مع الثورة الرقمية التي تحيط بجميع الشركات، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، تعتمد الشركات والمنظمات وحتى الحكومات على الأنظمة المحوسبة لإدارة أنشطتها اليومية وبالتالي جعل الأمن السيبراني هدفًا أساسيًا لحماية البيانات من الهجمات المختلفة عبر الإنترنت أو أي وصول غير مصرح به.

 

فكما تعلم، تكلف أوجه القصور الأمنية المنظمات الربحية والمنظمات غير الربحية خسائر بمليارات الدولارات. بالإضافة إلى ذلك، مع تحول الشركات إلى العمل عن بُعد منذ بدء الوباء، أصبحت أكثر عرضة لهجمات المتسللين.

 

إذا كنت أحدهم، فيجب عليك مراقبة اتجاهات الأمن السيبراني عن كثب للرد على تلك التهديدات. في هذه المقالة، سنقدم لك تحليلاً شاملاً لآخر ثمانية اتجاهات في مجال الأمن السيبراني التي يجب أن تكون على رأس اهتماماتك في عام 2024.

ما هو الأمن السيبراني؟

يعرف الأمن السيبراني بكونه مجال من مجالات تكنولوجيا المعلومات والذي يعرف أيضًا باسم أمن المعلومات، وفيه يتم حماية الأفراد والمؤسسات والأنظمة من حالات الاختراق الرقمي أو الدخول الغير مصرح به أو التهديدات الأمنية الخطيرة، والتي قد تؤثر في خصوصية البيانات والمعلومات لاسيما الحساسة منها، وكذلك إدارة عملية الإنتاج ذاتها، خاصة إن الصناعات بمختلف أنواعها الآن أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتكنولوجيا.

 

الهدف الأساسي وراء ظهور الامن السيبراني هو ظهور ما يعرف بالهجمات الرقمية الخطرة أو الفيروسات المنيعة وفيها يتم الهجوم على الأنظمة الرقمية الخاصة بالأفراد أو المنشأة والسيطرة على ما تمتلكه من بيانات حساسة، وخضوعها لعمليات الابتزاز والسرقة وكذلك التخريب المتعمد للمعلومات.

 

لا يهدف الأمن السيبراني إلى الدفاع أو الحماية فقط من الهجمات الحاسوبية الضارة فحسب، بل أيضًا القيام بالهجوم المتعمد والذي يتم فيه اكتشاف الثغرات الموجودة في الأنظمة والعمل على إصلاحها فور اكتشافها.

إحصائيات وحقائق 2024 للأمن السيبراني يجب أن تعرفها

فيما يلي قائمة بأحدث إحصائيات الأمن السيبراني لمساعدتك على فهم ما يحدث في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى ما يمكن توقعه لهذا العام وما بعده.

 

تُظهر إحصائيات الأمن السيبراني أن هناك 2200 هجوم سيبراني يوميًا، مع وقوع هجوم كل 39 ثانية في المتوسط. في الولايات المتحدة، يتجاوز تكلفة اختراق البيانات متوسط ​​9.44 مليون دولار، ومن المتوقع أن تصل تكلفة الجرائم الإلكترونية إلى 8 تريليون دولار بحلول عام 2024.

 

فوفقًا لموقع ستاتيستا الإحصائي العالمي، من المتوقع أن تبلغ إيرادات سوق الأمن السيبراني 183.14 مليار دولار أمريكي في عام 2024، حيث ستسيطر الخدمات الأمنية على السوق بحجم يتجاوز 87.97 مليار دولار أمريكي خلال هذا العام.

تتوقع الإحصائيات أيضًا أن تشهد الإيرادات نموًا سنويًا بنسبة 10.48٪ من عام 2024 إلى 2028، مما يرفع حجم السوق إلى 273.60 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028. ومن المتوقع أن تحقق الولايات المتحدة أعلى إيرادات على مستوى العالم، حيث يتوقع أن تصل إلى 71,790.0 مليون دولار أمريكي في عام 2024.

8 اتجاهات رئيسية للأمن السيبراني لعام 2024

1) شبكات الجيل الخامس

مع ظهور ونمو شبكات الجيل الخامس، سيصبح عصر جديد من الاتصال البيني حقيقة واقعة مع إنترنت الأشياء.

 

يؤدي هذا الاتصال بين أجهزة متعددة أيضًا إلى تعرضها لنقاط الضعف الناتجة عن التأثير الخارجي أو الهجمات أو خطأ برمجي غير معروف، حيث تعد بنية شبكات الجيل الخامس جديدة نسبيًا في الصناعة وتتطلب الكثير من البحث للعثور على ثغرات لجعل النظام آمنًا من الهجمات الخارجية.

