طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء قيادة الجيش بمواصلة تقدمها السريع واستعادة كامل أراضي مقاطعة كورسك في أقرب وقت، وفي حين أعلنت كييف قبولها وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، يستعد مسؤولون أميركيون لزيارة موسكو على أمل أن توافق روسيا على هذا المقترح.

وقال بوتين في تصريحات بثها التلفزيون الروسي خلال زيارته لمركز قيادة العمليات في كورسك إنه يتوقع أن تنجز كل المهمات القتالية التي تخوضها القوات الروسية، وأن يتم قريبا تحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل، مشيرا إلى أنه يجب التفكير في إنشاء منطقة عازلة داخل منطقة سومي الأوكرانية، المتاخمة لكورسك، لدرء أي توغلات أوكرانية محتملة في المستقبل.

وقال الرئيس الروسي إن المواطنين الأجانب الذين يقاتلون مع القوات الأوكرانية الذين جرى أسرهم في كورسك ليس لديهم الحق في التمتع بالحماية التي توفرها اتفاقيات جنيف، مضيفا أنه ينبغي معاملة الجنود الأوكرانيين الذين جرى أسرهم في كورسك باعتبارهم “إرهابيين”.

وقال بوتين “مهمتنا في المستقبل القريب، وفي أقصر وقت ممكن، هي إلحاق هزيمة ساحقة بالعدو المتحصن في منطقة كورسك والذي لا يزال يقاتل هنا، وتحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل، وإعادة الوضع إلى طبيعته على طول خط الحدود”.

ورد رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أن قواته استعادت السيطرة “على أكثر من 1100 كيلومتر مربع” من الأراضي التي احتلها الجيش الأوكراني منذ أغسطس/آب، “أي أكثر من 86 في المئة من المنطقة التي احتلت سابقا”.

وأضاف غيراسيموف “في الأيام الخمسة الأخيرة، تم تحرير 24 بلدة و259 كيلومترا مربعا من أراضي منطقة كورسك”، مشيرا إلى أن وحدات روسية عبرت الحدود في بعض المناطق ودخلت مقاطعة سومي الأوكرانية.

كذا أكد رئيس الأركان الروسي أن قواته “عزلت” القوات الأوكرانية في المنطقة وأسرت 430 جنديا أوكرانيا خلال تقدمها الأخير.

  

اعتراف بالتراجع

وفي المقابل، أقر قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الأربعاء أن قواته تتراجع في منطقة كورسك الروسية في مواجهة تقدم قوات موسكو.

وكتب  سيرسكي على منصة فيسبوكإن القوات الأوكرانية ستواصل عملياتها في منطقة كورسك الروسية “ما دام كان ذلك ملائما واقتضت الضرورة ذلك”، مضيفا أن القتال مستمر في بلدة سودجا
ومحيطها. وأضاف أن الوحدات تتحرك في مناورة إلى “مواقع أفضل إذا لزم الأمر” لإنقاذ حياة الجنود.

وقال سكادوفسكي ديفندر، وهو مدون عسكري أوكراني، في منشور على تيليجرام “القوات المسلحة الأوكرانية تغادر كورسك. لن يبقى أي جندي أوكراني هناك بحلول يوم الجمعة”.

لكن المنشور أشار إلى أن أوكرانيا تواصل تنفيذ ضربات قوية على سودجا.

وكانت أوكرانيا قد فجرت واحدة من أكبر المفاجآت في الحرب في السادس من أغسطس/ آب عام 2024 باقتحامها الحدود والاستيلاء على منطقة كورسك من الأراضي الروسية، مما عزز معنويات الأوكرانيين ومنح كييف ورقة تفاوض محتملة.

لكن وبعد تشبثها لأكثر من سبعة أشهر بالمنطقة التي أخذت في الانحسار تدريجيا أمام القوات الروسية، شهدت أوكرانيا تدهورا حادا في وضعها في كورسك خلال الأيام القليلة الماضية بعد قطع خطوط
إمدادها الرئيسية.

ويتكوف سيتوجه إلى موسكو في وقت لاحق هذا الأسبوع (رويترز)

موفد ترامب يزور موسكو

سياسيا أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الموفد الأميركي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى موسكو في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات تتناول وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة كارولاين ليفيت للصحافيين إن الولايات المتحدة تحث روسيا على القبول بمقترح وقف إطلاق النار لثلاثين يوما الذي تفاوض في شأنه الأميركيون والأوكرانيون.

وأوضحت أن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز تشاور الأربعاء مع نظيره الروسي.

وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء عن “أمله” أن يوافق نظيره الروسي فلاديمير بوتين على اقتراح وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكنه لم يحدد ماهية الضغوط التي قد يمارسها عليه.

وسبق أن التقى ويتكوف بوتين في فبراير/ شباط حين فاوض في شأن الإفراج عن الأميركي المعتقل في روسيا مارك فوغل.

وأعلن ترامب الثلاثاء أنه سيتحدث مباشرة إلى بوتين، على الأرجح هذا الأسبوع

وزراء دفاع خمس دول أوروبية كبرى بحثوا في باريس الضمانات الأمنية العسكرية لأوكرانيا (الفرنسية)

التحركات الأوروبية

أوروبيا  اجتمع وزراء دفاع خمس دول أوروبية كبرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس الأربعاء في باريس، لبحث الضمانات الأمنية العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك احتمال نشر قوات حفظ سلام في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.

ولم يحدد وزراء دفاع فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا أي تفاصيل بشأن حجم أو طبيعة القوة المحتملة بعد المحادثات.

وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن “المملكة المتحدة وفرنسا تقودان بشكل مشترك العمل على التخطيط لدفع جهود
السلام وترتيبات الضمانات الأمنية لأوكرانيا”.

وأضاف: “نسعى إلى بناء تحالف من الدول الراغبة في أوروبا وخارجها”، مشددا على ضرورة تعزيز القوة العسكرية على جميع الجبهات.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو أن “أول ضمانة لأمن أوكرانيا هي قواتها المسلحة”. وأوضح أن الحلفاء يسعون إلى تعزيز
القدرات العسكرية الأوكرانية على المدى الطويل، كما فعلوا منذ بداية الحرب.

وأضاف: “لا يمكننا أن نطلب من القوات الأوروبية أن تقوم بعمل القوات المسلحة الأوكرانية”. لكنه ألمح إلى أن أوروبا قد تفكر في إرسال قوات
إلى الحدود البولندية الأوكرانية.

كما ناقش الوزراء جهود زيادة التسلح وتحسين التنسيق العسكري بين الجيوش
الأوروبية.

من جانبه، شدد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على ضرورة أن تعمل الدول الأوروبية من أجل أمن القارة، متجاوزة المصالح الوطنية، داعيا إلى
شراء معدات عسكرية موحدة على نطاق أوسع وبوتيرة أسرع مما كان عليه في السابق.

يأتي هذا الاجتماع في أعقاب إعلان مشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا يوم الثلاثاء عن الاستئناف الفوري للمساعدات العسكرية والاستخباراتية، إلى جانب موافقة أوكرانيا على هدنة لمدة 30 يوما، إذا وافقت روسيا عليها، عقب اجتماع رفيع المستوى في جدة بالمملكة العربية السعودية.

واجتمع قادة الجيوش في 36 دولة في باريس مساء الثلاقاء لمناقشة إمكانية نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version