تقرير الجريدة السعودية

جدة — في عام 2023، خطت المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة في تحويل نفسها إلى وجهة سياحية عالمية رائدة، حيث أفاد بارومتر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بأنها ثاني الوجهة السياحية الأسرع نموًا في العالم.

ويعكس هذا الإنجاز المذهل الجهود الطموحة التي تبذلها المملكة لتنويع اقتصادها وتعزيز جاذبيتها للزوار الدوليين.

نمو قياسي في السياحة

وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية، حققت المملكة العربية السعودية معدل انتعاش مذهل بنسبة 150٪ في قطاعها السياحي مقارنة بمستويات ما قبل كوفيد-19، متجاوزة معدل التعافي العالمي البالغ 87٪ وتتصدر منطقة الشرق الأوسط بتعافي بنسبة 120٪.

ويعزى هذا النمو السريع إلى استراتيجيات المملكة الاستباقية لزيادة أعداد السياح، خاصة بعد إطلاق العديد من الوجهات السياحية الجديدة.

إطلاق منصة “تأشيرات المملكة العربية السعودية”.

كان أحد التطورات الرئيسية في عام 2023 هو إطلاق “تأشيرة المملكة العربية السعودية”، وهي منصة موحدة للتأشيرات مصممة لتبسيط عملية طلب التأشيرة. ويهدف هذا النظام المبتكر إلى جذب عدد أكبر من السياح في السنوات المقبلة، مما يسهل على الزوار من جميع أنحاء العالم استكشاف المملكة.

وتعكس كفاءة نظام التأشيرة الرقمية، الذي يقلل وقت المعالجة إلى 60 ثانية فقط، التزام المملكة بالاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز تجربة الزائر.

توسيع إمكانية الوصول إلى التأشيرة

يمثل توسيع المملكة العربية السعودية لإمكانية الوصول إلى التأشيرة الإلكترونية إلى 63 دولة خطوة مهمة في جعل المملكة في متناول السياح الدوليين.

ومنذ إدخال تأشيرة الزيارة في سبتمبر 2019 للسياحة والعمرة خارج موسم الحج وحضور الفعاليات والمعارض، شهدت المملكة ارتفاعًا كبيرًا في أعداد السياح، مما أدى إلى نمو غير مسبوق في هذا القطاع.

التأشيرة الإلكترونية متاحة أيضًا للمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي ومواطني الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى حاملي تأشيرات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتأشيرات شنغن، مما يوسع نطاقها بشكل أكبر.

نمو قوي في أرقام السياحة

وحققت استراتيجية المملكة السياحية نتائج مبهرة، حيث تم إصدار أكثر من 18.6 مليون تأشيرة في عام 2023.

وتماشياً مع مستهدفات الموازنة العامة 2024، تستهدف المملكة العربية السعودية زيادة الإنفاق السياحي إلى 289 مليار ريال، وتحقيق 88 مليون زائر، وخلق المزيد من فرص العمل في قطاع السياحة.

وتؤكد هذه الأهداف طموح المملكة لتصبح لاعبًا رائدًا في صناعة السياحة العالمية.

السياحة الداخلية تحطم الأرقام القياسية

وشهد النصف الأول من عام 2023 طفرة تاريخية في السياحة الوافدة، مع زيادة بنسبة 142% في عدد الزوار مقارنة بالعام السابق.

وصاحب هذا النمو ارتفاع كبير بنسبة 132% في الإنفاق السياحي الداخلي، مما ساهم بمبلغ 86.9 مليار ريال سعودي في الاقتصاد وسجل رقماً قياسياً جديداً في هذا القطاع.

الاستثمار في البنية التحتية للضيافة

ومن المتوقع أن يتوسع قطاع الضيافة في المملكة بشكل كبير، حيث من المتوقع أن تنمو الغرف الفندقية الحالية البالغة 400 ألف غرفة إلى 854 ألف غرفة بحلول عام 2030.

ويعد هذا التوسع حاسما في استيعاب العدد المتزايد من السياح وتزويدهم بخيارات إقامة متنوعة.

تعزيز جاذبية المملكة العربية السعودية للسياحة العالمية

إن النمو الملحوظ الذي تشهده المملكة في قطاع السياحة ليس مجرد شهادة على تراثها الثقافي والتاريخي الغني، بل أيضًا على مشاريعها التنموية الطموحة.

يعد إطلاق الوجهات السياحية الجديدة خطوة استراتيجية لعرض مناطق الجذب المتنوعة في المملكة العربية السعودية، بدءًا من الصحاري المترامية الأطراف والمواقع الأثرية القديمة إلى العجائب الحضرية الحديثة.

الاستثمار في البنية التحتية ذات المستوى العالمي

يعد التطوير الاستراتيجي للبنية التحتية أمرًا أساسيًا لنمو السياحة في المملكة العربية السعودية. ويهدف التوسع في الطاقة الاستيعابية للفنادق وتطوير وجهات سياحية جديدة إلى استيعاب التدفق المتوقع للسياح.

ويهدف استثمار المملكة في البنية التحتية، بما في ذلك توسيع المطارات وتطوير المنتجعات الجديدة والمعالم الثقافية، إلى تزويد الزوار بمرافق وتجارب عالمية المستوى.

زراعة تجربة سياحية متنوعة

تحرص المملكة العربية السعودية على تقديم مجموعة متنوعة من التجارب السياحية التي تلبي مختلف الاهتمامات والتفضيلات.

من المغامرات والسياحة البيئية في صحاريها الشاسعة وسلاسلها الجبلية إلى السياحة الدينية في مكة والمدينة، إلى السياحة الترفيهية في ساحل البحر الأحمر، تضع المملكة نفسها كوجهة تقدم ما يناسب الجميع.

تعزيز التبادل الثقافي والحوار

وتهدف المملكة العربية السعودية، من خلال استضافة السياح من جميع أنحاء العالم، إلى تعزيز التبادل الثقافي والحوار.

يتم عرض التراث والتقاليد الثقافية الغنية للمملكة من خلال العديد من المهرجانات والفعاليات والمعارض، مما يدعو الزوار لتجربة وفهم أسلوب الحياة السعودي وقيمه.

نحو نموذج للسياحة المستدامة

تماشياً مع رؤية 2030، تلتزم المملكة العربية السعودية بتطوير نموذج سياحي مستدام يوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة والحفاظ على الثقافة.

ويعد هذا النهج ضروريًا لضمان حماية الثروات الطبيعية والثقافية للمملكة والتمتع بها للأجيال القادمة.

مع استمرار المملكة العربية السعودية في فتح آفاق جديدة في قطاع السياحة، فمن الواضح أن المملكة لا تفتح أبوابها على نطاق أوسع للعالم فحسب، بل تقوم أيضًا بصياغة سرد فريد ومتنوع في المشهد السياحي العالمي.

ويعد النجاح في استضافة معرض إكسبو 2030، والتطوير المستمر للبنية التحتية السياحية، خطوات نحو تحقيق رؤيتها في أن تصبح وجهة عالمية رائدة، تساهم في مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا للمملكة وزوارها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version