|

باريس- تدخلت الشرطة في فرنسا -مرة أخرى أمس الثلاثاء- لوضع حد للتجمعات ومنع الأنشطة التي يقوم بها الطلبة المؤيدون لفلسطين في جامعة السوربون ومعهد العلوم السياسية في باريس (سيانس بو).

وبينما تُركت صناديق القمامة والدراجات الملقاة على الأرض أمام مدخل مبنى “سيانس بو” الواقع في شارع سان غيوم، أرغمت عناصر الشرطة عشرات الطلاب على مغادرة محيط المعهد باستخدام القوة.

ويأتي ذلك بعد مرور أقل من 24 ساعة على إعلان رئيس الوزراء غابرييل أتال أنه “لن يكون هناك أبدا حق في الحصار” داخل الجامعات “لأننا لن نقبل أن تطالب أقلية يتم التلاعب بها بوضع القانون” وذلك خلال حضوره عشاء المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في البلاد.

الشرطة اعتقلت طالبين شاركا بالاحتجاجات الداعمة لغزة في جامعة السوربون (الأناضول)

اعتقالات وعنف

صباح أمس، قال مكتب المدعي العام في باريس “إن الشرطة ألقت القبض على طالبين يبلغان من العمر 22 و29 عاما بتهمة التمرد والمشاركة في مظاهرة مع إخفاء وجوههم”.

وتنديدا باعتقال زملائهم، نصب طلاب معهد العلوم السياسية خياما بعد الظهر للاعتصام حاملين الأعلام الفلسطينية والكوفية حول أعناقهم، وهم يرددون هتافات “فلسطين حرة وستعيش، كل الأعين متجهة إلى رفح، عنف الشرطة.. لا عدالة” لتأكيد تصميمهم على مواصلة تحركاتهم التي بدأت قبل بضعة أسابيع.

وللمرة الأولى، شارك عدد من أساتذة المعهد في المظاهرة للمطالبة بإطلاق الطالبين، ورفعوا شعارات تطالب بتحقيق العدالة وإعلاء القانون وحماية حق التظاهر، وسط تصفيق وإشادة الطلاب.

لكن الوضع لم يستمر طويلا حيث تقدمت عناصر الشرطة لدفع المتظاهرين وإجلائهم خارج محيط المعهد بعد انضمام حوالي 20 طالبا من جامعة السوربون إليهم، بينما نُقلت طالبتان إلى المستشفى بعد ظهور إصابات واضحة في الكاحلين أثناء الدفع.

الطلاب المحتجون طالبوا المؤسستين بقطع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية (الأناضول)

تضييقات

في المقابل، لا تزال إدارة معهد العلوم السياسية ترفض اتخاذ موقف واضح تجاه الحرب المستمرة في قطاع غزة، على غرار موقفها من الحرب التي شنتها روسيا بأوكرانيا، وقطع علاقاتها الأكاديمية بالجامعات الإسرائيلية.

وأكد هشام، وهو طالب ماجستير في “سيانس بو” استمرار 4 طلاب في إضرابهم عن الطعام حتى تحقيق المطالب التي وجهوها لإدارة المؤسسة والمتمثلة في فتح لجنة للتحقيق في الشراكات الأكاديمية والاقتصادية بين الجامعة وإسرائيل.

وأضاف هشام في حديث للجزيرة نت “طالما لا يستمع إلى مطالبنا أحد، فسوف نستمر في التظاهر دعما لحقوق الفلسطينيين لأن الشباب اليوم يرفضون أن تكون جامعاتهم متواطئة في انتهاكات القانون الدولي”.

طلاب وأساتذة من معهد العلوم السياسية يطالبون بحرية التظاهر (الجزيرة)

من جانبها، قالت الطالبة مالينا من جامعة السوربون إنها انضمت للوقفة الاحتجاجية “لمساندة زملائنا المحتجزين لدى الشرطة حتى الآن، لكن كعادتها استخدمت الشرطة لغة العنف التي تعرفها لإجلائنا، حتى أنهم اصطحبونا إلى المترو للتأكد من مغادرتنا”.

وتابعت مالينا أن “الطلاب الشباب نجحوا بالفعل في إظهار أنفسهم وتصميمهم وتجاوز ما تمنحنا إياه الحكومة الفرنسية من حدود رسمتها مسبقا وفق مصالحها فقط”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version