 

قد تؤدي كل خطوة في شبكات الجيل الخامس إلى عدد كبير من الهجمات على الشبكة التي قد لا نكون على علم بها. هنا يجب على الشركات المصنعة أن تكون صارمة للغاية في بناء أجهزة وبرامج الجيل الخامس متطورة للتحكم في خروقات البيانات.

2) زيادة الطلب على الخدمات السحابية

بمساعدة أفضل حلول برامج إدارة السحابة، ينتقل المزيد والمزيد من الشركات والمؤسسات إلى السحابة. ومع ذلك، فإن معظم الخدمات السحابية في الوقت الحالي لا تقدم تشفيرًا آمنًا ومصادقة وتسجيل تدقيق.

 

يفشل البعض أيضًا في عزل بيانات المستخدم عن المستأجرين الآخرين الذين يتشاركون مساحة في السحابة. لذلك، يرى متخصصو أمن تكنولوجيا المعلومات الحاجة إلى تشديد أمان السحابة.

 

ويمكن أن يؤدي التكوين السيئ لأمن السحابة إلى تجاوز مجرمي الإنترنت للسياسات الداخلية التي تحمي المعلومات الحساسة في قاعدة البيانات السحابية.

 

وفقًا لذلك، يتقدم الأمان في السحابة إلى أمان تنبؤي ومبتكر لمكافحة المهاجمين السيبرانيين. أصبح الأمان التنبئي مفيدًا في تحديد التهديدات قبل أن يبدأ المهاجمون تحركاتهم، إذ يمكنه تحديد الهجمات التي تمر عبر أمان نقطة النهاية الأخرى.

3) الأمن السيبراني للعمل عن بعد

كان خيار العمل من المنزل مفيداً خلال أوقات وباء كوفيد 19، لكنه يتحول ببطء إلى إنجاز العمل من أي مكان، وهذا يعني أنه بدلاً من العمل من المنزل بشكل مريح وآمن أصبح الأفراد يعملون أثناء التنقل في القطار أو المطار أو في أي مقهى يجدون أنفسهم فيه.

 

وهنا تظهر مشكلة عند الارتباط بالشبكات العامة غير الآمنة والتي غالباً ما يختار الأشخاص أي شبكة يمكنهم العثور عليها لإنهاء عملهم في الوقت المحدد، من دون أي من برامج VPN أو برامج مكافح الفيروسات والذي من شأنه أن يقوم بحمايتهم. يعرف مخترقو الإنترنت كيفية الاستفادة القصوى من هذه الفرصة حتى أنهم يقومون بإنشاء نقاط اتصال الواي فاي جديدة على وجه التحديد من أجل استهداف الأشخاص.

 

علاوة على ذلك، لا يتعلق الأمر بالبشر فقط، بل يتعلق بتكنولوجيا إنترنت الأشياء أيضاً. المزيد والمزيد من الأجهزة تتصل بالشبكات اللاسلكية دون أن يدرك الناس ذلك. هذا يخلق بيئة مثالية لمخترقي الإنترنت. لتقليل فرص حدوث هجوم، فمن الضروري وضع جميع التدابير الوقائية الممكنة مثل الاعتماد على بعض ممارسات السلامة المعلوماتية وشبكات الخاصة الأفتراضية “VPN” الآمنة، والتصحيح الآلي.

4) الأتمتة والتكامل

مع تضاعف حجم البيانات كل يوم. فمن البديهي أن يتم دمج الأتمتة لمنح تحكم أكثر تطورًا في المعلومات. كما أن الطلب العصري المتزايد على العمل مع البيانات يضغط على المهنيين والمهندسين لتقديم حلول سريعة وفعالة. مما يجعل الأتمتة أكثر قيمة من أي وقت مضى.

 

أصبحت الأتمتة ذات أهمية متزايدة في مجال الأمن السيبراني، وذلك بحكم أنها يمكن أن تساعد عمليات الأمان التلقائية في تقليل الوقت المستغرق لاكتشاف التهديدات والاستجابة لها وتحسين دقة اكتشاف التهديدات. كما يمكن أن تؤدي الأتمتة أيضًا إلى تقليل الاعتماد على العمليات اليدوية، والتي يمكن أن تستغرق وقتًا طويلاً وعرضة للخطأ البشري

5) هجمات الهندسة الاجتماعية

يمكن أن تحدث الهندسة الاجتماعية لأي شخص شخصيًا أو عبر الهاتف أو عبر الإنترنت. وهي أيضًا طريقة سهلة الاستخدام عند تنفيذ عمليات الاحتيال أو الجرائم الأخرى. لا يحتاج المهندسون الاجتماعيون إلى مهارات تقنية قوية، يحتاجون فقط إلى أن يكونوا قادرين على خداعك لتسليم بيانات حساسة.

