي هو تحقيق أولويات وتطلعات البحث والتطوير والابتكار الوطنية.

وقال الدكتور الدسوقي إن المركز سيوفر موارده للباحثين من أكثر من 30 جامعة سعودية. وسيساعد ذلك في تطوير الخبرات في مجال إنتاج الرقائق الإلكترونية من خلال تدريب 500 باحث وطالب على تقنيات أشباه الموصلات كل عام. كما أعلن عن برنامج ماجستير مشترك جديد في مجال أشباه الموصلات بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وجامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس (UCLA). ويهدف البرنامج إلى تقديم تعليم عالي الجودة لتخريج محترفين ماهرين في صناعة أشباه الموصلات وتوفير تعليم أكاديمي مكثف وتدريب عملي بنسبة 35 بالمائة في مختبرات الغرف النظيفة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وينتهي بحصولهم على درجة أكاديمية. وقال إن البرنامج يساهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 من خلال تأهيل الباحثين والباحثات في تخصصات تكنولوجيا المستقبل.

كما أعلن الدكتور الدسوقي عن فتح باب التسجيل للدفعة الأولى من برنامج حاضنة أشباه الموصلات (Ignition) وهو الأول من نوعه في المنطقة. وهو مصمم لجذب رواد الأعمال الطموحين من جميع أنحاء العالم، وتعزيز تطوير الشركات الناشئة المحلية والدولية، وتحقيق التقدم التقني في صناعة أشباه الموصلات، والمساهمة في النمو الاقتصادي الوطني.

وفي كلمته كشف الدكتور محمد العتيبي المشرف العام على هيئة البحث والتطوير والابتكار (RDIA) عن أبرز ملامح المركز الوطني لأشباه الموصلات. وقال إن المركز يخطط لتدريب وتوظيف 5000 مهندس لتصميم الدوائر المتكاملة. علاوة على ذلك، سيوفر البرنامج الوطني لتطوير التكنولوجيا (NTDP) منتجات دعم تزيد قيمتها عن 150 مليون ريال سعودي للشركات ضمن هذه المجموعة.

وأكد الدكتور العتيبي أن المركز سيلعب دورًا حيويًا في تعزيز الصناعات المحلية، ودعم البحث والابتكار، وتعزيز بيئة متطورة لتعزيز مكانة المملكة في صناعة أشباه الموصلات. وأكد البروفيسور توني تشان، رئيس كاوست، أن المنتدى يمثل التعاون الاستراتيجي بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. كما يسلط الضوء على حرص المملكة على هذه الصناعة وإمكاناتها في خلق مستقبل واعد. وشدد البروفيسور تشان على التزام الجامعة بتطوير قدرات بحثية وابتكارية عالمية المستوى في مجال أشباه الموصلات لتمهيد الطريق لمستقبل مشرق لتحقيق رؤية السعودية الطموحة 2030.

وخلال حديثه في المؤتمر، ناقش البروفيسور شوجي ناكامورا، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2014، كيفية استخدام اختراعه “تقنية الليزر VCSEL” في الاتصالات قصيرة المدى، وأجهزة استشعار السيارات، وأدوات التعرف على الوجه في الهواتف الذكية. واستضاف المنتدى على مدى يومين ثماني جلسات علمية. وركزت هذه الجلسات على جوانب مختلفة من صناعة أشباه الموصلات في المملكة. وناقش المشاركون المشهد العام لأشباه الموصلات في المملكة لاستكشاف الفرص وتشكيل المستقبل، والتميز الرائد في أشباه الموصلات في المملكة، والمبادرات الاستراتيجية لتعزيز صناعة أشباه الموصلات وفرص التوطين، فضلاً عن دور أشباه الموصلات في استكشاف الفضاء، واتصالات الجيل السادس. البحث وما بعده، وتطوير وتصنيع أشباه الموصلات في المملكة.

كما ناقش المشاركون التطورات الجديدة في تقنيات الضوئيات والكم، ودور الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات في تقنيات الإضاءة، والتقدم التقني في تغليف أشباه الموصلات وتطبيقاتها. كما ناقش الحضور أهمية أجهزة الاستشعار المتكاملة واستخداماتها في إنترنت الأشياء، والرقائق الإلكترونية في السيارات الكهربائية، ومساعي المملكة لتوطين وتطوير صناعة الرقائق الإلكترونية. ويهدف ذلك إلى ترسيخ مكانة مرموقة للمملكة في هذا المجال عالمياً، نظراً لجهود الدولة في توطين ابتكارات السيليكون ومكانتها المفضلة من حيث الموارد البشرية والقدرات العلمية والاقتصاد والجغرافيا مقارنة بالدول الأخرى.

وتضمن الملتقى معرضا ضم 20 شركة محلية وعالمية. وعرض المعرض أحدث التطورات في مجال أشباه الموصلات والملصقات البحثية المتعلقة بهذا المجال

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version