لقي الاجتماع الثلاثي الذي جمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس رواندا بول كاغامي، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي في الدوحة الثلاثاء الماضي، ترحيبا دوليا واسعا من عدة جهات، في إطار جهود الوساطة القطرية الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة.

وكانت هذه أول محادثات مباشرة تجمع الرئيسين الأفريقيين منذ أن كثف متمردو حركة 23 مارس حملتهم في شرق الكونغو خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، حيث استولوا على مدينتين رئيسيتين في المنطقة الغنية بالمعادن.

الأمم المتحدة تشيد بالوساطة القطرية

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إشادته بالجهود الحثيثة التي تبذلها قطر في مجال الوساطة بين الدول الأفريقية.

ووصف غوتيريش، في بيان رسمي، دور قطر في هذا الاجتماع بالمؤثر، مؤكدا أن هذه الجهود قد تُفضي إلى تحقيق تقدم ملموس نحو إنهاء النزاع المستمر في شرق الكونغو الديمقراطية، الذي أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف من المدنيين.

وشدد غوتيريش على أهمية الحوار بين الأطراف المعنية في هذا الصراع، معربا عن أمله في أن تؤدي هذه المحادثات إلى نتائج ملموسة تؤثر إيجابا على الوضع الإنساني في المنطقة.

الاتحاد الأفريقي يرحّب بالحوار

في خطوة أخرى تعكس دعما قويا للوساطة القطرية، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف عن ترحيب الاتحاد بجهود قطر في جمع رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية لأول مرة منذ بداية النزاع في يناير الماضي.

وأكد يوسف أن هذا الحوار يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى، واعتبره فرصة سانحة لتحقيق تسوية شاملة عبر الدبلوماسية.

الصومال يشيد بالجهود القطرية

من جانبه، رحّب الصومال بالاجتماع الثلاثي، معربا عن تقديره للوساطة القطرية الرامية إلى تحسين الأوضاع الأمنية في منطقة شرق أفريقيا.

وأكدت الحكومة الصومالية، في بيان لها، أن قطر قد “أثبتت مرة أخرى قدرتها على لعب دور محوري في تعزيز السلام بالمنطقة”. وأضافت أن هذا النوع من الدبلوماسية يعكس التزاما حقيقيا من قِبل قطر لتحقيق السلام والاستقرار في القارة الأفريقية.

الرئيس الفرنسي يعبّر عن دعمه

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد أعرب عبر منصة “إكس” عن دعمه لاجتماع الدوحة، معربا عن أمله في أن يسهم هذا اللقاء في تقدم عملية السلام بالمنطقة. وأشار ماكرون إلى أن فرنسا تتابع باهتمام نتائجه.

ويعود الصراع في شرق الكونغو إلى تداعيات الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 والتنافس على الثروات المعدنية. وتصاعدت وتيرة الصراع منذ يناير/كانون الثاني الماضي، حيث قُتل آلاف الأشخاص وأُجبر مئات الآلاف على النزوح عن ديارهم.

وتتهم الكونغو الديمقراطية رواندا بإرسال أسلحة وقوات رواندية لدعم المتمردين، الذين أدت حملتهم إلى انزلاق شرق الكونغو إلى أسوأ صراع منذ عقود.

وتقول رواندا إن قواتها تتصرف دفاعا عن النفس ضد جيش الكونغو الديمقراطية والمليشيات المعادية لكيغالي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version