أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -اليوم الثلاثاء- بأفراد من قوات الجيش والأمن الروسية التي شاركت في إنهاء تمرد قوات فاغنر، بينما أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وصول رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين إلى روسيا البيضاء.

وقال بوتين أمام نحو 2500 من أفراد قوات الأمن والحرس الوطني والجيش الذين احتشدوا في ساحة بمجمع الكرملين إن شعب روسيا وقواتها المسلحة وقفا كتفا بكتف أمام تمرد مجموعة فاغنر.

وأضاف بويتن -خلال احتفال لتكريم الجنود المشاركين في مواجهة التمرد- أن التمرد العسكري لو نجح لفقدت روسيا الكثير من إنجازات العملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا.

وأكد الرئيس الروسي أن تمويل مجموعة فاغنر كان يقع على عاتق الحكومة الروسية وخصوصا وزارة الدفاع، مشيرا إلى أن تمويل هذه الشركة كلف ميزانية الدولة 86 مليار روبل في غضون عام واحد، وهو ما يعادل مليارا و100 مليون دولار.

وكان من بين الحضور وزير الدفاع سيرغي شويغو، الذي كانت إقالته من بين مطالب مقاتلي فاغنر أثناء التمرد.

وطلب بوتين من الحضور أيضا الوقوف دقيقة صمت حدادا على طيارين من القوات الروسية قُتلوا أثناء التمرد. وأسقط مقاتلو فاغنر عدة طائرات أثناء زحفهم صوب موسكو، رغم أنهم لم يواجهوا مقاومة على الأرض.

ما مصير مجموعة فاغنر المسلحة بعد التحرك الأخير لها تجاه موسكو؟

إسقاط تهم فاغنر

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، قالت وكالة الإعلام الروسية إن جهاز الأمن الفدرالي أسقط التهم الجنائية بحق يفغيني بريغوجين قائد فاغنر وآخرين على صلة بالتمرد المسلح الذي نفذته المجموعة السبت الماضي، وانتهى خلال ساعات بموجب اتفاق توسط فيه رئيس بيلاروسيا.

وكان إسقاط التهم من البنود الرئيسية للاتفاق الذي يسمح لمقاتلي فاغنر بالتوجه إلى بيلاروسيا، لكن شكوكا أثيرت بشأنه بعدما قالت وكالات الأنباء الرئيسية الثلاث في روسيا أمس إن القضية الجنائية لم تغلق.

في السياق نفسه، نقلت وكالة ريا نوفوستي عن “الدفاع” الروسية أن مجموعة فاغنر تستعد لتسليم معداتها العسكرية الثقيلة إلى الوزارة.

وفي سياق متصل، عقد بوتين اجتماعا لبحث تبعات التمرد مع المدعي العام ووزيري الداخلية والدفاع ومدير جهاز الأمن الفدرالي ورئيس الحرس الوطني.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن رئيس الحرس الوطني الروسي فيكتور زولوتوف قوله إن الحرس -الذي لا يملك دبابات- سيُجهز بأسلحة ثقيلة ودبابات، مشيرا إلى أنه ناقش الأمر مع الرئيس بوتين.

في الوقت نفسه، نقلت وكالة تاس عن زولوتوف قوله إن مقاتلي فاغنر ما كانوا ليتمكنوا من السيطرة على موسكو حتى لو وصلوا إليها.

وقال الكرملين اليوم إن “التفاف المجتمع الروسي حول بوتين في أعلى مستوياته”.

وشدد على أن حل أزمة التمرد يعود بشكل أساسي لجهود الرئيس بوتين و”إرادته في منع تطور الأحداث نحو السيناريو الأسوأ”.

مصير بريغوجين

وفي تطور جديد، نقلت وكالة بيلتا الرسمية للأنباء عن رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو قوله اليوم الثلاثاء إن بريغوجين موجود الآن في روسيا البيضاء.

ووصلت طائرة بريغوجين اليوم إلى روسيا البيضاء قادمة من روسيا، وذلك بعد 3 أيام من وقف تمرده على نحو مفاجئ بينما كان مقاتلو المجموعة يزحفون صوب العاصمة موسكو.

وتضمّن اتفاق توسّطَ فيه لوكاشينكو السبت الماضي والذي أنهى تمرد فاغنر في روسيا، أن يتوجه بريغوجين إلى روسيا البيضاء بينما جرى منح رجاله خيار الانضمام إليه أو الاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية.

وقال لوكاشينكو أيضا إن وزير دفاعه فيكتور خرينيكوف أخبره بأنه لا يمانع في وجود وحدة مثل فاغنر في جيش روسيا البيضاء. وأصدر لوكاشينكو تعليمات لوزير الدفاع بالتفاوض مع بريغوجن بشأن هذه المسألة.

تحذيرات لوكاشينكو

من جهة أخرى، صرح رئيس بيلاروسيا بأنه أعطى أوامر لكل قادة جيشه بالاستعداد القتالي الكامل خلال الأحداث الأخيرة في روسيا.

وفي تصريحاته اليوم، ذكر لوكاشينكو أن المعارضة البيلاروسية كانت مستعدة للقيام بتمرد -وفق وصفه- على خلفية الأحداث في روسيا.

ورأى لوكاشينكو أنه “إذا ما سقطت روسيا سنبقى تحت الأنقاض وسننتهي جميعا”، وأشار إلى أن التوتر بين فاغنر والجيش الروسي لم يُعالج كما يجب.

وقال أيضا إن بيلاروسيا ترى بوضوح “موجة جديدة لتوسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتراكما غير مسبوق لإمكانات دول الحلف بما في ذلك قرب حدودنا”. وأضاف أن خطر اندلاع صراع عالمي لم يكن من قبل قريبا كما هو اليوم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version