|

هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة والكيفية التي تدير فيها دبلوماسيتها، كما هاجم الغرب وسياساته، وأوضح أن بلاده تعمل على خلق عالم متعدد الأقطاب، مشيرا إلى أن أوروبا تواجه مأزقا اقتصاديا كبيرا، وأن دعمها لأوكرانيا سيكون على حساب مواطنيها.

وفي كلمته خلال اليوم الختامي لفعاليات نادي “فالداي” بسوتشي خاطب بوتين الولايات المتحدة قائلا أن خطابها مع الدول يكون من منطلق التوجيه والاستعلاء من قبيل “عليك أن” “ولا بد من” و”نحذرك بجدية”، “من أنتم على كل حال؟ أي حق تملكون لتحذير أي أحد؟ ربما آن الأوان لتتخلصوا من غطرستكم، وتتوقفوا عن التصرف بتلك الطريقة مع العالم”.

مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “اتخذت نهج الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية، وحتى الأخلاقية”، إلا أن العالم معقد أكثر مما هو متوقع، كي يدار من طرف واحد.

وتطرق الرئيس الروسي إلى حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة لافتا إلى أن بعض الناس توقعوا بعد انتهاء “الحرب الباردة أن تعمل روسيا لمصلحة الآخرين.. لم يستمع ولم يرغب أحد في الاستماع إلينا”، مشيرا إلى أن “الغرب يحتاج دائما إلى عدو يسوّغ القتال ضده بالقوة والتوسع”.

شيطنة الصين ومعاداة المسلمين

اتهم بوتين الغرب -كذلك- بشيطنة الصين و”خلق مناخ معاد للمسلمين”، مضيفا “أنهم يحاولون إلصاق صورة العدو بكل من لا يُبدي استعدادا للحاق بالنخب الغربية”.

وشدد على أن الزمن الذي كان يملي فيه الغرب إرادته على الدول الأخرى، كما في حقبة الاستعمار، “ولّى منذ وقت طويل”، ولن يعود “أبدا”.

وأشار إلى أن روسيا تنظر إلى كل الحضارات بعين المساواة، وأنها مستعدة “للتعاون البناء”، بينما “نسي الغرب معنى المساواة، ويصور أي دولة تقف ضده عدوا”، وضرب بالصين والهند والدول العربية مثالا على ذلك.

كما تعهد خلال خطابه بمواصلة العمل على “تأسيس نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب”، مضيفا من كنا نسميهم شركاءنا في الغرب بدؤوا في التوجه نحو الهيمنة والاحتكار، ومحاولة إخضاع الآخرين”.

أوكرانيا وأوروبا

على صعيد آخر، شدد بوتين مجددا على أن روسيا لم تبدأ حرب أوكرانيا لكنها أطلقت “عملية عسكرية خاصة” لوقف الحرب الحقيقية المستمرة منذ 10 سنوات “في دونباس بالدبابات”، على حد قوله.

وأوضح أنه كان من الضروري على بلاده الرد على التهديدات الغربية، وأن ما فعلته روسيا هو محاولة “إنهاء الحرب التي شُنّت ضدنا”.

وكشف أن أوكرانيا “خسرت أكثر من 90 ألف جندي منذ بدء هجومها المضاد”، في أوائل يونيو/حزيران الماضي.

كما تطرق الرئيس الروسي في كلمته -التي سعى من خلالها إلى تأكيد أن بلاده دولة كبرى، ولا يتمكن تخطيها في أي من الملفات الدولية- إلى الوضع الاقتصادي في أوروبا، وتأثير الحرب في أوكرانيا على دول القارة.

وأوضح أن هناك ركودا في معظم الدول الأوروبية لا سيما في الدول الصناعية، واصفا الوضع هناك بأنه “صعب للغاية”، وأن الصناعيين ينتقلون من أوروبا إلى الولايات المتحدة، مما يعمّق المأزق الأوروبي.

وقال بوتين، إنه وفقا للإحصاءات الأوروبية، فإن “مستوى المعيشة ينخفض”، وأنه “قد انخفض بالفعل بنسبة 1.5%”، مشيرا إلى أن “أوروبا تستطيع مساعدة أوكرانيا، ولكن على حساب معيشة مواطنيها”.

وبعد أكثر من عام ونصف العام على الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي فرضت على روسيا، رأى بوتين أن بلاده “لا تزال قادرة على مواجهة كلفة هجومها العسكري”، مؤكدا “حتى الآن، نتدبر أمورنا بشكل جيد. لدي أسباب للاعتقاد أننا سنكون قادرين -أيضا- على مواجهة المستقبل”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version