 

الآن، تتزايد هجمات الهندسة الاجتماعية عاماََ بعد عام ، حيث يستخدم المهاجمون تقنيات مثل التصيد الاحتيالي، وسرقة الهوية للوصول إلى البيانات الحساسة ، لذا يجب على المؤسسات التأكد من أن موظفيها مدربون على التعرف على أي نشاط مشبوه والإبلاغ عنه وأن يكون لديهم إجراءات للحماية من هذه الأنواع من الهجمات.

6) المصادقة متعددة العوامل

المصادقة متعددة العوامل أو “MFA” هي إجراء أمني يتطلب من المستخدمين تقديم أكثر من نموذج مصادقة واحد قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى الحساب، تساعد هذه الطبقة الإضافية من الأمان على الحماية من الهجمات الإلكترونية.

 

حيث يجب أن يتمتع المهاجمون بإمكانية الوصول إلى أجزاء متعددة من المعلومات من أجل الوصول إليها، بالتالي  يجب على المنظمات التأكد من أن جميع الحسابات مؤمنة من خلال المصادقة متعددة العوامل لتقليل مخاطر الوصول غير المصرح به.

7) زيادة هجمات التصيد

إحدى المشكلات الكبيرة التي نواجهها هي هجمات التصيد الاحتيالي، لقد كانت متواجدة منذ فترة ولكن الكثير من الناس ما زالوا لا يعرفون كيف يتعرفوا على مثل هذه الهجمات وتجنب التعرض لمخاطرها.

 

هذا هو الحال بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالشركات الكبيرة حيث يقوم شخص ما بالنقر على رابط احتيال والذي يبدو آمناً ويقوم بإحداث ثغرة أمنية، بغض النظر عما إذا كان شخص ما يستخدم جهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص به أو جهازاً للعمل، فإن الوقوع في عملية احتيال التصيد يمكن أن تؤدى بسهولة إلى سرقة البيانات، وهو أمر لا ينبغي الاستخفاف به.

 

في الواقع، غالباً ما يتم الجمع بين هذه الآليات بحيث تستثمر الشركات أكثر في تقييمات نقاط الضعف وتقييم المخاطر لتقليل الضرر. ومع ذلك، يقوم المخترقون بملاحقة الثغرات الأمنية والبحث عنها ويستهدفوا المستخدمين من خلال التصيد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية. يعد تدريب الموظفين وتعليمهم كيفية التعرف على عمليات الاحتيال أمراً في غاية الأهمية من أجل البقاء آمناً.

8) تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي

هناك حالة متضاربة من التفاؤل وعدم الارتياح بشأن الوتيرة السريعة للتقدم العلمي والتبني التجاري لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. من الناحية الإيجابية، سنرى ابتكارات واسعة في قطاعات مثل الطب والنقل، بالإضافة إلى تحسينات في الأمن السيبراني.

 

من الناحية السلبية، سيؤدي الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى الابتكار في الجريمة الإلكترونية، ويمكن لنماذج غسل الأموال تدريب أنفسهم على تحقيق غايات غير مشروعة أو ملتوية.

 

هناك حالة من عدم الوضوح والشفافية حول كيفية ضمان الحكومات أو الشركات أو المجتمعات أن الذكاء الاصطناعي والأنظمة الأخرى القائمة على التكنولوجيا يتم بناؤها ونشرها ومراقبتها بأمان وأخلاق، ولا يوجد منتدى واضح يأتي منه هذا التوجيه.

ختاماً..

لا أحد يعرف بالضبط ما يخبئه المستقبل لساحة الأمن السيبراني ولا تزال العديد من القطاعات تبحث في كيفية تقوية شبكاتها في وسط فوضى وشكوك الهجمات والتطورات التكنولوجية. لكن هذه الاتجاهات الأخيرة توفر لنا نظرة ثاقبة لما يمكن أن نتوقعه حالياً وفي السنوات القادمة.

 

لكن ما هو واضح هو أن مطوري ومسؤولي برامج أمن تكنولوجيا المعلومات سيكونون مشغولين لسنوات قادمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version