بواسطة أنس اليوسف

الرياض – في عام 2023، برزت المملكة العربية السعودية كلاعب دبلوماسي محوري على المسرح العالمي، مما يمثل عامًا من التحالفات الاستراتيجية واستضافت سلسلة من مؤتمرات القمة العالمية المهمة.

لم يكن هذا الصعود الملحوظ في الدبلوماسية الدولية دليلاً على النفوذ الجيوسياسي المتنامي للمملكة فحسب، بل كان أيضًا بمثابة إشارة إلى حقبة جديدة في نهج سياستها الخارجية.

شهد العام 2019 تنقل المملكة العربية السعودية في تضاريس إقليمية ودولية معقدة بمهارة وخفة حركة، وأظهرت قدرتها على إدارة الأزمات وتعزيز الحوار عبر مجموعة واسعة من القضايا العالمية.

فمن تنظيم عمليات إجلاء واسعة النطاق في مناطق النزاع إلى التوسط في المصالحات الدبلوماسية التاريخية، اتسمت تصرفات المملكة بمزيج من البصيرة الاستراتيجية والبراعة الدبلوماسية.

وسط مشهد من التحالفات المتغيرة والتحديات الناشئة، أكد دور المملكة العربية السعودية كداعم للمناقشات الحاسمة ووسيط في النزاعات الدولية التزامها بالاستقرار والتعاون.

وبينما شهد العالم ظهور هذه المساعي الدبلوماسية، عززت المملكة مكانتها كلاعب رئيسي في تشكيل الأجندة العالمية.

واستضافت المملكة على مدار أشهر العام عدة مؤتمرات دولية مهمة.

وفي أغسطس/آب، استضافت جدة اجتماعا بشأن الأزمة الأوكرانية، حضره مستشارو الأمن القومي من حوالي 40 دولة.

ثم في أكتوبر/تشرين الأول، انعقدت قمة تاريخية أولى بين مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

ورداً على التطورات في غزة، انعقدت قمة عربية إسلامية استثنائية في الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي للتصدي للعدوان الإسرائيلي.

وأعقب ذلك قمة سعودية أفريقية، واختتم العام بقمة سعودية روسية بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرياض.

استئناف العلاقات السعودية الإيرانية

في 10 مارس/آذار، أعلنت المملكة العربية السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية، مع خطة لإعادة فتح السفارات والبعثات الدبلوماسية في غضون 60 يومًا، بعد محادثات بوساطة صينية.

وشدد البيان الثلاثي على أهمية احترام سيادة الدولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وأُعيد فتح السفارات رسميًا في وقت لاحق من العام، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المملكة العربية السعودية للمرة الأولى منذ استئناف العلاقات للمشاركة في القمة العربية الإسلامية حول غزة.

جهود الإجلاء السعودية في السودان

وفي أبريل/نيسان، ومع تصاعد الوضع فجأة في السودان، قامت المملكة العربية السعودية بحشد أسطولها البحري في مبادرة حظيت بإشادة عالمية.

أعلنت وزارة الخارجية السعودية، إجلاء أكثر من 5 آلاف شخص من 100 دولة، بينهم 184 سعوديا، وسط اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ووصفت هذه بأنها واحدة من أكبر عمليات الإخلاء الناجحة على مستوى العالم.

قمة الخليج وآسيا الوسطى

وفي استمرار للحوارات الاستراتيجية والسياسية، استضافت جدة في يوليو/تموز قمة لقادة مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى الخمس (C5).

وشددت القمة على تعزيز الحوار الاستراتيجي والتعاون السياسي بين الجانبين، وتعزيز الشراكات في مختلف المجالات بما في ذلك الحوار السياسي والأمني، والتعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز التبادلات الشعبية.

اجتماع جدة حول الأزمة الأوكرانية

واستضافت جدة محادثات السلام بشأن الأزمة الأوكرانية في أغسطس. وحضر الاجتماع، الذي ترأسه عضو مجلس الوزراء السعودي مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد العيبان، مستشارو الأمن الوطني من نحو 30 دولة.

قمة الخليج والاسيان

وفي سابقة تاريخية، التقى قادة 16 دولة خليجية وآسيوية في الرياض في أكتوبر/تشرين الأول. وتم إطلاق خطة عمل مشتركة للأعوام 2024-2028 لرسم خارطة طريق واضحة وتعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للمنطقتين.

القمة السعودية الإفريقية

وفي إطار مواصلة سياستها الخارجية النشطة، استضافت المملكة العربية السعودية قمة سعودية أفريقية في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني.

واختتمت القمة بالتزام الجانبين بتطوير التعاون والشراكة في التنمية ووضع أسس التكامل القاري من أجل مستقبل مستدام.

وأعلن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، إطلاق مبادرة الملك سلمان للتنمية في أفريقيا خلال القمة، والتي تهدف إلى إقامة مشاريع وبرامج تنموية في جميع أنحاء القارة بقيمة تزيد على مليار دولار على مدى عشر سنوات.

القمة العربية الإسلامية الاستثنائية

ونظرا لخطورة الوضع عقب العدوان الإسرائيلي على غزة، دعت المملكة العربية السعودية إلى عقد قمة عربية إسلامية استثنائية في الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر.

وشاركت في القمة أكثر من 57 دولة، والتي اختتمت بقرارات مهمة، من بينها كسر الحصار الإسرائيلي على غزة، والتأكيد على ضرورة وقف الحرب وإنهاء الاحتلال.

القمة السعودية الكاريبية

كما استضافت الرياض قمتها الأولى مع المجموعة الكاريبية (كاريكوم) في نوفمبر/تشرين الثاني. وتهدف القمة إلى تعزيز الشراكات في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة والطاقة والسياحة وغيرها من المجالات بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.

وصدر بيان سعودي كاريبي مشترك، أكد على المصالح المتبادلة والعلاقات الودية، واستكشاف سبل توسيع وتطوير الشراكات، بما في ذلك في مجالات التعليم والصحة والتعاون البحري والاتصالات والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي وأمن الطاقة واقتصاد السياحة.

القمة السعودية الروسية

وقبل نهاية عام 2023، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المملكة العربية السعودية، حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وركزت المحادثات على المصالح المشتركة والقضايا التي تهم البلدين والشرق الأوسط والعالم.

وشدد البلدان على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، واتفقا على أن الأمن والاستقرار في فلسطين لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين.

كما اتفقوا على تعزيز التعاون الدفاعي والأمني، وأثنوا على التعاون الوثيق داخل أوبك لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version